لا فائدة من وعظه

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٤ - يناير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
اريد أن أسألك عن غرائب منتشرة فى المجتمع المصرى إزدادت بداية من اول القرن الحالى ، وهى أن بعض العائلات توغلت فى الوهابية الى درجة الفصل التام بين الرجال والنساء فى البيت الواحد كما يحدث فى السعودية . أعرف زميل كان غاية فى الأدب والذوق ، وعاش فى السعودية عشرين سنة ورجع بنى بيت وعمل شقة لكل ولد من أولاده ، وجوزهم ، وعمل إختلاط تام بين أولاده ، الابن لا يعرف وجه زوجة اخوه ، والنقاب سيد الموقف . والحياة فى بيتهم الكبير شبه المعسكر. الأولاد يأكلوا مع ابوهم ، ونساء ألأولاد ياكلون مع أم الأولاد . واذا دق الباب ينتشر الفزع كما لو كان عفريت ، كل هذا خوف أن يراهم غريب . الأولاد مقتنعين ان هذا هو الاسلام . نصحت الأب الذى كان زميل دراسة فغضب منى . كان هذا من عدة سنوات . الآن الأمن إعتقل الابن الأكبر ، والولدين الباقيين تحت المراقبة. والأب فى حالة يرثى لها . و الغريب انهم يعتبرون هذا جهاد وصبر . خفت اصارح الأب زميلى السابق وأقول له أنها معاناة فى سبيل الشيطان وانكم ضيعتم الدنيا والآخرة ، لكن أنا عارف رايه مقدما لأنه من يوم نصحته كفّرنى و قال انى منكر سُنة . لكن هو فعلا صعبان علىّ لأنه بيتعذب هو وعياله بسبب الشيطان . هل أغامر وأنصحه للمرة الثانية أم أكتفى بما حدث المرة السابقة ؟
آحمد صبحي منصور

لا سبيل الى نصحه ووعظه طالما رفض من البداية . لو كان فيه خير لسمع الحق من البداية ، لكن بينه وبين الحق حجاب . قال جل وعلا : (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) الانفال ). على كل إنسان أن يبحث عن الحق بنفسه ، أو على الأقل عندما يسمع صوت الحق عليه أن ينصت اليه . أما أن يرفض ويسب ويلعن فلا فائدة فيه . سيأتى يوم يدرك فيه قوله جل وعلا : (  إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15) القيامة ) 

اجمالي القراءات 4456