تونس بعد الانتخابات: تأييد دولي للنتائج واحتفالات واحتجاجات في الداخل
اطلقت الشرطة التونسية القنابل المسيلة للدموع لتفريق المئات من المتظاهرين المحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الباجي قائد السبسي.
وقام مئات من المحتجين بالاشتباك مع الشرطة في منطقة الحمام في الجنوب حيث يحظى المرزوقي بشعبية واسعة.
وقالت وزارة الداخلية إن المحتجين احرقوا مركزين للشرطة خلال التظاهرات التي اندلعت مساء الأحد واستمرت يوم الاثنين.
وقال حزب نداء تونس الذي ينتمي اليه السبسي إن المحتجين في مدينة تطوان حاولوا احراق أحدا مقار الحزب في المدينة.
وكانت حالة من الاحتقان قد سادت عددا من المدن في الجنوب التونسي اثر الاعلان عن نتائج الانتخابات وفوز الباجي قايد السبسي بالرئاسة.
وأصدر المنصف المرزوقي الرئيس المنتهية ولايته بيانا دعا فيه الى نبذ العنف والبعد عن جميع أشكال التحريض، في إشارة إلى الاضطرابات التي وقعت اليوم في عدة مدن في الجنوب.
وقال متحدث باسم المرزوقي إنه هنأ السبسي بالفوز.
وتوجه السبسي بالشكر للمرزوقي وقال "إن مستقبل تونس يحتاج كل أبناءها دون اقصاء لأحد أو تفرقة."
وتعهد السبسي في بيان متلفز له أن يكون رئيسا لكل التونسيين.
ردود فعل عالمية
وهنأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما السبسي بالفوز. ووصف بيان للبيت الأبيض الانتخابات بأنها "خطوة هامة في انتقال تونس الهائل نحو الديمقراطية."
كما أثنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغوريني على الانتخابات ووصفتها بأنها "رسالة أمل لكل المتطلعين لمستقبل أكثر سلاما وديمقراطية وازدهارا."
كما أثنى الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند على الشعب التونسي لما أظهره من "تصميم، واحساس بالمسؤولية والقدرة على التفاهم."
أما في مصر فقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن نتائج الانتخابات تعكس ثقة الشعب التونسي الغالية بالسبسي.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية قد أعلنت فوز الباجي قائد السبسي برئاسة تونس.
وحصل السبسي، زعيم حزب "نداء تونس"، على نسبة 55.68 في المئة من عدد أصوات المقترعين.
وهنأ راشد الغنوشي زعيم حزب حركة النهضة السبسي بالفوز وبما سماها الثقة التي وضعها الشعب التونسي فيه، وعبر للمنصف المرزوقي عن اكباره له في انجاح الخيار الديمقراطي في تونس، حسب بيان حركة النهضة.
والسبسي مسؤول سابق في إدارة بن علي التي كان يسيطر عليها حزب واحد، لكنه طرح نفسه على أنه تكنوقراطي واستفاد حزبه "نداء تونس" من رد الفعل على الحكومة الإسلامية التي تولت السلطة في البلاد عقب الانتفاضة التي حملها كثير من الناخبين المسؤولية عن الاضطراب بعد 2011.
وجاء فوز السبسي (88 عاما) في جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة، التي خاضها في مواجهة الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي.
وبلغت نسبة الأصوات التي حصل عليها المرزوقي 44.32 في المئة.
وأعلنت لجنة الانتخابات كذلك أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت 60.11 في المئة من إجمالي الناخبين الذين يتمتعون بحق التصويت.
ويقول مراسل لبي بي سي في تونس إنه ينظر إلى السبسي باعتباره سياسيا عمليا. وقد حصل حزبه على أكبر حصة في الانتخابات البرلمانية.
ويقول المراسلون إنه سيكون على السبسي محاولة إعادة بناء الاقتصاد التونسي، الذي يكافح من أجل التعافي من الاضطرابات التي أفضت إليها الثورة خلال السنوات الأربع الماضية.
وتمثل الانتخابات الخطوة الأخيرة في انتقال تونس إلى الديمقراطية بعد انتفاضة أطاحت بالحاكم المستبد زين العابدين بن علي في 2011 وكانت مصدر إلهام لانتفاضات "الربيع العربي".