الصحف الأمريكية تتهم الحكومة المصرية بالإهمال والفساد وعدم الكفاءة في التعامل مع الأزمات
الصحف الأمريكية تتهم الحكومة المصرية بالإهمال والفساد وعدم الكفاءة في التعامل مع الأزمات

في الأحد ٠٧ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

انتقدت أسلوب معالجتها لحادثة الدويقة.. الصحف الأمريكية تتهم الحكومة المصرية بالإهمال والفساد وعدم الكفاءة في التعامل مع الأزمات


انتقدت الصحف الأمريكية، معالجة الحكومة المصرية لكارثة "الدويقة" التي وقعت صباح أمس الأول، والبطء في عملية إنقاذ الضحايا الذي أصبح سمة في سلسلة الحوادث التي تشهدها مصر، فيما اعتبرته يعكس حالة من الإهمال والفساد وعدم الكفاءة في مواجهة الأزمات، الأمر الذي أثار استفزاز المصريين، خاصة بعد الحوادث الجسيمة التي حدثت مؤخرا، وفي مقدمتها حادث احتراق مجلس الشورى الشهر الماضي، وحادث العبارة الغارقة، بالإضافة إلى حادث بني سويف، والعديد من حوادث انهيار الأبنية، التي كان آخرها انهيار عمارة شبرا.
وذكر تقرير لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في عددها الصادر أمس، أن حادث انهيار الكتل الصخرية بالدويقة الذي تسبب في مصرع ما لا يقل عن 27 شخصا وإصابة العشرات قد فجر موجة من الغضب تجاه الحكومة المصرية عبرت عنه ألسنة الناجيين والأهالي الذين لا يزال أبناؤهم تحت الأنقاض.
وعبر حسين وهو أحد قاطني المنطقة الذي وقف في انتظار إخراج بعض أصدقائه وذويه من تحت الأنقاض عن استيائه من البطء في عملية الإنقاذ، وقال "الحكومة لا تفعل شيئا لإنقاذ الشعب، بل تكتفي بالفرجة، فبعض الناس لا يزالون على قيد الحياة تحت الأنقاض نسمع صيحاتهم وهم يطلبون المساعدة، وبعضهم يحدثنا في الهواتف المحمولة في حين تقف الحكومة مكتوفة الأيدي في مواجهة هذه الكارثة".
وأوضح التقرير أن قوات الدفاع المدني قد وصلت بعد ساعات من الانهيار الصخري الذي دمر أكثر من 35 منزلا وتسبب في دفن كثير من الأسر تحت الأنقاض، وهو الأمر الذي اعتبره السكان تجاهلا من السلطات للكارثة التي حلت بهم.
ولفت إلى أن الكثير من المصريين قد أصبحوا يصفون الحكومة بالإهمال والفساد وعدم الكفاءة في معالجة الأزمات وخاصة بعد الحريق الهائل الذي دمر مجلس الشورى في أغسطس الماضي، بسبب الاستجابة الضعيفة أو المنعدمة لوحدات الطوارئ في التعامل مع الحادث، فضلا عن الحكم الصادر بتبرئة ممدوح إسماعيل مالك العبارة "السلام 98" التي تسببت في وفاة أكثر ألف شخص في البحر الأحمر.
وأوضح التقرير أن مثل هذه الحوادث تسببت في حدوث توترات قومية استفزت الشعب الذي يعاني من مشكلات أخرى كبيرة على رأسها البطالة، واستمرار ارتفاع معدل التضخم وقيام الحكومة بقمع أعضاء الأحزاب السياسية المعارضة وإيداعهم السجون، بالإضافة إلى أن 45 ٪ من السكان يحصلون على أقل من 2 دولار يوميا، وخروج العمال في جميع المجالات إلى الشوارع احتجاجا علي انخفاض الأجور، واتساع دائرة الاحتجاج بين المدونين الذين بدأوا في شن حملات ضد الحزب "الوطني" الحاكم.
وأضاف أن الصخرة التي وقعت على العديد من المنازل بينما كان السكان نائمين بعد تناول وجبة السحور، فجرت انتقادات جديدة للحكومة وسلطت الضوء علي الخطر الذي تمثله منحدرات جبل المقطم في جميع أنحاء القاهرة، فهذه المنحدرات قد أنهكها التعدين الذي بدأ في القرن التاسع عشر، وأصبحت أكثر هشاشة تحت ضغط التوسع في الأحياء الفقيرة في المدينة التي يعيش بها 17 مليون شخص.
وكانت المنطقة نفسها قد شهدت انهيارًا صخريًا مماثلاً في عام 1993، مما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا، كان معظمهم ممن يعملون كجامعي قمامة في القاهرة.
في حين، اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن تأخر فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني التي وصلت بعد ست ساعات كاملة من الانهيار، والبطء الشديد في عملية الإنقاذ عكس عدم قدرة الحكومة المصرية على التعامل مع الكوارث في الوقت المناسب، وأن هذا الأمر أصبح معتادا، ودللت بالحريق الذي نشب في المبني التاريخي لمجلس الشورى الشهر الماضي، الذي تسببت الاستجابة البطيئة وغير الفعالة لقوات الطوارئ في احتراقه، وهو الأمر الذي أصبح رمزا لعجز الدولة وعدم كفاءتها، على حد قولها.
وأبرزت الصحيفة كذلك حريق بني سويف الذي حدث عام 2005، وأدى إلى مصرع أكثر من 35 شخصا، معظمهم من الطلاب، وحادث غرق العبارة عام 2006 الذي تسبب في مصرع أكثر من ألف شخص.
وأشارت الصحيفة إلي أن سكان المنطقة العشوائية اشتكوا إلى الحكومة مرارا من انهيار الصخور في المنطقة، إلا أن الحكومة تجاهلت شكواهم كما لو كانت تعاقبهم علي السكن في هذه المنطقة الفقيرة.
وأوضحت أن منشية ناصر واحدة من العديد من المجتمعات العشوائية التي يعيش فيها الملايين من سكان مصر الذين يقومون بتوفير الخدمات التي يحتاجونها من مياه وصرف صحي وكهرباء لأنفسهم
 

اجمالي القراءات 2410