أحمد دومة .. صوت الثورة ورا القضبان

في الإثنين ٢٠ - أكتوبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

تخرج كلمات احمد دومة جارحة، يعبر فيها عن نفسه ومعتقداته وبما يؤمن به من مبادئ ولا أحد يجرؤ على إسكاته لإنه ببساطة صوت يرعب الأنظمة التي اعتقلته كلها ولأن صوته طالع تعلم دومة كيف يكون حرا حتى وهو خلف القضبان وبين أربع جدران.

اعلم أن اليأس خيانة، هكذا كتب الشاعر والمناضل الثوري احمد دومة.

كلنا يعرف أحمد دومة كونه ناشطا سياسيا تعرض للكثير من الاضطهاد السياسي بكثرة اعتقالاته من نظام لنظام، لكن من منا يعرف أنه شاعر حيث نشر دومة ديوان به قصائد ثورية يتحدث فيها عن مسيرته السياسية وكيف التحق بالحركات الاحتجاجية قبل الثورة كحركة ” كفاية ” وحركة ” 6 أبريل ” وحركة ” شباب من أجل العدالة والحرية ” كما سجل دومه في ديوانه قصائد زينها بتواريخ اعتقاله في 19 مرة وأماكن اعتقاله، كما حملت أغلب قصائده قصة القمع و الاضطهاد الذي عاني منه طويلا، فرغم صغر سنه 26- عاما – الا انه تعرض للاعتقال مرات عديدة ، و احتفل بإكمال عامه السادس والعشرين بداخل في نفس اللحظة التي كان يخوض فيها معركة الأمعاء الخاوية احتجاجا علي قانون التظاهر و سجن شباب الثورة .

(جر شكل) هذا هو عنوان عمود أسبوعي كان يكتبه دومة بجريدة اليوم السابع قائلا : ” إنه دائما لا يهرب من المشاكل وغاوي يجر شكل المسؤولين الذين يجروا شكل الشعب المصري ويفسدون حياتهم ”
وقد صدق دومة حينما كتب مقاله الأخير قبيل اعتقاله بعنوان (الثورة على القضاء. والقضاء على الثورة).

دومة الذى لا يخاف في الحق لومة لائم ولا يخشى السجن والاعتقال والتعذيب، طالما كان على إستعداد لدفع حياته في سبيل الدفاع عن المبدأ ومن العجيب أن دومة خالف وجر شكل مرشده حينما كان يستظل بظله وتحت عباءة الإخوان، ترك دومة الإخوان المسلمين في عام 2008 لإنه كان أحد الداعيين للمشاركة في إضراب العمال بالمحلة و إختلف مع مرشد الاخوان وقتها مهدي عاكف بعد رفض الاخوان المشاركة بالمظاهرة ، بعدها سافر دومة إلي غزة وبعد عودته لمصر إعتقل لمدة عام ونصف العام، في محاكمة عسكرية بتهمة كسر الحصار عن غزة والخروج عن سياسات الدولة.

وتوالى حبس دومة على كل نظام يأتي ويزول بدأ من عهد الرئيس المخلوع مبارك عام 2007، وفى عهد المجلس العسكري، وفى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، وفور إصدار عدلي منصور لقانون التظاهر الأخير وحاليا مازال احمد دومة حبيس نظام الرئيس السيسى 2014.

دومة يعاني حاليا من تدهور شديد في صحته وهذا ما دفع زوجته نورهان حفظي لإرسال خطاب لرئيس الجمهورية تطالب فيه بالإفراج الفوري والعفو عنه صحيا خوفا من تعرضه للموت.

وعلى الرغم من تدهور حالة دومة الصحية إلا أنه يحاكم حاليا بمحكمة الجنايات المنعقدة بمقر معهد أمناء الشرطة بطرة والتي تنظر في القضية المعروفة إعلامياً بـ”أحداث مجلس الوزراء” التى وقعت أواخر عام 2011، والمتهم فيها 269 شخص بينهم الناشط السياسى أحمد دومة بحرق مبنى المجمع العلمى ومنشآت مجلس الوزراء ومجلسى الشعب والشورى، والتعدى على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومقاومة السلطات.

يتعامل دومة معاملة قاسية من هيئة المحكمة رئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة فقد أجبرته المحكمة علي الجلوس داخل قفص زجاجى محكم حتى لا يسمح له بالحديث والتواصل مع محاميه و هو القفص الذى سماه دومة “بيت الزواحف”.

اجمالي القراءات 3186