مرت واقعة مقتل جندي الأمن المركزي أمس علي يد أحد الضباط دون أن يلتف أحد الي أن داخل هذة المعسكرات الأف أحمد حسين محمد خليل-المجند الذي قتل أمس- يعيشون في ظروف قاسية معرضون كل يوم للموت ليس بيد الإرهاب بل بيد الإهمال و الأحوال المعيشية المتدنية و التعامل غير الأدمي الذي يلقونه داخل هذة المعسكرات.
و ربما للمرة الأولي تشجع أحد المجندين و خرج عن صمته و حاول أن يروي جزء من معاناته هو و زملائه داخل معسكرات الامن المركزي و خوفا من بطش قياداته طلب عدم إظهار ملامح وجهه و رفض الإدلاء بأسمه كاملا خوفا من سوء ما سيلاقى نظير إدلائه بشهادته عن أوضاع المجندين .
و يروى محمود المجند بمعسكر السلام للأمن المركزى والمجند رغم أصابته بإعاقة فى قدمه اليسرى عن سوء المعاملة والإهانة النفسية والجسدية التى يتعرض لها هو و زملائه أثناء تاديتهم الخدمة قائلا ” لا تصلنا مياة أو تعينات نظيفة –الطعام- و في الغالب من سوء حالة الطعام و الشراب ” بنرميه” و أما عربية نقل الجنود و التي بلا منافذ للهواء فأنهم ينقلون داخلها من 40 لـ 70 فرد ”
وبسؤاله ما هي مطالبك أنت و زملائك حتي تستطيعوا العيش بطريقة أدمية داخل المعسكرات أجاب محمود ” نريد أن نحصل علي حقوقنا ،و نحصل على مياة نظيفة و أكل نظيف و أن يتم الاهتمام بأحوال المجندين ” أحنا ولاد ناس ”
وعن طبيعة الخدمات التى يؤدنها داخل المعسكر و خارجه قال ” نستيقظ في تمام الساعة الثانية فجراً لنرتدي ملابسنا ونخرج في الفجر من المعسكر ونعود أحيانا الساعة 12مساءً ، أى أن خدمات المجندين قد تصل الى حوالى 18 ساعة يوميا و تابع قائلا ” أحيانا بنغسل البدلة ونلبسها مبلولة علشان مفيش وقت .”
وعن فترة النوم قال ” فقط يتبقي لنا ساعتين في اليوم للنوم داخل المعسكر ولما بننزل خدمات “بينيمونا فى الشارع “.
وعن النظام الغذائي الذي يتم توفيره لهم ليستطيعوا القيام بواجباتهم قال : يومي الاثنين والخميس لحمة أو فراخ وجبة واحدة وباقى الأيام فول و جبنة وعلبة تونة صغيرة و3 أرغفة فى الفطار والغذاء والعشاء و واصل حديثه قائلا ” لو ذهبنا للمعسكر لنسأل عن طعام يكون ردهم “مفيش أكل” والشاويشية مثلنا تمام يحصلون على مثل ما نحصل عليه أما طعام الضباط فلا نعرف كيف يكون “لاننا مبنشوفهمش وهما بياكلوا”.
وعن معاملة الضباط للمجندين قال: لا يوجد ضابط يتعامل معنا ولا أمين و يتعامل معنا فقط الشاويشية – مجندين تم ترقيتهم لرتبة عريف و ناخد الأوامر من الشاويش و غير مسموح لنا أن نتعامل مع الضباط .
وعن معاملة الشاويش لهم يقول محمود “الشاويش بيشتمنا بأهالينا ولو ذهبنا للشكوي للضابط “بيكون فى صف الشاويش “.
و عن النوم قال ” ننام على مرتبة أسفنجية قديمة والشباك “زي شباك الحجز” صغير مبنشوفش الهواء .
و اختتم محمود حديثه بجملة ” عاوزين الحق والعدل ومحدش يهين كرامتنا ” .
و الجدير بالذكر أن مرتب جندى الأمن المركزى المغترب عن أهله لا يتعدى 227 جنيه ويصل بعد المنح الى 327 جنيه ولا يسمح لهم بأى اتصال بذويهم داخل المعسكر .