الأخت العزيزة الفاضلة أمل عراقى دائما تشحذ عقولنا للتفكير بأسئلتها الجادة وتعليقاتها الهامة.
وأحرص دائما على قراءة تعليقاتها والاجابة على تساؤلاتها شاكرا لها هذا الذكاء وذلك الحرص على المعرفة و العلم.
فى البداية فلم تكن فى تلك المنطقة دولة أو دول ، لقد قام محمد على بفتح السودان وأنشا عاصمته ( الخرطوم ) وقام بتحديثه وتطويره ، ثم قام الخديوى اسماعيل باكتشاف وسط وجنوب السودان ولم يكن معروفا للعالم ، وفى اعتقادى أنه لم يكن استعمارا بالمعنى المألوف بدليل إقامة المشروعات للنهوض بالسكان هنا وهناك ـ أقصد فى مصر و السودان ـ حيث كان السودان يشمل وقتها كل المنطقة الممتدة من دادى حلفا الى منابع النيل فى بحيرة فكتوريا ـ وتلك كانت مناطق مجهولة لولا قيام اسماعيل والأوربيين باكتشافها . ولقد ظلت مصر و السودان وحدة سياسية واحدة على قدم المساواةـ وهذا يختلف عن الوضع الاستعمارى المألوف. وهما فى الواقع منطقة جغرافية واحدة و منطقة سياسية واحدة ، وهذا يشمل كل السودان قبل تقطيع أطرافه بيد بريطانيا.
ومنذانفصال السودان عن مصر خسر السودان و خسرت مصر. ولا تزال الخسائر والانقسامات تلاحق السودان.
لقد كان مشروع محمد على واسماعيل بعده فى توحيد السودان ( الكبير ) ومصر خطوة حضارية سابقة لأوانها ، وعرفت أوربا خطرها فتآمرت على إفشال مشروع محمد على فى تكوين دولة متحدة قوية تمتد من جنوب السودان الى شمال سوريا .
وأروربا الان تحاول أن تتحد ( الاتحاد الأوربى ) أى تحاول أن تفعل لنفسها ما كان محمد على و اسماعيل بعده فعله فى مصروالشرق الأوسط.
أى إنه تكوين وحدة سياسية وليس استعمارا.
هذا ما أراه ، وفوق كل ذى علم عليم