الرئيس عبدالفتاح السيسي

كتبت - أماني زهران:

الاربعاء , 23 يوليو 2014 14:02

تحت عنوان "حرب غزة تهدد مصر أيضا"، أعدت وكالة (رويترز) الإخبارية الأمريكية تقريراً مطولاً حول المضاعفات التي يمكن أن تتعرض لها مصر ورئيسها "عبدالفتاح السيسي" من وراء الحرب على غزة.

قالت رويترز: جهود القاهرة للتوسط بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة، تمُليها، إلى حد كبير، عداء الرئيس "السيسي" تجاه حماس التي تعد فرعاً من جماعة الإخوان، التي أعلنتها الحكومة المصرية منظمة إرهابية وتشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي. وهذا هو السبب وراء تجاهل حماس لمبادرة مصر لوقف إطلاق النار ووضعت شروطاً لتقبلها.
وأضافت أن القصة تبدو أكثر تعقيدا بكثير ولكن لكل من السيسي ومصر. لأنه كلما طالت الحرب على غزة، تسبب في مشكلة داخلية أكبر للرئيس المصري وهو ما لا يريده.
أشارت الوكالة الإخبارية إلى أنه في الواقع ستوفر فرصة وثغرة لمعارضي السيسي. وهو ما سيتسبب، على أقل تقدير، في إلهاء "السيسي" عن أولوياته التي أعلن عنها وهي الاقتصاد والامن الداخلي، مؤكدة أن السيسي لديه مصلحة قوية في إنهاء الحرب، خاصة في ظل استعراض حماس وحلفائها لعضلاتهم وإظهارها لقوة عسكرية أكثر مما يتوقع أي شخص.
أكدت وكالة رويترز أن "السيسي" يواجه 4 مضاعفات رئيسية ناجمة عن الحرب على غزة، تتمثل في الآتي:
أولى تلك المضاعفات في تعاطف المصريين مع الفلسطينيين وكرههم لإسرائيل، وعلى الرغم من أن معظمهم ينظر إلى حماس على أنها حليف للإخوان، إلا أن البعض يوجه اللوم إلى السيسي مطالبينه بالارتقاء إلى مستوى الحدث وفصل غضبه من حماس عن دعمه للشعب الفلسطيني.
انتقلت الوكالة إلى نوع آخر من المضاعفات التي تواجه السيسي ألا وهي "الإعلام" الذي أعطى اهتماماً محدوداً للغاية للحرب على غزة، وإن كان يمكننا أن نرجع ذلك لاهتمامه بالمشاكل الداخلية للبلاد والهجوم الإرهابي الذي راح ضحيته 21 جندياً، إلا أنه من المرجح أن ضعف الاهتمام جاء نتيجة الخوف من تأجيج مشاعر التعاطف مع حركة حماس.
حذرت الوكالة من ذلك لأنه سيأتي بنتائج عسكية وسيبحث المصريون عن المزيد من التغطية الإخبارية للعدوان الإسرائيلي وهو ما سيجعلهم يتجهون إلى وسائل إعلام أخرى قد تحمل العداء للسيسي، خصوصاً قناة "الجزيرة" القطرية.
أشارت الوكالة إلى النقطة الثالثة وهي أن مصر لديها مصالح كبرى في غزة مرتبطة بكل من الفلسطينيين وإسرائيل. ويخشى الجيش المصري من دعم حماس الممكن لجماعة الإخوان، وهو ما سيغير في السياسة في القاهرة. فضلا عن أن مصر لديها معاهدة سلام مع إسرائيل يجب حمايتها، وقد تتأثر حتما بما يحدث في غزة.
قالت الوكالة إن هناك اهتماماً آخر متأصلاً بعمق في الجسد السياسي في مصر يتجاوز المؤسسة العسكرية. فمصر، التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 1948 حتى احتلتها اسرائيل في عام 1967، وتخشى دائما من محاولة الإسرائيليين لتحميلهم غزة وجعلها تحت مسئولية القاهرة.
تابعت رويترز: في الواقع، في حين أن الدافع وراء معارضة البعض بفتح المعابر الحدودية بين مصر وقطاع غزة هو العداء تجاه حماس، إلا أن المصريين يشعرون بقوة أنه ينبغي أن تظل الاحتياجات الإنسانية مسئولية إسرائيل، حتى وإن أصبح قطاع غزة جزءا من دولة فلسطينية مستقلة.
أنهت الوكالة الأمريكية تقريرها قائلة: على الرغم من أن حماس لم يعجبها السيسي، إلا أنها بحاجة إلى العمل مع مصر، لأنه ليس لديها خيار آخر، وكذلك تريد إسرائيل تحقيق السيسي للنجاح، لأنهم ينظرون إلى المؤسسة العسكرية المصرية، وقاعدة سلطته، باعتبارها مرتكزاً للسلام مع مصر.