كلام النمل

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٢ - أكتوبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
فى جدال مع واحد مسيحى متعصب أخذ يسخر من كلام الله سبحانه وتعالى عن كلام النمل عن سليمان عليه السلام . وقال إن العهد القديم ليس فيه هذه الخرافات . وأن ( محمدا ) قد إخترع هذا الكلام . ولم أعرف أن أرد عليه .
آحمد صبحي منصور

أولا : لا تجادل أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم . أى لا تجادل الظالمين منهم ، مكتفيا بقولك لهم أنك تؤمن بالإله الواحد الذى يجب أن نعبده جميعا . بهذا أنت تتبع ما جاء فى القرآن الكريم فى قوله جل وعلا : (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) العنكبوت  )

ثانيا : هو لو قرأ العهد القديم لوجده متخما بالخرافات خصوصا فى سفر التكوين ، وقد فصنا فى هذا فى مقالات عن ( النبى محمد فى حوار مع ال سى إن إن .

ثالثا : الله جل وعلا وهو الأعلم بما خلق وبمن خلق ذكر فى القرآن الكريم أن دواب الأرض وطيورها وكل أحيائها هى أُمُم أمثالنا : قال جل وعلا : ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) الانعام). أى أمم تتفاهم فيما بينها وتنطق بطرق مختلفة ، فالله جل وعلا هو الذى أنطق كل شىء ،( قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ) (21) فصلت ). ومن نطقها أنها تسبح بحمد ربها جل وعلا ، ولكننا لا نفقه تسبيحهم ، قال جل وعلا : ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) (44) الاسراء). ونحن لم نؤت من العلم إلا قليلا ، قال جل وعلا : ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) الاسراء ). نحن فقط نكتشف بعض الظواهر ، قال جل وعلا : ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) الروم )  .

ثالثا : كان من الآيات التى أعطاها جل وعلا لسليمان  عليه السلام أنه كانت له جنود من الجن والانس والطير ، وانه كان يعلم منطق الطير ، وفى هذا السياق جاءت معرفته بمنطق النمل ، قال جل وعلا : ( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) النمل ).

رابعا : لو كان هذا الكلام من إختراع محمد فما هى مصلحته فى الإشادة بنبى من بنى اسرائيل ؟ ولماذا لم يخترع كلاما فى تزكية نفسه ؟ ولماذا يذكر كلاما فيه تأنيب له ؟

أخيرا : أرجو أن تُعرض عن الجاهلين . وقتك أثمن من هذا .  

اجمالي القراءات 5149