بسم الله الرحمن الرحيم
هيا بنا نعيد كتابة القرآن :
اخوانى الأعزاء استميحكم عذرا فى تأجيل نشر المقاله الثانيه فى سلسلة (قراءه فى مقالات أ – نيازى عزالدين ) لبعض الوقت .وادعوكم لمشاركتى فى قراءة هذه المقاله المتعلقه بالموضوع ايضا والتعقيب عليها بتصحيح وجهة نظرى إذا كنت مخطئا ..
سايدة المهندس الموقر المستشار – على عبد الجواد .كتب مقالة تحت عنوان (ماذا لو تغير تشكيل كلمات القرءان) فهمت منها ان سيادته من المؤيlde;ؤيدين لوجهة النظر التى عرضها الأستاذ الكريم – نيازى عزالدين . التى قال فيها انه يجب على المسلمين المخلصين إعادة تشكيل بعض ايات القرآن الكريم بشكل صحيح يتماشى مع المعانى التى إقترحها سيادته والتى تتوافق مع الأحداث التاريخيه المدونه بكتب التاريخ القديم .ومنها اوائل سورة الروم .
ومقالة الأستا ذ – عبد الجواد موجودة على الرابط الأتى للرجوع إليها . http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=3137
والتى إختتمها بقوله (و الخلاصة أن التدبر فى القرءان يحتاج الى قراءة القرءان بثقافة تاريخية عالية و بعيدا عن الروايات التى افسدت التاريخ الاسلامى و الفهم الصحيح للقرءان).
وليسمح لنا سيادته ان نحتفظ بحق مناقشتها وتمحصها لأن الموضوع جد خطير فهو متعلق بالقرآن الكريم الذى وهبنا أنفسنا للدفاع عنه بالحق من اجل ان نفوز برضا ربنا سبحانه يوم العرض عليه .وهنا اريد ان اناقش فكرة عامة وهى المقارنة بين القرآن الكريم وحقائقه المطلقه وبين التاريخ وحقائقه النسبيه المتأرجحة بين الصواب والخطأ .فكلنا يعلم ان التاريخ دائما ما يكتب من وجهة نظر كاتبه ومؤرخه. ولم يتفق إثنان من المؤرخين على صحة او خطأ خبر واحد .ولنا فى التاريخ الحديث المثل فلم يتفق إثنان من مؤرخى العصر الحديث على رأى واحد فى عبدالناصر وأعماله وحكمه او السادات ومعاهدة سلامه او مبارك وفساد حكمه وحكوماته وهو ما زال بيننا .
ولتسمح لى سيادتكم والأستاذ عزالدين بأن اوجه لكما بعض الأسئله ويشرفنى ان يشاركنا القراء فيها والرد عليها .
هل دون التاريخ القديم شيئا عن فترة وجود موسى عليه السلام فى مصر ودعوته لفرعون وما حدث بينهما يوم الزينه ؟
هل تحدث التاريخ عن غرق فرعون وهامان وجنودهما فى البحر ونجاة موسى وقومه عليه الصلاة والسلام ؟؟
هل تحدث عن إبتلاءات الله لأهل مصر فى زمن فرعون موسى من الدم والجراد والضفادع والقمل؟
هل دون التاريخ الفرعونى شيئا عن يوسف عليه السلام وسنوات الرخاء والإزدهار ووما تلاها من سنوات العجاف ؟ او عن سجنه واسبابه او عن إمرأة العزيز وشهادتها بالحق لتبرئته مرة أخرى ؟؟
.وكذلك هل دون تاريخ الكنعانيين والبابلين شيئا عن محاجة الفتى (إبراهيم )لقومه ومليكهم أو عن إحراقه بالنار ونجاته منها ؟
هل دون التاريخ شيئا عن إهلاك الله لقوم لوط وقريتهم ؟؟
هل دون التاريخ شيئا عن الرسالات السماويه التى ارسلها الله للمصرين ؟
بل على العكس إنهم يرددون ان إخناتون هو ابو الموحدين او اول الموحدين فمن اين اتى بالتوحيد او من الذى علمه التوحيد ؟؟
وهل ذكر لنا التاريخ شيئا عن إعتداء الروم على المسلمين فى زمن النبى عليه السلام لكى يفرحوا بالنصر عليهم آخذين بثأرهم فيما بعد ؟؟
إذا كانت الإجابه العلميه المنطقيه بلا ( فهل طبقا لنظريتكم العلمية الحديثه المبنيه على دراسة علم تاريخ الأمم السابقه دراسة علمية) فهل لنا ان نحكم به على القرآن الكريم وصحة كلاماته و ضبط تشكيلاته اوبذلك وجب علينا ان نحذف منه كل ما جاء به من ايات بينات اوعلى الأقل نعيد كتاباتها و تشكيلها مرة اخرى لتتوافق مع ما دونه التاريخ من احداث ؟؟
أعتقد انه و هذا ( من وجهة نظرى ) خطأ كبير وعظيم فى حق القرآن الكريم .وعلينا ان نوقن ونؤكد على حقيقة ان القرآن الكريم هو الذى يحكم على الأشياء وليس العكس وان حقائقه هى الحقائق المطلقه الوحيده وما عداها نسبى يحتمل الصدق والكذب والتدوين والنسيان .
.وأن هناك خطر لو تعلمون عظيم لو آمنا بصحة نظرية إعادة كتابة وتشكيل القرآن الكريم مرة أخرى .وهو اننا سنفتح الباب الرئيسى والأبواب الخلفيه مرة أخرى لتتسلل منها مرة اخرى روايات الطعن فى القرآن الكريم والتى إحتوت عليها كتب التراث والتاريخ والسير والتى تقول ان رسول القرآن كان (اميا ) على حد تعريفهم بأنه كان لا يعلم الكتابة ولاالقراءة وانه ترك كتابة وجمع القرآن القرآن لزيد بن ثابت ومعاوية بن ابى سفيان وغيرهم ليكتبوه ويجمعوه ويتركوه مبعثرا هنا وهناك بين صدور الحفاظ وعلى العظام وسعف النخيل.بل الأكثر من ذلك فلنصدق ان القرآن جمع ناقصا وان به من السور ما لم تجمع كاملة مثل سورة الأحزاب التى كانت اطول من سورة البقره ولم يجدوا منها سوى ما دونوه وجمعوه بين ايدينا من ايات .او ان الماعز دخلت وأكلت ايات القرآن من تحت سرير النبى عليه السلام وهو فى مرض موته بحجرة أم المؤمنين عائشه يرحمها الله . .فهل هذا يعقل؟؟ ومن نصدق التاريخ ونظرياته النسبيه ام رب العالمين وحقائقه المطلقه التى وعدنا فيها بجمع كتابه وحفظه مثل حفظ السموات بغير عمد إلى يوم ان تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟؟. ,
وفى النهايه اقول لحضرتك أن الخطأ الكبير الذى وقع و يقع فيه بعض الباحثين فى القرآن الكريم هو دخولهم على القرآن ولديهم فكرة ما او معلومة ما يريدون ان يثبتوها ويدللوا عليها من القرآن .وينسون حقيقة قرآنية هامه اننا علينا ان نمشى خلف حقائق القرآن ودبر اياته ونتتبع نتائجها .
وهذا ما وقع فيه الأستاذ – نيازى عزالدين عندما دخل على القرآن بنظرية تراثية تاريخيه يريد ان يثبتها حين قال فى مقالته (ما هي أكبر أنباء الغيب التي أنزلها سبحانه وتعالى في القرآن الكريم)....( أما إن تساءلت، كيف استطعت وحدك من بين المسلمين أن ترى هذه النبوءة العظيمة في القرآن؟ أقول: أولا هذا من فضل الله تعالى علي لأني لا أشرك بكتاب الله تعالى كتابا آخر لفهم دين الله ورسالته السماوية، علما أني لم أستبعد السيرة النبوية التي ساعدتني، فقد كنت على يقين منذ البداية، من وعد الرسول الكريم لسراقة بسواري كسرى، كما كنت على يقين مقابل ذلك، أن الرسول الكريم كان لا يعلم الغيب وحده.
بالتالى كنت على يقين يقابل يقيني بآيات الله تعالى أن نبوءة الله تعالى لا بد أن تكون موجودة في آيات القرآن الكريم، فصممت على البحث عنها مع أدلتها التاريخية حتى وجدتها بإذنه سبحانه.)).
فقد أخذ كلام السيره عن حادثة سراقه على انه حقيقة علمية ثابته .بالرغم انه فى كلامه ينفى علم الغيب عن النبى محمد عليه السلام ايضا إلا انه أقر به فى داخله وذهب ليستدل على حادثة سراقه من القرآن فيا سبحان الله ؟؟ نحن نعلم أما نؤمن بالقرآن قولا وعملا وتطبيقا (اى إما نؤمن بأن النبى عليه السلام لا يعلم الغيب وإما ان نؤمن إيمان العوام بأنه يعلم الغيب ) وليس هناك مساحة رمادية او مساحة للموائمة بينهما إما ابيض وإما اسود إما أن يعلم وإما ألايعلم . فالأستاذ – عزالدين كما قال قد صدق (بتشديد الدال)حادثة سراقه المكذوبه (على النبى ) وصمم على ان يجد لها مايثبتها من القرآن ثم بنى عليها أدلته بالإضافه إلى بعض العمليات الحسابيه ليثبت خطا تشكيل ايات سورة الروم ولم يعطى لنفسه او لنا إحتمالا واحدا ان تكون قصة سراقه كاذبه او ان حقائق التاريخ نسبية ولا يجوز التعويل عليها امام القرآن الكريم او أن يكون القرآن الكريم هو الصادق واحداث سراقة وما حولها هى الكاذبه .بل الأكثر انه إتهم القائلين بغير ذلك بأنهم الضالين المضلين او المضللون (سواء كانوا فاعلين او مفعول بهم )......وهنا نكرر ونقول انه علينا عندما نريد تدبر القرآن الكريم ان ندخل عليه دون فكرة مسبقة نريد إثباتها او نملى عليه ما نريد بل نتركه هو يعطينا الفكره ونتائجها وعلينا إتباعها والمشى دبرها . وأوءكد على ان القرىن الكريم صحيح كما هو بكلماته وتشكيلاته مائة فى المائه ولم تطله يد العبث من العابثين من شياطين الإنس والجن .
وفى النهاية ارجو المعذرة لو بدى فى كلامى بعض الغلظه ولكن هو كتاب الله الذى لا استطيع ان أهادن فى حقائقه احدا ولوكان كبير العلماء او كبير الصحابة انفسهم . وشكرا على سعة صدركم وتحملكم لى .