ماذا لو تغير التشكيل لكلمات القرءان ؟ تعليقا على مقالة المفكر الكبيرعز الدين نيازى
إن القرءان نزل بلسان عربى مبين و هو لسان سيدنا محمد (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً) (مريم:97) )فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (الدخان:58)
و بلسان قريش و هم قوم النبي()وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَ&te;َهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (ابراهيم:4)
و المعنى فيضل الله من يشاء الضلالة و يهدى من يشاء الهداية لأن الله لا يأمر بالضلالة !!
و لسان قريش هو اللسان العربى الذى يفهمه العرب ()وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (النحل:103)
و قد كتب القرءان بلغة عربية منقوطة و هى نفس لغة المعلقات من الشعر العربى التى كانت تعلق على الكعبة و يقرؤها اهل مكة و العرب سواء التجار منهم أو الحجيج
و لم يكن علم النحو و الصرف قد ظهر بعد و بالتالى فإن تشكيل الكلمات العربية لم يكن متعارفا عليه حتى قيام الدولة العباسية و قد تم تدويين اللهجات العربية التى يتلى و يقرأ بها القرءان فكانت القراءات سبعة و عشرة و اربعة عشرة بالشاذ من القراءات و من اشهرها قراءة حفص عن عاصم وورش و الدورى و يعقوب و و و الى الاربعة عشر قراءة مع اختلاف تشكيل الكلمة الواحدة مع اختلاف القراءة !!
و قد روي ان كل هذه الروايات عن النبي و لكن الثابت اليقينى هو ان القرءان نزل بلسان واحد و هو لسان قوم النبي وهم قريش و من ذلك نفهم ان الكلمة القرءانية لا بد ان نعرف معناها من القرءان فإذا لم نستدل فمن الشعر الجاهلى السائد فى تلك الايام و هو من كلام العرب
و من المعروف أن التشكيل حسب قواعد النحو يعتمد على ثقافة و معلومات و مراد القارىء فمثلا أية الوضوء ()يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) (المائدة:6)
فهنا مراد العالم ابو الاسود الدؤلى (الذى شكل القرءان حسب كتب التاريخ ) أن الارجل لا بد أن تغسل مثل الوجه فتكون اللام لأرجلكم مفتوحة و لكن اخواننا الشيعة مرادهم أن الارجل يمسح عليها فتكون لام أرجلكم مكسورة فترى اهل السنة يغسلوا أقدامهم و الشيعة يمسحوا أقدامهم !!
و الكلام يطول فى أحكام قواعد النحو ! فى الجار و المجرور !!و المفعول به !!وهل ينطبق كله على آيات القرءان ام لا؟
و من هذه المقدمة و تعليقا على ما كتبه المفكر عز الدين نيازى ندخل فى تفسير الآيات الاولى من سورة الروم
)غُلِبَتِ الرُّومُ) (الروم:2)
)فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) (الروم:3)
)فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) (الروم:4)
و من كتب المؤرخين نجد أن بعثة النبي محمد ( ص ) سنة 610م و هزيمة الروم من الفرس سنة 614م و هزيمة الفرس من الروم و دخول الروم القدس لإعادة الصليب المقدس ( الذى استرده الروم) الى القدس سنة 628م و هى تعادل سنة 7 هـ
من التواريخ أعلاه نجد أن انتصار الروم حدث سنة ( 628م) الموافق 7 هـ أى فى وجود النبي فى مكة و نزول السورة على النبي فيكون تشكيل كلمة غلبت هو فتح الغين و فتح اللام و الباء اىغَلَبَت فتكون الاية غَلَبَت الروم الفرس سنة 7 هـ
و من المعروف أن الروم ليسوا مسلمين و كذلك الفرس و كلاهما مشرك بالله و بذلك فالامر لا يعنى المسلمين الموحدين بالله و خصوصا اذا علمنا ان غزوة مؤتة و تبوك 8 هـ و 9 هـ كانتا على الروم فلا معنى لفرح المؤمنين بإنتصار أعدائهم الروم ؟؟؟
و معنى فى ادنى الارض اى اقرب الارض الى الحجاز او اقل مستوى للارض عن سطح البحر و هى فلسطين و عاصمتها القدس
وتقول الايات بعد هذا الانتصارللروم سوف ينهزموا فى بضع سنين اى عدد من السنين لا يزيد عن عشرة و المتعارف عليه أن البضع من ثلاث الى تسع سنين و هذا الانتصارغيب لا يعلمه الا الله !!
و التاريخ يقول ان جيوش الاسلام هزمت الروم فى موقعة اليرموك سنة 636م اى 15 هـ اى بعد انتصار الروم على الفرس سنة 628م بثمانية سنوات اى فى بضع سنين !! و قد فرح المسلمون بنصر الله ايما فرح !!
فيكون تشكيل الاية كلاتى: ( غَلَبَتِ الرُّومُ) بفتح الغين و اللام و الباء ()فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غُلَْبِهِمْ ( بضم الغين و تسكين اللام و كسر الباء ) سَيُغْلََبُونَ ( بضم الياء و تسكين الغين و فتح اللام و ضم الباء ))()فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ)()بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الروم:5)
و الاعجاز هنا ان الله اخبر بأن الروم الذين غلبوا الفرس سوف يغلبون بضم الياء فى بضع سنين و هكذا يتحقق وعد الله للمؤمنين بأن ينصرهم على الروم !! و الفرح دائما يكون من نصيب المنتصر اى المؤمنون!
و لا حظ ايها المسلم معنى (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ) اى أن النصر للمؤمنين و ليس للكافرين !!لأن الله ينصر من ينصره ! اى ويفرح المؤمنون بنصر الله لهم!
و قد حدث النصر فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب فى العام ( 636م – 15 هـ ) اى بعد انتصار الروم على الفرس و دخولهم القدس سنة( 628م – 7 هـ) اى فى بضع سنين بعد ثمانى سنوات !! و الذى بدأه رسول الله بغزوة مؤتة و تبوك ضد الروم !
و الخلاصة أن التدبر فى القرءان يحتاج الى قراءة القرءان بثقافة تاريخية عالية و بعيدا عن الروايات التى افسدت التاريخ الاسلامى و الفهم الصحيح للقرءان
اقول قولى هذا و هذا اجتهاد منى قابل للتصحيح و استغفر الله لى و لكم
على عبد الجواد