الكل يتغنى بالديمقراطية في الجزائر، لكن أين هذه الديمقراطية في بلد لم يعرف التدوال السلس للسلطة؟ فما من رئيس جزائري، منذ استقلالها عن الفرنسيين وحتى الساعة، ترك السلطة مسلمًا بنتائج التصويت في صندوق الاقتراع، فإما انقلابًا أو وفاة غريبة.
لماذا انقلب عليّ؟
قدم الجزائريون نحو مليون ونصف شهيد ليفوزوا باستقلالهم عن فرنسا في تموز (يوليو) 1962، وجلس احمد بن بلة في كرسي الرئاسة في أيلول (سبتمبر) 1963، بدعم من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. لكن مجلس ثورة المليون شهيد انقسم على نفسه، فتم عزل بن بلة وأودع في زنزانة حتى العام 1980، ليطلق سراحه فيغادر إلى فرنسا، باقيًا فيها حتى العام 1990.
ورحل بن بلة، أول رئيس للجزائر، عن هذه الدنيا وفي قلبه غصة - سؤال: "لماذا انقلب وزير دفاعي هواري بومدين عليّ وسجنني؟".
حكم بومدين الجزائر، بعدما عزل بن بيلا، حتى وفاته الغريبة في العام 1978، وشهد عهده تأميم قطاع النفط واسترداده من الشركات الفرنسية. رحل بومدين المحبوب شعبيًا في الجزائر، وتشك غالبية الجزائريين في أنه قتل بسم فتت عظمه وأهلك لحمه قبل أن يرديه، وفقًا لتقارير طبية غربيّة. ومن الروايات التي شاعت أنه قتل بعدما أمر جهاز المخابرات بتجهيز ملفات رجال داخل الحزب الحاكم، أراد القضاء عليهم.
أول اغتيال علني
حكم رابح بيطاط الجزائر 45 يومًا عقب وفاة بومدين، في كانون الأول (ديسمبر) 1978. وفي 7 شباط (فبراير) 1979، انتخب الشاذلي بن جديد رئيسًا للجمهورية، ثم أعيد انتخابه مرتين في 1984 و1989.
وبعد التظاهرات التي شهدتها الجزائر في تشرين الأول (أكتوبر) 1988، نادى بن جديد بالإصلاحات السياسية التي أفضت إلى المصادقة على دستور شباط (فبراير) 1989 وإقرار التعددية السياسية.
بعد الانتخابات التشريعية التعددية الأولى التي جرت في 26 كانون الأول (ديسمبر) 1991، استقال بن جديد في 11 كانون الثاني (يناير) 1992، تحت ضغط من الجيش الجزائري.
وما أن تصاعدت وتيرة الصدام بين الدولة الجزائرية ومسلحي جبهة الإنقاذ الإسلامية، تم تشكيل رئاسة جماعية، أو ما سمي المجلس الاعلى للدولة، بقيادة محمد بوضياف، أحد وجوه الثورة الجزائرية، ليرأس الجزائر من مقر إقامته في المغرب. لكن سرعان ما تم اغتيال بوضياف في حزيران (يونيو) 1992، أثناء إلقائه خطابًا في مدينة عنابة، قبل أن يعلن ما كان ينوي فعله بقضية الصحراء الغربية، وبالعسكر، أو ما كان يفعل به العسكر.
بوتفليقة مستمرًا
أتى علي كافي رئيسًا موقتًا ثانيًا في تموز (يوليو) 1992، بعد اغتيال بوضياف. وخرج من السلطة بعد نهاية ولاية المجلس الاعلى للدولة في العام 1994، ليتولى الرئاسة الجنرال اليمين زروال، في 30 كانون الثاني (يناير) 1994، لتسيير شؤون البلاد طوال المرحلة الانتقالية. ثم انتخب رئيسًا بطريقة ديمقراطية في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 1995.
وفي 11 أيلول (سبتمبر) 1998، أعلن زروال إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، منهيا عهده في 27 نيسان (أبريل) 1999.
فاز عبد العزيز بوتفليقة في هذه الانتخابات المبكرة، ليحكم البلاد ثلاث ولايات متتالية، إذ أعيد انتخابه في العام 2004، ثم فاز بولاية ثالثة في العام 2009،ويسعى اليوم للفوز بفترة رئاسة رابعة، بالرغم من حالته الصحية المتدهورة.
- See more at: http://www.elaph.com/Web/News/2014/4/895986.html#sthash.XnxcuI7L.dpuf