كمفكر اسلامى أنظر للمرأة خلال مراحل عمرها المختلفة ، من الصبا و الشباب و الجمال الى أن يذبل الجمال وتحل الشيخوخة والتجاعيد والوهن و المرض. ومن الطبيعى أن أتذكر ما قاله الله تعالى فى القرآن عن مراحل العمر (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ )(الروم 54) ، وقوله تعالى عن الشيخوخة وملامحها العقلية و الجسدية (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ) (يس 68 )، (وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْ) (الحج 5 )و دائما أستلهم من ذلك العبرة حيث لا يستطيع إنسان ـ ذكرا كان أو إنثى ـ أن يفلت من تلك المراحل إذا قدر له أن يعيش ليبلغ الشيخوخة
إنها الأديان الأرضية التى لا تزال تسيطر على مجتمعات الشرق الأوسط بالذات ، من مسلمين و مسيحيين . الأديان الأرضية هى المذاهب الدينية والفرق الدينية التى تزعم لنفسها وحيا الاهيا يتحول به مذهبها الدينى الى دين منسوب لله تعالى بدعوى الوحى الالهى ، كما يزعم أهل السّنة باحاديثهم المنسوبة للنبى محمد عليه السلام ، وقد أخترعوها ونسبوها له بعد موته بقرنين وأكثر.
وفى مقال لى بعنوان ( ثقافة العبيد ) حللت رؤية المجتمع الشرقى للمرأة من واقع نظرته المتدنية لمعنى الشرف ، والتى تجعل الشرف محصورا فى جسد المرأة التابعة للرجل ، بينما يتجلى مفهوم الشرف فى الغرب فى القيم العليا مثل الصدق والأمانة و الشجاعة و العمل الجاد و رفض الاستعباد ..هذه الثقافة الشرقية هى التى تأثرت بها المذاهب الدينية فى الشرق فأصبحت المرأة عارا على أهلها ، وتناسى المجتمع كون المرأة إنسانا له عقل و له إرادة و يمكن أن يبدع وأن ينافس الرجل فى كل ميادين الانتاج ..إعتبروا المرأة مجرد جسد نخشى عليه من نظرات الغير فلا بد من تعليبه بالحجاب و النقاب. وبالطبع أصبح الحجاب و النقاب دينا أرضيا يتميز به أصحاب تلك المذاهب على اختلاف أنواعها ، وفيها يتم إهانة المرأة وتتحول الى جارية ومجرد جسد للمتعة .
ومن هذه النظرة المتدنية للمرأة نبعت و انتشرت ظاهرة الختان .
كما قلت فليس الدين الالهى مسئولا عن هذا . أنها الأديان الأرضية للمسلمين وغيرهم .
الله جل وعلا ليس منحازا للرجل ضد المرأة ، ولكن فى المجتمعات الذكورية المختلفة يتم تهميش المرأة و تحويلها الى حيوان للمتعة ، ثم يتم صبغ ذلك بمذاهب دينية تنسب نفسها لله تعالى زورا و بهتانا.
ولمجرد الانصاف فليس هذا قصرا على المسلمين وحدهم .
وأترك للمصلحين المسيحيين تكملة ما لا أريد قوله عن غير المسلمين