موظفة مسلمة تعتذر عن بيع الخمر... "ماركس آند سبنسر" مهدد بالمقاطعة!

في الإثنين ٢٣ - ديسمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

اعتذرت إحدى موظفات "ماركس آند سبنسر" المسلمات عن بيع عميل زجاجة شمبانيا، فتصاعد التهديدات بمقاطعة سلسلة المتاجر البريطانية، لأن العميل دائمًا على حق.


بيروت: تلقت سلسة متاجر "ماركس آند سبنسر" البريطانية اليوم الأثنين تهديدات بمقاطعتها بعدما رفضت موظفة مسلمة بيع زجاجة شمبانيا لاحد العملاء، لأسباب دينية. وقد تصاعدت أصداء هذه الرفض، بعدما أعرب هذا العميل لصحيفة صنداي تلغراف عن بالغ استغرابه لما جرى، مؤكدًا أن الموظفة المحجبة رفضت بيعه زجاجة الكحول التي طلبها.

لم تبعه كحولًا

ونقلت صنداي تلغراف عن العميل قوله: "كنت أحمل زجاجة شمبانيا، وكانت المرأة التي تعمل على صندوق المحاسبة ترتدي الحجاب، فاعتذرت لي بشدة شارحةً أنها لا تستطيع إتمام العملية ودعتني لانتظار موظف آخر، هذا الموقف لم يحصل لي من قبل أبدًا". وبعد هذا العميل، وصلت تأكيدات من عملاء آخرين، تعرضوا لموقف مماثل، وهذا ما رفع من وتيرة الموقف.

بعد انتشار الخبر، أمطر الناشطون على فايسبوك صفحات "ماركس آند سبنسر" برسائل احتجاج دعا العديد منها إلى مقاطعة المتاجر، ونالت اعجاب اكثر من ثمانية الاف شخص حتى صباح اليوم الاثنين.

وفي تعليق على الموضوع، اوضحت متحدثة باسم سلسلة "ماركس آند سبنسر" أن سياستها تنص منذ سنوات على توفير أفضل الظروف للموظفين الذين تحظر عليهم ديانتهم مشروبات معينة او لمس أطعمة معينة كلحم الخنزير، من خلال وضعهم في اقسام الملابس أو المخابز، "وهذه السياسة تنطبق على جميع موظفينا وعددهم 700 موظف، في كل متاجرنا في عموم المملكة المتحدة، وهم يتحدرون من كل الاديان، وأنا آسفة لوجود هذه الموظف على صندوق الحسابات، فالتعليمات لم تكن مطبقة حينها".

لا يربط

وكانت محلات "ماركس آند سبنسر" أثارت غضب البريطانيين حين اتخذت جانب الحرية الدينية بإعفائها الموظف المسلم من بيع الخمور ولحوم الخنزير أو التعامل معها، في حال كان هذا العامل أو الموظف يرغب في ذلك، تمسكًا بالدين الاسلامي الذي يحرمها.

فالمتاجر البريطانية لا تحيد عن مبدأ أن العميل دائمًا على حق، فترفض مناقشة هذا الأمر، إذ واجب الموظف ألا يتصرف في محيط عمله بناء على معتقداته الدينية أو الثقافية أو غيرها من المؤثرات.

وقد أثبتت موجة الغضب الشعبية إزاء قرار "ماركس آند سبنسر" أن البريطاني لا يستطيع أن يربط بين شخص لا يحتسي الخمر ولا يأكل لحم الخنزير وبين شخص يرفض بيع الخمر ولحم الخنزير، بينما وظيفته هي البيع.

ومن بين الحلول التي اقترحت ما فعلته الموظفة حرفيًا، أي الاستعانة بزميل ليس ما يمنعه من بيع الخمر أو لحم الخنزير، أو إبعاد الموظف المسلم نهائيًا عن مواد لا يبيحها دينه.

سخرية وحرية

وبالرغم من أن المسلمين ليسوا وحدهم من يرفض أي تعاط مع لحم الخنزير، فاليهود ايضًا يرفضون ذلك، إلا أن الخبر أثار سخرية بريطانية ما كان ليتفجر بهذا الشكل لو كانت الموظفة يهودية، أو نباتية ترفض بيع لحوم الحيوانات، وفق ما قال ناشطون حقوقيون على موقع فايسبوك. ورأى هؤلاء في قرار "ماركس آند سبنسر" بإعفاء البائع المسلم من بيع الخمور ولحوم الخنزير نموذجًا غير مسبوق لحرية العقيدةالدينية.

وعلق قرّاء صحيفة تلغراف على الخبر قائلين إن الآتي هو إعتذار المسلم عن خدمة أي مرأة، أو إعتذار المسلمة عن خدمة أي رجل غير زوجها أو أخيها، حتى اتهم بعضهم المسلمين بانتهاج سياسة التفرقة العنصرية.

أما غالبية التعليقات فكان محورها أن العميل على حق دائمًا، وواجب الموظف أن يخدمه على أفضل صورة، بصرف النظر عن عقيدته أو دينه.

اجمالي القراءات 3023