أول مأذونة بصعيد مصر تتحدث عن تهديد بالقتل "لاختلاطها بالرجال

في الثلاثاء ٠٥ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

أكدت المحامية المصرية سماح عبد الحميد الشريف أن محكمة الأسرة بأسيوط قبلت أوراقها للترشح للعمل كمأذون شرعي الاثنين 4 -8 - 2008 ، لتكون بذلك أول امرأة تعمل مأذونا في الصعيد والثانية في مصر، مشيرة إلى أنها ستمضي قدما في هذا العمل رغم تهديد أسرتها لها بالقتل.

وكانت صحيفة "الأسبوع" المصرية ذكرت في عددها الأخير أن المحامية سماح الشريف تواجه اعتراضات من عائلتها وشقيقها وصلت إلى حد التهديد بالقتل وحرمانها من ميراث أبيها بحسب ما نشرته صحيفة الأسبوع المصرية الاثنين. وفي حديث مع "العربية.نت" نقت أسرتها تهديدها بالقتل إلا أنها أكدت رفضها عمل سماح مأذونة منعا لاختلاطها بالرجال.

وتعتبر هذه ثاني تجربة نسائية من نوعها في مصر بعد تجربة المأذونة " أمل سليمان".


تهديدات بالقتل

وفي حديث مع "العربية.نت"، أكدت سماح الشريف "أنها تعرضت لضغوط من عائلتها للتراجع عن هذه الوظيفة ولكنها رفضتها".

وتروى سماح قصتها قائلة: "كان والدي الذي رحل قبل شهور يعمل مأذونا شرعيا للقرية وحينما توفي وجدت أن مهنة المأذونين هي التي تناسبني رغم أنني محامية إلا أن العمل في المحاماة يتطلب جهدا كبيرا. وما أن اتخذت القرار حتى واجهت هجوما قاسيا من أسرتي وأهالي قريتي الذين رفضوا تماما أن تقتحم سيدة هذا المجال وإن كنت قد اكتسبت تأييدا من ثلاث عائلات كبيرة".

وأضافت: عندما أقدمت علي خطوة ترشيحي فتحت علي أبواب جهنم، فطردني أشقائي من المنزل وحرموا علي دخوله مرة ثانية وكانوا من قبل يعلمون بنية ترشيحي فمنعوني من حضور جنازة والدي.

وعن حقيقة التهديد بالقتل والحرمان من الميراث قالت سماح: "بالطبع قال أخي هذا التهديد ولكني أثق أن الأمر لن يصل إلى حد التنفيذ ولكن القضية تكمن في أنهم يريدون ترويعي بأي شكل حتى أتراجع عن قراري ولكني لن أتراجع ووصل الأمر إلى حد أنهم أعلنوا تبرؤهم مني".


أسرتها ترفض اختلاطها

من جانبه، نفى محمود الشريف،شقيق سماح، حقيقة تهديدها بالقتل. وحول مبررات رفضه لعمل شقيقته مأذونا شرعيا، قال الشريف " نعم أنا شخصيا أرفض عملها كمأذون شرعي لأنها امرأة، ولكني لا أعترض على كونها تعمل أي عمل آخر فهي تمارس مهنة المحاماة وليس لدينا اعتراض وهذا ليس أمرا من قبيل الرجعية" .

واستدرك الشريف قائلا :" ولكنى شخصيا من منطلق ديني أرفض عمل المرأة مأذونا شرعيا خاصة في الصعيد، لأن المأذون في الصعيد ليس مجرد كاتب يعقد القران وينتهى الأمر، بل للمأذون في الصعيد خصوصية فهو يعد بمثابة شيخا للقرية يجلس بين رجالاتها ويحل مشاكل الأزواج وكثيرا ما تحدث خلافات أثناء عقد القران تصل إلى حد الاشتباك بالأيدي واطلاق الأعيرة النارية فكيف لامرأة تستطيع التصدي لهذه الأمور ناهيك عن اختلاطها بالرجال هذا أمر لا نسمح به إطلاقا".

وتابع الشريف قوله "أنا شخصيا إمام مسجد عضو مجلس محلى وأتكلم في المسجد دائما عن حقوق المرأة ولكن بشرط ألا تتعارض هذه الحقوق مع الشريعة الإسلامية فالعرف والتقاليد ترفضان عمل المرأة مأذونا شرعيا في صعيد مصر بغض النظر عن حالة أمل سليمان أول مأذونة شرعية في مصر.

وحول حرمانها من الميراث قال محمود الشريف: "أدعوها لتأخذ حقها في الميراث ولا يحق لي حرمانها منه".

اجمالي القراءات 3298