سيأتى تفصيل ذلك فى مقلات قادمة ـ ولكن أقول بسرعة إن قواعد اللغة العربية استخلصها النحاة فى العصر العباسى عن طريق تتبع القراءة القرآنية وكلام العرب البدو فى الصحارى من الذين ظلوا على نقائهم اللغوى دون أن يتاثروا باللحن الذى شاع بين العرب الذين سكنوا المدن والأمصار ما بين الشام والعراق ومصر وفارس وشمال افريقيا.
فى تقعيدهم لقواعد اللغة العربية اختلف النحاة الى مدرستين : واحدة تحاول تعميم الحكم على كل الحلات و لا تعترف بالاستثناء ـ فمثلا الفاعل مرفوع فى كل الحالات ، والمدرسة الأخرى تعترف بالاستثناءات ولا تراها تقدح فى القاعدة.
وشرح هذا يطول ، ولكن نقول باختصار إن القرآن الكريم جرى على المعتمد و المعتاد فى اللسان البشرى الذى لا يمكن إخضاعة لقاعدة جامعة مانعة ، لذا كان القرآن الكريم أقرب لواقع اللغة العربية فى أنه يعبر عن عدم التزامها الحرفى و اللازم بالقواعد النحوية على طول الخط.