إيلاف
عبد الحق الحاشدي- سياسي يمني كبير تحتفظ "إيلاف" بإسمه:
الصوملة تلوح فى الأفق :
تتحدث الأوساط اليمنية من مختلف المذاهب والمدارس والأفكار السياسية بأن الواقع السياسي والأمني والإقتصادي قد بلغ ذروة السوء والتدهور.واليمنيون في ظل مثل هذا الواقع يواسون أنفسهم بالقول " فرج الله قريب " و " ما حيلة من فرج " و " يا أزمة أشتدي تنفرجي ".
ويلقي اليمنيون اللوم والمسؤولية علي عاتق الرئيس والمسؤولين الذين يحيطون به من وزراء وضباط ومستشارين ورجال أعمال وعلماء.ويصفون القائمين على أمور البلاد والعباد بالفساد والفشل والظلم والأستبداد واللصوصية.ويخصون الجيش بالمهزوم والمحاصر المتقهقر في صعدة والمستأسد في المحافظات الجنوبية.
لقد فشلت كل جهود الرئيس في تحقيق نصر كاسح يضع نهاية للحرب في صعدة.وفشلت كل إجراءاته القسرية والتعسفية لإخماد وإحتواء حالة التمرد والغضب التي اجتاحت المحافظات الجنوبية.وفي الحالتين فإن الأنطباع السائد في اليمن بأن الرئيس علي عبد الله صالح قد فشل متعمداً مع سبق الأصرار والترصد لقبول حلول مرضية للحرب في صعدة والأعتصامات والتظاهرات السلمية ضد سياسة التمييز والحرمان من الحقوق لأكثر من خمسين ألف عسكري وموظف في الخدمة المدنية من الجنوبيين منذ حرب صيف 1994م.
فالحرب في صعدة لم تكن بداية من أجل إسقاط النظام الحاكم برئاسة علي عبد الله صالح ولا صحة في الأدعاء بأن جماعة الحوثي تنشد إحلال نظام الأمامة البائد محل الرئيس علي عبد الله صالح. ولا صحة أيضاً إن الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية يتم بدعم مادي من الدول الأمبريالية والرجعية فهو في واقع الحال من أجل إستعادة حقوق مشروعة في الوظيفة العامة و للمشاركة في الثروة وإدارة شؤون السلطة وفق ما تنص عليه إتفاقية الوحدة ووثيقة العهد والإتفاق المبرمة بين حكومتي جمهورية اليمن الديمقراطية في عدن والجمهورية العربية اليمنية في صنعاء وتحملان توقيع رئيسي الدولتين علي سالم البيض وعلي عبد الله صالح.
مشكلة اليمن أو مصيبتها تتركز في علي عبد الله صالح كرئيس غير مسؤول لا يدرك خطورة إحتراف إشعال الأزمات والحروب دون قدرة أو رغبة في وضع حلول لها كما هو حال حرب مستمرة منذ خمسة أعوام في صعدة وتراكمات مسلسل أخطاء وخطايا في التعامل مع إفرازات حرب صيف 1994م وإرساء حلول عادلة تعيد العلاقات بين الشمال والجنوب إلى طبيعتها.
أولاً ـ الحرب في صعدة
يرى المراقبون أن ما تشهده محافظة صعدة من حرب شاملة منذ خمسة أعوام والمحاولات والمساعي المتكررة التي بذلتها شخصيات يمنية تضم علماء وفقهاء ورجال سياسة وإعلام ونوابا وقادة عسكريين من أجل إيقافها قد تعثرت وتبددت فرصها دون أن تحقق سلاماً بسبب عدم مصداقية الرئيس اليمني وإصراره على تحقيق نصر كاسح يقضي على الحوثيين قضاء مبرماً. والرئيس اليمني يتمادى في عناده على تصعيد الأزمات وإختلاقها حتى انه أطلق أخيراً رصاصة الرحمة على الوساطة القطرية التي سعى هو شخصياً إليها وتمناها في الماضي القريب. ولم يفاجأ المعارضون اليمنيون بالموقف الجديد لهذا الرئيس الأرعن وسياسته الخرقاء وبمواقفه العبثية في تشجيع شن حملات تشهير إعلامية بواسطة صحف صفراء ممولة من دار الرئاسة نذكر منها الأسبوع والشموع ونيوز يمن ونبأ نيوز ضد السعودية وأخيراً التهجم على الدور القطري ووصفه بالمنحاز لتعليمات إيران ولم يبخلوا في كيل الإتهامات لدور إيران بدعم الحوثيين.وفي هذا السياق فقد أورد الصحافي عبد الرزاق الجمل في مقال له بعنوان "حرب ممنوع الإنتصار فيها":
"إن الحرب في صعدة لم تعد محصورة بين جماعة الحوثي وقوات علي محسن الأحمر وإنما أصبحت تدور من اجل تغليب طرف رئيس في السلطة يمثله علي محسن الأحمر وطرف أساسي يمثله الرئيس علي عبد الله صالح ويخفي الطرفان هذه الحقيقة وراء حرب النظام ضد جماعات الحوثي".
وفي اليومين الماضيين إنضم إلى حرب الدولة ضد الحوثيين كل من حسين عبد الله الأحمر ومجاهد القهالي اللذين كلفا بتجنيد خمسة ألاف قبيلي للإنضمام إلى القوات الحكومية في صعدة وحرف سفيان. ولم يستغرب اليمنيون من حسين الأحمر ومجاهد القهالي تورطهما بإعتبار أنهما من أصحاب السوابق في إبرام مقاولات حرب مع الطرف الذي يدفع. ولهما سجل في التعامل مع الداخل والخارج يشمل حرب الشمال والجنوب وتلقيهما أموالاً من ليبيا.
وبينما ترتفع أصوات المحذرين من إستمرار الحرب في صعدة فقد نسب في الأونة الأخيرة للدكتور عبد الكريم الإرياني مستشار الرئيس قوله "إنه نصح القطريين بالإصرار على حضور علي محسن الأحمر ومعه د.القربي لتوقيع إتفاق الدوحة للصلح بين الدولة والحوثي ظناً منه أن علي محسن هو العقبة أمام وقف الحرب".
"ولكن إكتشف أي الإرياني أن علي محسن الأحمر أكثر إعتدالاً من الرئيس ولديه إستعداد لوقف الحرب رغم أن همه ساعة التوقيع على الإتفاق كان يتركز على إنقاذ صديقه القائد المحاصر حتى يومنا العقيد عبد العزيز الشهاري".
والإعتقاد السائد في اليمن أن هذه الحرب من وجهة نظر الرئيس ممنوع الإنتصار فيها لغيره لأنها حين تستمر تحقق له أكثر من مصلحة. أولاً إشغال ومن ثم إضعاف علي محسن لأطول وقت ممكن في ميدان المعركة. وثانياً عدم تمكين علي محسن من الإنتصار لان إنتصاره يحمل تحدياً لسلطة الرئيس المطلقة أكثر من الخطر الذي يمثله الحوثيون. ويوضح البعض أن مكانة الرئيس في الجيش والقبيلة والشارع إجمالاً هي أهم له من أي شيء أخر.
والمفاجأة هي أن الرئيس ومن حوله من المتعاونين لم يتوقعوا أن تخرج المعارك من نطاق محافظة صعدة. وبدأ الحديث ينتشر همساً في صنعاء بأن علي محسن يزود الحوثيين بالسلاح والذخيرة لتسهيل إنتشارهم خارج محافظة صعدة وان علي محسن يرفض تحريك قواته كلها إلى ساحة المعركة ويصر على بقاء جزء أساسي منها قرب العاصمة صنعاء.
وقد كرر علي محسن الدعوة بأن ينضم الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والوحدات المركزية للمعركة. ويدفع الرئيس بمئات الجنود والضباط الجنوبيين للموت في صعدة للأحتفاظ بالقوات الخاصة خارج دائرة المعارك ما دفع بالعشرات من الجنود الجنوبيين للفرار من أرض المعركة والعودة إلى قراهم في ردفان وأبين ويافع والضالع والصبيحة.وينقل البعض على لسان الدكتور الإرياني قوله في جلسة خاصة مع ندمائه "كنا نحاول أن ننصح هذا الرجل أي الرئيس ونحذره أن البلاد تمضي في طريق الدمار ولكنه لم يعد يسمع وأصبح مغروراً ومتعالياً وأكثر ميلاً وإعتماداً على السلفيين الإسلاميين من جماعات الزنداني والذارحي و التافهين من حوله".
وتؤكد كافة المصادر اليمنية تمكن الحوثيون والقبائل المتعاطفة معهم من الوصول إلى مشارف العاصمة. ففي الأيام القليلة الماضية قاموا بتدمير عدد من الدبابات ويستمر حصارهم لحامية عسكرية في صعدة المدينة.ورغم الصعوبات التي يضعها الرئيس في طريق إنجاز قائد الحملة الفريق علي محسن لمهمته العسكرية فإنه يتهمه بأنه لم يحقق نصراً حاسماً ضد الحوثيين في كل جولات الحرب الخمس.
ووفقاً للمصدر فإن الرئيس وعلي محسن كثيراً ما يتبادلان الإتهامات حيث يقول علي محسن إن الرئيس يفرض على قادة للألوية اقل حماساً للحرب فهم سادة وهاشميين. ويرد الرئيس بأن الألوية التي يتولاها علي محسن تسلم أسلحتها للحوثيين.ويعتقد رجال سياسة في اليمن أن الرئيس لديه مصلحة حقيقية في التغاضي عن تزويد الحوثيين خلسة بقاذفات أر بي جي المضادة للدبابات بغرض تدمير سلاح مدرعات علي محسن إستباقاً لأحداث محتملة من أن تقوم مدرعات علي محسن في حال تراجعها إلى مواقع محيطة بالعاصمة إلى تدمير دار الرئاسة.
ويعتقد مقربون ومنهم عبد العزيز عبد الغني والإرياني ومحمد أحمد الجنيد والسفير علي محسن حميد ومحسن الشرجبي أن الرئيس اليمني ينتظر فرصة مواتية تبرر له إقصاء علي محسن وتدمير ألويته وتقليص قدراتها القتالية قبل أن يتحول إلى حليف وأداة في يد حزب الإصلاح الطامح في السلطة.
وعند هذه النقطة يبرز تناقض كبير يكتنف الموقف الحقيقي لأبناء الشيخ الأحمر حميد وحسين وحمير وصادق ويسود الأعتقاد بأن توزيعاً للأدوار يطغى على مواقفهم وممارساتهم حباً في المال والنفوذ وعدم التفريط عند الحاجة وللضرورة في نظام علي عبد الله صالح. وما يظهر في السطح من خلافات لا يخرج من نطاق رغبة في الجانبين بتأكيد القدرة على إحداث أذى بالآخر.
وفي تقدير الكثيرين أن الرئيس علي عبد الله صالح يعتمد عسكرياً على صغار ضباط من الأقارب والقبيلة ومن يوالوه ومعظمهم لا تجربة لهم ولا خبرة. وان الرئيس سيعمل على التخلص من علي محسن كما تخلص من محمد إسماعيل وأحمد فرج. وان علي محسن حذر ومقتصد في أقواله وتصرفاته كما انه نادراً ما يستخدم المروحيات.
ويتوقع كثيرون في اليمن أن يلجأ الرئيس في النهاية عند أول مواجهة إلى قصف قوات على محسن بالطائرات بعذر إنها تمت عن طريق الخطأ ولكن بعد أن يستعيد ثقة أخيه غير الشقيق محمد صالح الأحمر قائد القوات الجوية الكاملة.ويفيد أحد القادمين من صنعاء بأن نقاط التفتيش تنتشر بصورة مكثفة في الطرقات وتقف المدرعات في مداخل صنعاء “عصر , حزيز , خمر” وكأن الحرب وشيكة في صنعاء.
ويعتقد نائب الرئيس عبد ربه منصور وجماعته حسين عرب وأحمد مساعد حسين وعليوة إن الرئيس بعد أن رأى قوات الحوثي على مشارف العاصمة صنعاء أصبح جاداً في إسناد مهام عسكرية لهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وهم ينتظرون تفاهما خفيا مع أحمد الحسني وعلي ناصر محمد ومحمد علي أحمد يعينهم على إتخاذ الموقف الذي يؤمن لهم السلامة والمنفعة في أن واحد.
ويؤكد هؤلاء أن الرئيس يتهم علي محسن بأنه يأمر قادة الحملة بعدم التقدم والإنسحاب وتسليم معسكراتهم وأسلحتهم للحوثيين. ويضيف هؤلاء على لسان أكثر من مبعوث خاص إلى الإمارات ومصر ولندن أن علي محسن يبرر تصرفاته للرئيس بالقول" لم نلاق منكم إسنادا جويا" والرئيس من جانبه يتهم علي محسن بأنه غير جاد في محاربة الحوثيين وله مآرب أخرى. ويتفق الاثنان الرئيس وعلي محسن حول الزج بالسعودية وقطر وأميركا في حرب صعدة تحت شتى الإدعاءات بوصف الحرب بأنها للقضاء علي التمدد الشيعي. وقد تلقى الرئيس دعماً سخياً من الشيخ محمد بن راشد شملت سيارات نقل وجيب وإطارات ومواد غذائية.
وأما الإرياني فقد نسب إليه كما أورد الكاتب منير الماوري "أن القطريين لن يغفروا للرئيس إفشاله لإتفاق الدوحة وقد إكتشفوا انه متخبط في أفكاره ومواقفه".وقد شن جهاز إعلام الرئاسة الذي يديره الخبير العراقي نزار العبادي حملة تشكيك وطعن في نزاهة ومصداقية الوساطة القطرية متهماً فريق وساطة الدوحة بأنهم يسهلون مهمة إيران في دعم الحوثيين بالمال ولم يستبعد نزار العبادي أن تكون الأجور العالية التي يدفعها الحوثي لأنصاره مصدرها خارجي من إيران علاوة على إختراقات رموز الحوثية لقوات الجيش اليمني وشراء بعض القادة بالأموال وذلك كما سبق من إختراقات مماثلة مارسها الرئيس وأعوانه لشق صفوف القوات الجنوبية في حرب 1994م. والسؤال هنا يتمحور حول مأزق النظام في مواجهة مسلحة وخطرة في صعدة وأزمة سياسية لا تقل خطورة في المحافظات الجنوبية.
فما هو الحل؟ ولمن ستكون الغلبة؟ يرى الأستاذ عبد الله الأصنج في لقاء مع دبلوماسيين عرب وأجانب في فندق جروفينور في لندن أن من يدير لعبة الحرب من القادة في صعدة وكذا قادة الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية وفق الشروط الخارجية التي تحكم اليوم الوضع الإقليمي ستكون له الغلبة. علماً أن لجماعة الحوثي حضورا في المانيا يشرح واقع قضيتهم ويدحض ما يشاع من دور لإيران. والحال كذلك بالنسبة للحراك السلمي في الجنوب حيث لهم معتمدون من إخوتهم في دول عربية وأوروبا وأميركا وكندا. وأما الجانب الرسمي في الحرب والحراك السلمي فقد فشل في إقناع الداخل والخارج بمصداقيته وقدرته على إتخاذ إجراءات عملية على مدى 30عاماً لمنع تجارة أسلحة ومخدرات وتبييض أموال ينغمس فيها الرئيس وكبار المسؤولين وهذا ما يضع صعوبة في تأمين قبول دولي وإقليمي لسياسات ملتوية وغير مستقرة وعبثية تزخر بها سجلات عهد علي عبد الله صالح بما فيها تواطؤه وتعاونه مع صدام حسين عند غزو الكويت والتنصل من إلتزاماته للجنوبيين كشركاء في دولة الوحدة وعلاقته وعلمه كما يعتقد كثيرون بالمتورطين في نسف المدمرة كول وإستهداف السفارة الأميركية في صنعاء بالصواريخ.
نحن إذن أمام حالة صراع في اليمن الشمالي الذي كان يعرف بإسم “الجمهورية العربية اليمنية” يتجلى في حرب شاملة بدأت منذ خمسة أعوام في محافظة صعدة ـ كرسي من كراسي مرجعية المذهب الزيدي. وامتدت الحرب بعد خمسة أعوام لتصل اليوم إلى محيط العاصمة صنعاء عبر حرف سفيان وعمران وحتى بني حشيش.
وأما في اليمن الجنوبي الذي كان يعرف بإسم “جمهورية اليمن الديمقراطية” فإن حالة من التمرد السلمي والعصيان المدني تسود معظم محافظاته منذ قرابة العام حتى 7/7/2008م حيث يواجهها الرئيس علي عبد الله صالح بقوة الجيش والأمن وباستخدام القوة المفرطة. ويسقط العشرات من الجنوبيين بين قتلى وجرحى وتكتظ السجون في صنعاء وعدن وأبين والضالع ولحج بمئات المعتقلين الجنوبيين, ويقف أمام محاكم صنعاء وعدن وتعز والضالع عشرات المتهمين من رموز سياسية وضباط مسرحين ومحامين ورجال صحافة.ويخشى العقلاء في أحزاب المعارضة من مواجهات مسلحة وشيكة بين عساكر الرئيس علي عبد الله صالح ورجال الحراك الوطني من أفراد القوات المسلحة الجنوبية المسرحين من الخدمة قسراً منذ حرب صيف 1994م والذين يلتف حولهم شباب جامعة عدن ومنظمات المرأة ونقابات العمال والمزارعين.
ومعلوم أن الحراك السياسي في المحافظات الجنوبية ينادي بالإنفصال عن وحدة الشطرين بسبب عدم التكافؤ في فرص العمل والتنمية والمشاركة في ثروة النفط والغاز والموارد العامة وفي صنع القرار السياسي. وقد تأسست لهذا الحراك الجنوبي قيادة في الداخل وان كانت غير موحدة أو منظمة ومترابطة وفاقدة حتى اللحظة لميثاق عمل سياسي أو برنامج ملزم لأطرافها والمتعاطفين اليمنيين معهم خارج اليمن “بريطانيا ـ الولايات المتحدة وكندا ـ ودول مجلس التعاون الخليجي”.
وخلاصة القول فإن أوساطاً يمنية مطلعة تؤكد أن صراعاً قد ظهر على السطح بين مراكز النفوذ في القبيلة” سنحان وحولها الطامعون من أبناء الشيخ الأحمر في حاشد”.
فالإنطباع السائد في أوساط عديدة هو أن الرئيس قد إستنفذ كل مساحة الأكاذيب والخداع والإغواء في فترة حكمه 30 عاماً. وان الفترة المتبقية أمامه لم تعد مواتيه لمسلسل أكاذيب جديد لإقناع الناس في اليمن وخارجه بأن لديه النية للمعالجة والتصحيح بالحل وتسوية القضايا المصيرية العالقة في اليمن. وهناك إجماع في أوساط الكل على تنحيته وإسقاطه حتى في دوائر المقربين منه في الحزب الحاكم والقبيلة كمصلحة وطنية عليا لليمن خشية أن تستفحل وتتدهور الأمور لتصبح اليمن بين عشية وضحاها صومال أخرى وهذا ما تتحدث عنه صحف أميركية وبريطانية وعربية.
هدف رهط سنحان وحاشد وبكيل وما زاد من عسكر وتجار وأحزاب؟
ونجمل القول إن الأطراف المعنية في اليمن من قبائل حاشد وبكيل ومذحج ومن ملحقين بها من ضباط وجنود ونشطاء أحزاب فاعلة مثل حزب الإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني وفئات تجار الزيود من خولان “الرويشان والبولحوم والأحمر ومناع والحظة ومن الشوافع بيت هائل سعيد وبيت محفوظ وشاهر عبدالحق وبازرعة وأخوان ثابت وبقشان والعمودي والعيسائي” سيحددون مواقفهم في ضوء ما يربط مصالحهم بسلطة سابقة وحظها في البقاء أو حتمية زوالها والاصطفاف الحذر والمحسوب جيداً في السعي وراء تمكين البديل المقبول. وحتى يتبينوا كل الإحتمالات في ظل الظروف الراهنة فإن ولاءهم سيستمر يتوزع بين الرئيس وعلي محسن فالرجلان يملكان من الأموال ما يكفي ومن الأسلحة والمعدات والرجال ما يحصن موقع أحدهما في وجه الآخر. ويتقن كل منهما فنون الكذب والخداع والتنكر للعهود والإلتزامات. والرجلان من وجهة نظر واشنطن ولندن غارقان في الفساد ومتورطان في تعاملات وتعاون مع المتطرفين الأفغان العرب “ يمنيين وسعوديين ومصريين” ولكن المؤسف إنهما يعتقدان خطأ إنهما قادران على التأثير في محيطهما الجغرافي الجزيرة العربية والخليج ويريان في المملكة مصدر إرتزاق دائم.
وهذه الحقائق كانت السبب في أن يتعايش كل منهما مع الآخر طوال الفترة الماضية برعاية الشيخ الأحمر دون اللجوء إلى تفجير الموقف وتمزيق القبيلة. ولكن للصبر حدود والموقف الراهن يختلف كثيراً عما كان عليه. فالحرب في صعدة والانهيارات الإقتصادية والأمنية والسخط الشعبي العارم في المحافظات الجنوبية على وجه الخصوص مضاف إليه تعميق الشكوك حول مدى مصداقية وقدرات الرئيس اليمني ونظامه على تلبية حاجات داخلية ومطالب خارجية إقليمية ودولية. إن كل هذه العوامل مجتمعة تجعل من إحتمالات التغيير الشامل حاجة ملحة يلتقي عندها الداخل والخارج. والمسألة مجرد مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.وخلاصة القول إن الضرورة القصوى والحاجة الملحة تقضيان بتكليف لجنة متابعة وإدارة للأزمة للتعامل مع الوضع الراهن في اليمن شماله وجنوبه.
ملاحظة من محرر أهل القرآن :
حذّر القرآنيون منذ عامين من وقوع العرب بين خيارى (الصوملة )أو ( الأفغنة ) أى مصير الصومال أو مصير الأفغان . وذلك فى مقال ( مستقبل العرب بين الصوملة والأفغنة ) المنشور فى 11 ديسمبر 2005 .
والآن بدأ الخطر يظهر فأصبحت الصوملة تعبيرا سياسيا.. وننتظر تعبير الأفغنة.. طالما لا أمل فى إصلاح من داخل الاسلام..!!