بحث في اصل التسميات
السلم والاسلام.. والامن والايمان

عبد الحسن الموسوي في الجمعة ٠٤ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


السلم والاسلام..... والامن والايمان

السلم والامن كلاهما مفردتان عربيتان وتعنيان الحاله المستقره من الطبيعه والسلوك
وهما ضدا الحرب والخوف
ومعنياهما متقاربان كثيرا الى حد كبير جدا بحيث يصعب التفريق بينهما وكذلك بين مشتقاتهما
فالسلام قريب من الامان والسلم قريب من الامن والاسلام قريب من الايمان ....وهكذا
ولكن كما في كثير من الحالات لا بد من وجود التخصيصات او الخصوصيات
كما مثلا في التسميه( الاسلام )كدين بينما( الايمان) يعني التصديق التام و السلم ضد ال&Iacutute;رب و الامن ضد الخوف
والسلم والسلام اسمان لهما نفس المعنى وهو الضد للحرب، والسلامه مؤنث السلام وخصصت في الكلام الدارج كضد للتاثر او التلف او الفقدان
والامن والامان ايضا لهما نفس المعنى اي الضد للخوف بينما خصصت الامانه لما ينبغي المحافظه عليه وعدم تضييعه ورده الى اهله وهي مؤنث الامان
والاسلام تسميه او اسم كمصدر للفعل أسلم او سلّم (المشدد الوسط) ويعني في الكلام الدارج التسليم وهوحال اوصفه للنزوع او الجنوح الى عدم المقاومه او التمرد، او للامتثال الى امر( المسلّم اليه) وهو الله سبحانه،
والاسلام في الايه(ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) هو حال اوصفه وليس اسم ..اي الاسلام بالمعنى العام وليس الخاص بدين الاسلام
بينما الايمان ايضا اسم ومصدر للفعل أأمن ويعني تبادل الامن مع الله الذي يبتدأ بالامن من العبد والذي بدوره(اي الامن من العبد) يبتدا بالتصديق ويمر بعدم المعارضه او الحرب لله وامره، وينتهي بالامن من الله للمؤمنين
وكذلك الاسلام وهو السلام مع الله ويبتدأ بالتسليم لامره وعدم عصيانه وينتهي بالسلام من الله لعباده المسلمين اليه
والايه الكريمه (قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من اعمالكم شيئا ان الله غفور رحيم)
لانه لما يدخل الايمان في قلوبهم و بالتالي وايضا لما يسلموا لله بعد
ولكنهم في الحقيقه سلموا للامر الواقع او استسلموا وبعيدا عن الاسلام لله
الايه(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)
والتسليم هنا مطابق للايمان تماما وليس كاسلام الاعراب في(ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم)
ومن هذا المفهوم والنتيجه يكون كل دين بعث الله به كل نبي اسلام فالنصارى الحق مسلمون واليهود الحق مسلمون والصابئه كذلك وغيرهم
يقول الله
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ
وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
والامن والسلام بين البشر ياتي كنتيجه للامن والسلام مع الله ولكنها نتيجه افتراضيه وهي سهل ممتنع... لان ليس اكثر البشر سينقادون لهذا الايمان والتسليم كما وان الصدام لا بد ان يحدث بين المؤمنين وغير المؤمنين
بينما الامن والسلام مفقود وبحاله اشد في غياب الاسلام او الايمان كليا او نسبيا
والايمان والاسلام يكون لهما نفس المعنى وكذلك المؤمن والمسلم.. وذلك حينما يتعلق الامر مع الله
اي ان الايمان بالله هو نفس الاسلام لله والمؤمن بالله هو نفس المسلم لله
اما الايمان... فصحيح ان معناه التصديق بشكل عام الا انه يحمل مدلولا اعمق من ذلك وهو كما اسلفنا تبادل الامن مع الله
اما بالنسبه الى مفرده اامن فهي مزيدة الهمزه او ألف فاعل (بفتح العين واللام) ولها عدة مدلولات في القران وفي غير القران ويكون الخلط بينها كثير لتشابه الصيغه النهائيه
واهمها تاتي اامن على وزن فاعل وليس على وزن افعل كقاتل وهو يدل على الابتداء بالامن من العبد بعدم الحرب مع الله اي ان العبد سلّم واطاع وابتداء التسليم والطوع هو بالتصديق اولا
والمفرده الافتراضيه الغير مستعمله في اللغه-سالم-( بفتح اللام والميم)تعطي نفس مدلول اامن
ومن ذلك قول الله اامن الرسول واامن المؤمنون واامن الناس
بينما تاتي اامن وعلى وزن افعل لتدل على وهب الامن من طرف اعلى .. مثل قوله تعالى (اطعمهم من جوع واامنهم من خوف).. ومنها اشتق اسم الله (المؤمن) اي الذي يهب الامن لعباده
واما قول النبي يعقوب (هل اامنكم عليه)فهذه هي همزة الفعل المضارع للمتكلم
ويبقى الفرق بين التركيبتين اامن به .. واامن له كقول الله(وان لم تؤمنوا لي فاعتزلون) وقول الله (فامن له لوط)
فاامن بالرسول اي صدقه(صدّقه كرسول) كخبر او كنبأ اي بذات الرسول كرسول ،بينما اامن له اي صدقه كمحدّث او نبي اي صدق ما يقول

اقول قولي ومن الله التوفيق الذي ارجوه

عبد الحسن في 2008/1/4



اجمالي القراءات 38075