بسم الله الرحمن الرحيم
د. أحمد صبحى منصور
رسالة تهنئة بعيد الأضحى وعيد الميلاد
أحبتى أهل القرآن الكريم
1 ـ لقد تعلمنا من القرآن أن نحب ولا نكره ، وأن نعفو ونصفح ، حين نكره لا نكره الشخص ولكن نكره الشر الذى يقع منه ، نكره الفعل السىء و لا نكرهه هو بدليل انه لو تاب و اعتذر نغفر له وننسى ما فعل.
ولقد مرّ علينا عام 2007 بمآسى أهلى و سجنهم ومطاردتهم ، فكان عاما عسيرا علىّ وأنا لا أستطيع الدفاع عنهم. وأحتسب عند الله تعالى ما لا قيته وما لاقوه ، وطالما ان العفو يزيد ـ عند الله تعالى ـ الأجر فاننى أصفح عمن أجرم فى حقى وحق أهلى ، أملا فى نيل الجزاء من الله تعالى يوم الدين ، يقول تعالى (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) ( الشورى 40 )
2 ـ وبهذه المناسبة أقدم اعتذارى لكل من أساءه قلمى .
من واقع الحرص على تأدية واجب العالم (بكسر اللام ) المسلم أقوم بالدعوة لاصلاح المسلمين بالقرآن ، وأتجاهل الاساءات التى تنهال علىّ بسبب ذلك . ولكننى لا اتعرض بالنقد لغير المسلمين ولا أدخل فى جدال مع الملحدين مؤمنا بحق كل انسان فى حرية الاعتقاد ومسئوليته عن هذه الحرية أمام الواحد القهار جل وعلا. ولكن بعضهم هو الذى يتحرش بى فى معرض هجومه على دينى وعقيدتى ، وهنا لا يجوز ان أسكت ولا بد أن أرد ،ويخرج قلمى عن طوعى ، وهو قلم متمكن من فن الهجاء و السخرية ، أحاول ما استطعت ترويضه بأن أعرض عن الجاهلين و كثير ماهم ، ولكن حين أتصدى بالرد فى تلك الحالات الاستثنائية يتمرد القلم احيانا. وهنا اقدم اعتذارى لمن أسأت فى حقه. وأقول للجميع من مسلمين و اهل كتاب وملحدين : كل عام وانتم بخير. خصوصا وهناك اعياد للجميع متتالية.
3 ـ أقول وأكرر أنه لا شأن للاسلام بمأ افعله ، وأنه لا يجوز الخلط بين الاسلام والمسلمين . ولا يصح أن يتحمل الاسلام العظيم أخطائى أو أخطاءك ، فكل منا مسئول عما يفعل ومؤاخذ به ، ومن اهتدى فقد اهتدى لنفسه ومن ضل فقد ضل على نفسه . ولا تزو وازرة وزر أخرى . هذا ما يؤكد رب العزة فى القرآن الكريم ، وهذا ما ينادى به القانون الانسانى الطبيعى و القيم العليا للانسانية.
وبهذا لا يصح أن يأخذ البعض من أخطائى ـ وهى كثيرة ـ حجة على دينى أو الكتاب العظيم ـ القرآن الكريم ـ الذى وهبت له حياتى. إن أخطأت ـ وهذا يحدث كثيرا ـ فأنا المسئول عن هذا الخطأ ، وأعتذر عنه ، و مستعد لتصحيحه إن كان خطأ علميا . وليس هناك من لا يخطىء من البشر . والله جل وعلا هو الذى لا يخطىء قط ، وهو رب العزة ـ ولذلك نقول (سبحان الله وتعالى ) أى تنزه وتعالى عن الخطأ وسائر نواقص البشر.
3 ـ واذا كان عام 2007 يلملم متاعه ويرحل بكل آلامه ومصاعبه فاننا نرجو من الله تعالى العلى القدير أن يكون عام 2008 أكثر فى المنح وأقل فى المحن . وفى المنحة و المحنة ابتلاء ، ونرجو من رب العزة أن ننجح فى الابتلاء بهذا وذاك .
على أن عام 2007 وهو يودعنا قد شهد أخبارا طيبة ، منها زيادة عدد القراء فى الموقع ، وزيادة الكتاب الذين انضموا اليه ، وهناك تطوير مستمر يقوم به الأمير منصور ـ وهو المشرف الفنى على الموقع ، وخبير الانترنت فى جانعة ميرلاند . وننتظر منه فى العام القادم إدخال الصوتيات فى الموقع والتسجيل الصوتى لبعض الابحاث و مناقشات الرواق .
وهناك خبر آخر طال انتظاره وهو موافقة الادارة الأمريكية على خصم الضرائب ممن يتبرع الى المركز العالمى للقرآن الكريم ، وهو خبر يخص المتبرعين الأمريكيين ، ولعلنا نجد منهم من يتشجع على التبرع لنا ، وهذا يبدو متعذرا لأن إسم المركز ليس مألوفا لهم ، ولأن معظمهم لا يهتم بنشاطنا اساسا. ويبقى المسلمون ومعظمهم ضدنا ، والبقية من المصلحين واصحاب العقول الناهضة لا يستطيعون التبرع. ومع هذا يظل خبرا سارا ذلك السماح بالاعفاء الضريبى للمركز العالمى للقرآن الكريم . فقد استكمل رسميا كل مقومات بدء نشاطه . ويبقى الأمل فى الله تعالى ، ومن يتق الله جل وعلا يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب ، ومن يتوكل على الله جل وعلا فهو جل وعلا حسبه .
والمركز العالمى جاهز الآن لنشاطكم. وقد طلبت من الشريف منصور عضو مجلس إدارة المركز أن يكتب فكرة عنه بالعربية لتنشر فى الموقع فى صفحة بالعربية خاصة بالمركز يقوم الأمير باستحداثها.
ولدى المركز مشروعات كثيرة للاصلاح. ولكن ما أتمناه أن نفلح يوما فى عقد مؤتمر للقرآنيين فى ضيافة المركز العالمى للقرآن الكريم لنتعرف على بعضنا فى أرض الواقع و ليس فقط فى فضاء الانترنت .
هل هذا حلم مستحيل ؟
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )
صدق الله العظيم