احتفى الأقباط في مصر اليوم الأحد بعيد القيامة، وعلى رأسهم البابا تواضروس الثاني، الذي قال في تصريحات له رداً على فتاوى السلفيين بتحريم تهنئة الأقباط في أعيادهم "الله خلق أذنين للإنسان نسمع بواحدة ونفوت بالأخرى"، وذلك كناية منه عن تجاهل هذه الفتاوى.
وأعلن البابا تواضروس الثاني أمام آلاف الأقباط مساء ليل أمس تهنئة شيخ الأزهر للكنيسة بعيد القيامة، فيما يعد رداً عملياً من قيادة الأزهر على فتاوى تحريم التهنئة، كما أكد البابا أنه تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس محمد مرسي بالتهنئة، كما أوفد نيابة عنه طارق وفيق وزير الإسكان لتقديم التهنئة بعيد القيامة.
وأثارت تهنئة شيخ الأزهر د.أحمد الطيب للبابا تواضروس الثاني بعيد القيامة انتقادات سلفية عديدة واعتبروها مخالفة للشريعة.
من جانبه زار اليوم الأحد د.هشام قنديل مقر الكاتدرائية والتقى البابا تواضروس مهنئاً له بعيد القيامة، وأكد هشام قنديل عقب اللقاء أن الشعب المصري نسيج واحد .
ووصل لمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر ممثلاً عنه، وذلك لتقديم التهنئة بعيد القيامة المجيد، كما شارك الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم السابق المعروف باسم خطيب الثورة.
التيار الإسلامي العام: مشاركة الطيب على حساب الدين
وعلق خالد حربي، المتحدث باسم التيار الإسلامي العام لـ"العربية.نت" على تهنئة شيخ الأزهر قائلا "إن القاعدة أن نبر غير المسلمين، ولكن فيما يخالف عقيدة المسلم فإن المجاملات والتهاني ليست من البر في شيء".
واعتبر خالد حربي تهنئة شيخ الأزهر للبابا تواضروس بعيد القيامة مجاملة على حساب الدين ومخالف لأصل الإسلام، ونحن نطالب بألا تكون هناك مجاملات على حساب الدين، خاصة أن الكثيرين من الأقباط يعتبرون هذه المجاملات مجاملات بروتوكولية وباهتة، كما أن الأقباط لا يهنئون المسلمين فيما يخالف عقائدهم كالمولد النبوي مثلا.
تصفيق هائل من شعب الكنيسة
وأكد نجيب جبرائيل، الناشط والمحامي القبطي لـ"العربية.نت" "أنه بمجرد إعلان البابا تهنئة شيخ الأزهر لقداسته بمناسبة عيد القيامة المجيد قوبل شيخ الأزهر بتصفيق هائل من شعب الكنيسة، تعبيرا منهم عن فرحتهم بالشيخ الطيب كونه يمثل الوسطية والاعتدال وسماحة الإسلام.
وقال الدكتور محمود عزب مستشار، شيخ الأزهر، "إن ذهابنا لتهنئة البابا تواضروس لا تخالف العقيدة الإسلامية ومن يحرمون ذلك ليسوا أكثر فهماً للدين من النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان بارا بأهل الكتاب ويعودهم ويزورهم إذا أصابهم مكروه"...