* الخطوة الأولى التي لا تستقيم بدونها أي خطوات أخرى هي حَملة شاملة ومكثّفة في محاولة إعادة إيمان المصريين بأنَّ مصرَ بلدهم، وأنها ليست مِلْكية خاصة للحاكم ولأسرته ولزبانيته.
لقد فشلتْ كل الدعوات للتمرد والانتفاضة والعصيان المدني لهذا السبب وليس فقط خوفا من قَبضة الأمن الذي كان سيقف عاجزا أمام عدة آلاف متظاهر في انتفاضة أو عصيان أو تمرد.
ينبغي أيضا أنْ يتوقف رجال الدين عن استخدام المقدس في حماية الطاغية،فالذين يقولون بأن طاعة ولي الأمر واجبة حتى لو كان ديكتاتورا ومستبدا وجزارا وسفّاحاً وابن ستين ألف كلب سيحشرهم الله يوم القيامة مع الطغاة.
* إعلان حكومة إنتقالية في الخارج بعيدا عن قبضة الأمن وعيون رجال الرئيس وزائر الفجر، على أن تعلن الحكومةُ الانتقالية أنْ لا أحد من أفرادها تحت أي ظرف سيتولى منصبا رسميا في مصر بعد القضاء على مبارك أو تقديمه للمحاكمة أو هروبه.
* كل أعضاء حكومة المنفى غير منتمين لأي حزب سياسي أو ديني أو اجتماعي أو جماعة، وليسوا منحازين، علنيا، لأي أيديولوجية باستثناء إعادة مصر للمصريين بدون أسرة مبارك الطاغية والفاسدة والارهابية.
* تتوجه حكومة المنفى إلى العمل على محورين: الأول هو نداء إلى قادة الجيش، والثاني إلى العصيان المدني الايجابى في الشوارع، وليس السلبي الذي يطلب من المصريين المكوث في بيوتهم.
* إعداد ملف بكل الجرائم التي ارتكبها مبارك في خلال فترة حُكمة وخاصة الفساد والسرقة وأموال أسرته وقوانين الطواريء وتزوير الانتخابات وعدم استقلالية القرار المصري والاعلام وسرقة أراضي الدولة وأمراض المصريين والتلوث والتعذيب( آخر جريمة يقشعر لها بدن أي مصري شريف هي استخدام ضابط شرطة عصا كهربائية ووضعها في فتحة شرج مواطن مصري ثم وضع قليل من الشَطّة في مؤخرته بعد جرحها ).
*اعتبار كل من يؤيد استمرار هذا الطاغية معاديا لشعبنا المصري حتى لو كان التبرير هو الخوف على مستقبل مصر من الفوضى أو من مصير عراقي، فالمستقبل المظلم الكارثي والجحيمي هو في وجود مبارك وابنه.
* توسعة قاعدة احتقار وازدراء الرأي المؤيد لمبارك الذي يتعلل بالعقلانية، وبأن الزلزال المصري يحتمل الرأيين معا، وبأن الديمقراطية تشمل أيضا تأييد قبضة الأمن في تعذيب المصريين والاعتقال العشوائي، واعادة اعتقال مَنْ تُبرّئهم المَحاكم، فالحقيقة أن دعم مبارك لا علاقة له بديمقراطية الرأي الآخر، لكن بالعداء السافر والوقح لأماني شعبنا، وكما أن الحديث عن هتلر وستالين وسالازار وسوموزا وموسوليني وبينوشيه وبول بوت وصدام حسين والقذافي وبن علي وهيلاسلاسي وعيدي أمين دادا وجان بيدل بوكاسا لا يحتمل إلا رأيا واحدا وشريفا وهو مناهضة الظلم، فإن الحديث عن مبارك يجب أن يكون كراهية ومناهضة ومعارضة، وأي مشاعر أخرى حتى لو كانت محايدة فهي في خدمة الاستبداد والفساد ومصادرة مصر لحساب الطغمة الحاكمة.
* لا تقبل حكومة المنفى دعما ماديا أو تنسيقيا مع أي دولة لها جيش في العراق أو أفغانستان، وطبعا أي تعاون مباشر أو غير مباشر مع إسرائيل مرفوض رفضا قاطعا.
* العمل على إنشاء قناة فضائية مصرية يقوم عليها محترفون في الإعلام، وتكون مهمتها الوحيدة تحريض المصريين والجيش لتحويل غضبهم إلى حالة فعل موجِع لسلطة الطاغية.
* إعداد قائمة بأسماء الكُتّاب والإعلاميين والمثقفين والفنانين والشعراء وضيوف الفضائيات الذين يتولوّن تلميعَ وتأهيلَ نظام الطاغية، فهؤلاء في الجانب المعادي لأماني شعبنا، وهم أداة قمع وتزييف وتزوير في أوراق الوطن.
* مصر وطن للجميع، وأي تفرّقة بين مصري وآخر على أساس الدين والمذهب والعقيدة والطائفة والحزب والفرقة والأيديولوجية مرفوض تماما، وهذا يتعلق بكل الوظائف والمناصب، فالولاء لمصر يسبق كل شيء.
* إعداد قائمة باسماء كل ضباط الأمن الذين تورّطوا في عمليات تعذيب واهانة وظلم للمصريين، ويجب اعلانها ليعلموا أنهم سيُقَدّمون إلى محاكمة عادلة بعد تحرير مصر من مبارك.
* توجيه نداء إلى كل القوى المحبة للسلام وإلى الدول التي تدعم الطاغية، وشرح خطورة تأييد طاغية ستؤدي أعماله الاجرامية إلى انهيار مصر وانحدارها واختفاء دورها وجعلها في ذيل رَكب الأمم، بل وانهائها كدولة ذات سيادة.
* الدعوة إلى عقد مؤتمر مصري موَسّع تحضره القوى الشريفة المعادية لمبارك، ومن الأفضل أن يكون في بريطانيا أو أي دولة اسكندنافية ينصهر فيه المصريون تحت عنوان واحد فقط وهو تحرير الوطن من أسرة مبارك، ويخرج المؤتمر بتوصيات عملية، ويتم فيه توثيق جرائم مبارك، ومن لا يستطيع الحضورَ من شرفاء مصر يتولى عنه معارضٌ سياسي مقيم في الخارج.
* اعتبار جميع حالات التعذيب والحرق والاغتصاب في أقسام الشرطة والسجون وهي بالآلاف لأكثر من ربع قرن نتيجة لأوامر مباشرة من مبارك وليست من وراء ظهره، فهو المسؤول الأول، ويقرأ التقارير، ويوقّع على السماح باستمرارها، أي أن توجيه النقد لرجاله مع استثنائه من الجريمة هي محاولة للالتفاف حول أم الجرائم لتبرئة المجرم الأول.
* نزع القداسة والهالة والاحترام عن مبارك فالذين يطالبون باستخدام ألفاظ مخففة وغير مباشرة واحترام منصب رئيس الجمهورية أو رمز الدولة يقومون في الواقع بمَدّ الروح في الطاغية بأسباب استمرارها، فحرية المصريين تبدأ من هنا .. من نزع كل صفة لاحترام الطاغية، بل اعتبار الولاء وحب مصر مرادف لنزع كل صور الاحترام والقداسة عن الديكتاتور.
* كل معتقَل رأي وضمير مهما كان الحزب الذي ينتمي إليه مسؤوليتنا جميعا، وعذابات أهله الذين ينتظرونه سنوات طويلة نتحمل نحن تبعاتها، وأي يوم يمر على معتقل رأي وضمير وهو خلف القضبان يتحمل وزرَه المصريون الصامتون عن تلك الجريمة البشعة التي تصادر كرامة وحرية الانسان، وتُنهي وجوده الآدمي ورباطه المقدس مع العائلة وحقه في الحياة مع أسرته وأولاده.
كل يوم يمر وأشقاؤنا في السجون والمعتقلات ونحن نمارس حياتنا العادية هو وصمة عار في جبين كل مصري حتى لو كان خائفا وجبانا ولا حيلة له.
* الإنترنيت هو العصا السحرية التي يمكن أن نلتف حولها، وننشر فيه وثائق كل جرائم مبارك، وندعو للعصيان المدني، ونوجه رسائل عديدة إلى الشرفاء في قواتنا المسلحة، وننشر أسماء ضباط الأمن المعادين لشعبنا، ولكن الإنترنيت مليء أيضا بدعاة الظلم والتفرقة والمرشدين والمخبرين والمخرّبين وأعداء الوطن، وأيضا الذين يجعلون من مواقعهم ومنتدياتهم، بحجة الخوف، أداة ضد شعبنا. هناك آلاف من المرشدين وهم عيون الطاغية ينتشرون تحت أسماء مستعارة، وينبغي كشف وفضح محاولاتهم الرخيصة لتخريب الموضوعات الجادة والوطنية، أو شخصنتها، أو تحويل مساراتها.
* نشر ( قائمة العار ) في كل المواقع والمنتديات وهي تضم المثقفين والكُتّاب والفنانين والإعلاميين والشعراء والشخصيات العامة ورجال الأعمال الذين يؤيدون الطاغية، ويدعمونه بالمال والقلم وتزييف الحقائق.
* البدء في حملة اعادة الثقة بالمصريين، وبأن لهم حقا في الحياة الحرة الكريمة، وبأنهم ليسوا أقل من شعوب العالم الذين يثورون ضد الحاكم الظالم لأسباب قَبِل بأضعافها، وصمت عن أكبر منها المصريون لأكثر من ربع قرن.
التفريط في تحرير مصر من مبارك تفريط في العِرض والشرف والكرامة والدين والوطنية.
المصير العراقي في الاحتلال الأمريكي كان لطول فترة بقاء الطاغية صدام حسين، ومصير مصر الجحيمي، لا قدر الله، في استمرار مبارك ثم ابنه، والحل الوحيد للحفاظ على استقلالية وكرامة وحرية مصر في المستقبل تبدا من هنا .. من الثورة ضد مبارك.
ونعود للخطوة الأولى التي لا تستقيم بغيرها أي محاولات لانقاذ مصر وهي اقناع المصريين بأن مصر بلدنا جميعا وليست تِركة مملوكة للمجرمين، أو أرضا بدون شعب، أو عبيدا يتم توريثهم من مستبد كبير لمستبد صغير.
لم يعد يكفي أن تقول بأنك تكره الطاغية مبارك، ولكن عليك أن تؤمن بأن مصر بلدك، وحينئذ ستندفع كل قوى الخير في داخلك لتخلق حالة حب وانصهار مع الوطن، ويبدأ المصريون رحلة استعادة بلدهم، وتحريرها.
عندما تزيح هذه الورقة جانبا، وتبتسم يأساً أو تهَكُما أو ضَعفا أو ثقةً بأنْ لا فائدة، فستشكرك كل قوى الشر في القصر الجمهوري، وستساهم أنت في التوقيع على وثيقة استعباد واستحمار واستغفال لربع قرن قادم.
وسلام الله على مصر.
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو في فجر الجمعة 7 ديسمبر 2007
http://taeralshmal.jeeran.com
http://www.rezgar.com/m.asp?i=461
Taeralshmal@gawab.com
http://Againstmoubarak.jeeran.com
http://blogs.albawaba.com/taeralshmal