عندما قال اسامه أنور عكاشه رايه في عمرو بن العاص وهو رأي مشتق من كتب التراث والتاريخ الاسلامي لعلماء أجلاء أمثال ابن كثير وابن خلدون فهل أنكر في نظر من هاجموه ممن طالبوا بتفريقه عن زوجته بل وحل دمه .. شيئا لا نعرفه مما هو معلوم من الدين بالضرورة ..هل عمرو بن العاص .. هو من أصول الاسلام ؟ .. نحن اول من ندعي انه لا قدسية الا لرسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم وفيما أوحي الله أليه .. ونحن من ندعي ان لا كهنوتية في الاسلام فماذا تكون الكهنوتية ان لم تكن ما يفعله من نصبوا أنفسهم متحدثون رسميون باسم الله واسم الاسلام .. هؤلاء الذين يريدوننا أن نحنط عقولنا .. ونقطع السنتنا ..هل هم أفضل من علماء أجلاء مثل من ذكرناهم و أفضل من الصحابة الاوائل الذين اختلفوا فيما بينهم الي حد الاقتتال وعمرو ابن العاص هو من أكبر المساهمين في هذا الاقتتال وبنص كلام كتب
التاريخ المعتبرة وسأورد ماروته بعضها :
ويروي الذهبي أن عمرا سأل معاوية: أترى أنا خالفنا عليا لفضل منا عليه؟ لا والله, إن هي إلا الدنيا نتكالب عليها ,وأيم الله لتقطعن لي قطعة من دنياك أو لأنابذنّك, فأعطاه مصر وأطلق له خراجها ست سنين, يعطي أهلها عطاءهم وما بقي له فجمع بذلك أموالا طائلة.
وقال ابن خلون في تاريخه :
حدثنا خلف ابي قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الدولابي حدثنا ابو بكر الوجيهي عن ابيه عن صالح بن الوجيه قال: وفي سنة خمس وعشرين انتقضت الاسكندرية فافتتحها عمرو بن العاص فقتل المقاتلة وسبى الذرية فامر عثمان برد السبي الذين سبوا من القرى الى مواضعهم للعهد الذي كان لهم ولم يصح عنده نقضهم وعزل عمرو بن العاص وولى عبد الله ابن سعد ابن ابي سرح العامري وكان ذلك بدء الشر بين عمرو وعثمان .
كما قال عن بيعة عمرو لمعاوية:
لما أحيط بعثمان خرج عمرو بن العاص إلى فلسطين ومعه ابناه عبد الله ومحمد فسكن بها هارباً مما توقعه من قتل عثمان إلى أن بلغه الخبر بقتله فارتحل يبكي ويقول كما تقول النساء حتى أتى دمشق فبلغه بيعة علي فاشتد عليه الأمر وأقام ينتظر ما يصنعه الناس. ثم بلغه مسير عائشة وطلحة والزبير فأمل فرجاً من أمره ثم جاءه الخبر بوقعة الجمل فارتاب في أمره وسمع أن معاوية بالشام لا يبايع علياً وأنه يعظم قتل عثمان فاستشار بنيه في المسير إليه. فقال له ابنه عبد لله: توفي النبي صلى الله عليه وسلم والشيخان بعده وهم راضون عنك فأرى أن تكف يدك وتجلس في بيتك حتى يجتمع الناس وقال له محمد: أنت ناب من أنياب العرب وكيف يجتمع هذا الأمر وليس لك فيه صيت فقال يا عبد الله! أمرتني بما هو خير لي في ديني ويا محمد! أمرتني بما هو خير لي في دنياي وشر لي في آخرتي
اليس فيما رواه الذهبي ورواه ابن خلدون مايؤكد ما قاله اسامة انور عكاشه ..بل هناك ما هو اكثر مما قيل في كتب تاريخنا المعتبره عن عمرو ابن العاص وعن دوره في الفتنة الكبري .. وعن ان عمرو بن العاص كان يؤلب علي سيدنا عثمان لعزله عن مصر ثم بعد قتله انحاز الي معاوية طمعا في مصر وعن دوره في قضية التحكيم و غيرها ,, فلماذا تمنعون عنا قراءة تاريخنا بصدق لنتعلم منه ونتلافي الاخطاء .. ولماذا تصرون ان نقدس بشر فاني أخطئوا و أصابوا وهم انفسهم لم يعطوا انفسهم هذا الحق والاسلام نفسه منعنا من أن نقدسهم .. ان منعنا من دراسة تاريخنا وتراثنا كما يجب يمنعنا من تنقية الكثير مما تسرب الي الاسلام واصبح و كأنه حقائق لا تقبل النقاش .. وهو ما أدي الي ما نحن فيه الان من تردي علي جميع المستويات .. وما أدي الي اعتبار الارهاب بطولة .. وما أدي الي رفض الديمقراطية والتقدم والحضارة .. رغم ان الاسلام نفسه كان ثورة حضارية وثورة ضد الظلم وضد احتكار القلة للثروة والسلطة علي حساب الغلابة والفقراء ..رغم ان الاسلام كان دعوة الي العقل والتفكير والتدبر .. ولكننا بفضل فقهاء السلطة وفقهاء التكفير وتقديم النقل علي العقل وصلنا الي ما نحن فيه .. أعطينا عقولنا أجازة بدون مرتب وتحولنا الي عالة علي الامم الاخري .. الامم الاخري تعمل وتفكر وتنتج وتكتشف الجديد في كل مجال ونحن ما علينا الا ان نستهلك ونقنع أنفسنا اننا خير أمة أخرجت للناس وأن الله قد سخرهم لنا .. والي الوقت الذي نستيقظ فيه من هذا الوهم .. فسنظل علي ضعفنا وهواننا علي انفسنا وعلي الاخرين رغم كمية الدماء التي تهدر علي ايدي ابطالنا من أمثال بن لادن ومن شابهه .. فهنيئا لنا به وهنيئا لنا بهذه الجملة المسلطة علي رقبة كل من يحاول ان يستعمل عقله ,, أنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة ,, .. دون ان يتبرع لنا عبقري ليعرف لنا هذه الجملة بالضبط .