يتناول تقرير "العربية.نت" للكتاب هذا الأسبوع رواية "سلاّم" والتي تتحدث عن وجود الإسلام في الأندلس والإشارة المباشرة على لسان شخصياتها إلى "الوجود البربري" للعرب هناك، إضافة إلى خبر عن طبع كتاب في السعودية حول "كارل ماركس"، وباقة أخرى من الأخبار عن إصدارات جديدة، ومنع أخرى بعد نشرها.
رواية عن "احتلال" الأندلس
"سلاّم" رواية جديدة صدرت نهاية هذا الشهر عن دار الساقي في لندن، وهي من تأليف الكاتب والروائي السعودي هاني النقشبندي.
تبدأ القصة مع رحلة لأمير سعودي، إلى غرناطةإ ليشاهد قصر الحمراء، الذي سحر الشعراء والكتاب، أعجب الأمير بالقصر بكل أجزائه؛ الحدائق الملكية، القلعة العسكرية، وقصر الملك نفسه، بلغ من إعجاب الأمير بالقصر أن قرر بناء مثيل له في عاصمة وطنه الرياض، وقد شجعه على القرار بعض أصحابه من مرافقين ومنافقين، حتى أن بعضهم زين له الأمر كما لو كان فاتحا عظيما يريد للإسلام أن يعود إلى الأندلس على يديه.
فجأة التقى الأمير بشيخ مغربي له أصول أندلسية، طلب من الأمير ألا يمضي في مشروعه ولا يستنسخ الحمراء، لا في الرياض ولا في أي مكان، وقال له: احذر من الحمراء أيها الأمير، إنه قصر ملعون! وأضاف ابن برجان أن هذا القصر المسكون بالشر قد شهد زوال أمّة وسيادة، وأن إعادة بنائه ستجر الويلات لكل من يجرؤ على تجاوز لعنته.
خاف الأمير من اللعنة، وألمت به أحداث جعلته يؤمن بوجودها، لكنه أصر على أن يبني القصر، وطلب من الشيخ المغربي أن يبحث له عن مخرج، فأخبره الشيخ أن الوسيلة الوحيدة لذلك هي أن يقوم ببناء القصر المشابه للحمراء في الرياض، من بنى القصر الاصلي في غرناطة.
استغرب الأمير وسأل: عمر الحمراء ألف عام، فهل من بنى القصر ما يزال على قيد الحياة حتى اليوم؟ أجابه الشيخ المغربي بنعم، وقال إنه ما يزال يسكن حتى اللحظة في إحدى حواضر المغرب العربي، واسم الرجل سلاّم، أرسل الأمير مرافقا له يبحث عن الرجل في طنجة كما أخبرهم الشيخ المغربي.
عندما التقى الأمير بسلاّم أخيرا، وطلب منه أن يبني له قصر الحمراء في الرياض، رفض سلاّم، وأكد للأمير مرة أخرى قصة اللعنة، قال سلام إن هذا القصر بني في زمن ضعف كرمز قوة، وقد شهد زوال ملك ونعمة، القصر ملعون لأنه أصبح رمزا للصراع بين الإسلام والمسيحية حتى اليوم، ودلل على ذلك بالجرس الذي وضعه الأسبان على رأس القصر يوم استولوا عليه، كرمز لسيطرة المسيحية على الإسلام القوي، هكذا يتجاور الجرس كل يوم مع الآيات القرآنية التي تملأ القصر، وهكذا يتصادمان كل يوم على مرأى من العالم.
وفوق ما في القصر من لعنة، أصر سلاّم على اعتباره رمز احتلال عربي بربري للأندلس، مؤكدا أن فتحا إسلاميا للتلك البلاد لم يكن أكثر من وهم سقط مبرره الأخلاقي بابتعاد العرب عن نشر ثقافتهم الدينية وتسامحهم طوال تسعة عقود من الزمن، ليخرجوا من البلاد كما دخلوها، وليصبحوا هم النصاري بعد أن عجزوا أن يدفعوا بأهل البلاد الأصليين ليصبحوا مسلمين، الأندلس كانت الاستثناء الوحيد في التاريخ العربي والإسلامي التي يطرد منها العرب ودينهم دفعة واحدة.
هكذا يرى سلاّم أن إعادة بناء الحمراء واستنساخها، بما تنطوي عليه غايات الأمير إن هي إلا محاولة لتكريس صدام بدأه العرب باحتلال أرض ليست من حقهم، وينبغي لهذا الصدام أن يتوقف، أن يتحول إلى حوار.. أن يتحول إلى حب.
كتاب عن كارل ماركس في السعودية
عرضت مكتبة العبيكان السعودية "كتاب سيرة" مترجم حول المفكر والفيلسوف كارل ماركس. والكتاب هو "رأس المال لكارل ماركس.. سيرة" من تأليف فرنسيس وين، وترجمه إلى العربية المترجم السوري ثائر ديب، ويقع في 159 صفحة من القطع المتوسط، والكتاب يقع في فصول أربعة، "المدخل: التحفة المجهولة- الحمل- الولادة-الحياة اللاحقة".
وتقول دار النشر السعودية: إنه كتاب بيعث على البهجة ويصوب أولئك الذين نشأوا على الاعتقاد بأن عمل ماركس جامد ومتزمت عقائديا واكتفى الفلاسفة بتفسير العالم بشتى الطرق والمهم هو تغييره هكذا كتب ماركس في العام 1845، ومن هنا كان كشفه الملتهب لذلك العالم الرأسمالي الجديد الذي عرفته الحقبة الفيكتورية في كتابة رأس المال الذي أثرت أفكاره على ملايين البشر وغيرت مجرى التاريخ العالمي.
كردستان تحظر كتاب "الجهالة الإسلامية"
في خطوة تعتبر الأولى من نوعها في كردستان، أمرت وزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان بمصادرة كتاب باللغة الكردية يسيء إلى الإسلام، ودعت مديريات الثفافة في جميع المدن والمحافظات الكردستانية إلى جمع النسخ الموزعة على المكتبات العامة والأهلية.
وقال شاكر روزبياني مدير عام وزارة الثقافة في تصريح صحفي وزع على وسائل الإعلام المحلية "إن قرارا من محكمة خاصة صدر بمنع تداول كتاب (الجهالة الإسلامية والعالم المعاصر) لمؤلف مجهول الهوية، والذي يسيء إلى الدين الإسلامي بشكل واضح وصريح، ونحن كوزارة الثقافة ملزمون بتنفيذ حكم المحكمة، عليه أبلغنا مديريات الثقافة في أنحاء كردستان لجمع هذا الكتاب من جميع مكتبات الإقليم ومنع تداوله".
ووفق وكالة الأنباء الإيطالية، كان عدد من علماء المسلمين في إقليم كردستان قد قاموا بحملة موسعة لجمع التواقيع في الأوساط الشعبية قبل أسابيع وتقدموا بمذكرة احتجاجية إلى رئيس الإقليم مسعود بارزاني دعوه فيها إلى التدخل لوقف الهجمات المتكررة على الدين الإسلامي والتطاول عليه من قبل عدد من الكتاب والشعراء الكرد.
"من يصنع الديكتاتور"
يتناول كتاب "من يصنع الديكتاتور؟"، الصادر عن دار الجمل ومن تأليف سلام عبود، الأسباب التي أدت إلى سقوط صدام حسين، من خلال رؤية بانورامية شاملة.
يقول عبود -كما نقلت عنه جريدة "الجريدة" الكويتية- إن الذين يتحدثون عن الإستبداد الشرقي ينسبون الظاهرة إلى عوامل تاريخية موغلة في القدم، وتنشر بعض المراجع الأوروبية الديكتاتورية على رقعة جغرافية واسعة تشمل العالم كله عدا شمال غرب أوروبا، وهناك من يحاول أن ينظر بعيدا إلى الوراء، من خلال المشروع العنفي الرجعي، بما في ذلك الاستبداد الديكتاتوري إلى عوامل سياسية تاريخية متراكمة، وليس عوامل جغرافية ونفسية واجتماعية وسياسية آنية فحسب.
صدام حسين، كديكتاتور، لم يحقق سماته الفردية الاستثنائية من دون وجود جيش من المثقفين والكتاب قاموا بصناعة صفات الديكتاتور؛ لأن الأخير لا يصنع صفاته كلها بنفسه، بل صنعها له جهاز ارتزاقي، متحجر القلب، لا هدف له سوى تلفيق صورة كاذبة وخادعة عن الديكتاتور ومآثره السياسية والاجتماعية والعقلية، لكي تكون الصورة الوحيدة المعروضة أمام المجتمع.
سعى جيش من المفسدين من المثقفين والأدباء إلى تدعيم فرادة واستثنائية الديكتاتور ليس بكلمات المديح الشعرية وحدها، وإنما أيضا بالتنظيرات الكاذبة الممجدة للقوة والحرب، كجزء أساسي من منطق العنف، الذي يقوم عليه بناؤه النفسي ومشروعه السياسي.