القدس - - أصيب المواطن الفلسطيني "أ" البالغ من العمر 18 عاما قبل عدة اسابيع بنيران حراس أمن اسرائيليين ووصف حالته بالخطيرة المصاب الفلسطيني الذي تتحفظ الصحف العبرية عن ذكر اسمه، نقل فور اصابته الى العناية المركزة في في المركز الطبي "شيبا" في منطقة تل ابيب حيث وصف الاطباء حالته بالموت الدماغي ولم تفلح جهود الاطباء في انقاذ حياته.
صحيفة "معاريف" الاسرائيلية قالت ان عائلة الشهيد الفلسطيني ورغم الالم وقسوة الحادث قررت التبرع باعضائه لزراعتها لمن يحتاجها من المرضى دون النظر الى هوية او ديانة او قومية متلقيها، وذلك استجابة لطلب اطباء المستشفى والمركز الوطني لزراعة الاعضاء الذي وعدهم بالحفاظ على سرية شخصية الشهيد حفاظا على سلامة الاسرة التي تسكن احدى المدن التابع للسلطة الفلسطينية، بل وحتى اسر المرضى الذين زرعت لهم اعضاء الشهيد طلب منهم الحفاظ على سرية الاسم بناء على طلب اسرة الشهيد وفقا للصحيفة.
والتقى يوم امس الاول الاسرائيلي الذي تلقى قلب الشهيد بوالد الفلسطيني حيث تعانق الاثنان داخل المستشفى وسط حالة انفعالية وعاطفية كبيرة وشدوا على ايدي بعضهم البعض في منظر انساني فريد تجاوز حدود الصراع الفلسطيني الاسرائيلي سيجمع بين الاسرتين مدى الحياة كما تقول الصحيفة العبرية.
وجرى اللقاء في ذات الغرفة التي تلقى فيها والد الشهيد الخبر القاسي عن وفاة ابنه الذي كان قبيل استشهادة المسؤول الرئيسي عن اعالة الاسرة، وتأمين احتياجاتها بعد ان اصيب والده بمرض اقعده عن العمل.
وقال والد الشهيد "لقد كان شخصا رائعا احبه الجميع وكان صاحب قلب كبير وانا لم اتردد بالموافقة على التبرع باعضائه لزراعتها في الاجساد المحتاجة لها رغم انه قتل على يد حراس امن اسرائيليين ".
واضاف والد الشهيد "في البداية كان الامر صعبا بالنسبة لي ولكنني تلقيت العون من الله الذي ألهمني صواب القرار بمساعدة الاشخاص المحتاجين لاعضاء ابني وانا راض عن قراري، وانا لا افرق بين اليهود والعرب وكل ما يهمني هو انقاذ حياة الاشخاص المحتاجين لذلك لم اسأل عن هوية هؤلاء الاشخاص ، لقد سمعت عن التبرع بالاعضاء لكنني المرة الاولى التي اعيش الحالة ".
وتمت زراعة اعضاء الشهيد في اجساد ستة اسرائيليين (عادت لهم بسمة الحياة من جديد بفضل شاب فلسطيني بعمر الورود قتل على ايدي حراس امنيين اشتبهوا به "كمخرب" ينوي استهدافهم فعاجلوه بطلقاتهم القاتلة) كما قالت الصحف العبرية.
عن القدس المقدسية