تخاريف ..عزرائيل هو ملاذنا الأخير !!

عمرو اسماعيل في الجمعة ٠٩ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

تذكرت هذا المقال بمناسبة إعادة اختيار الدكتور فتحي سرور رئيسا لمجلس الشعب للعام الثامن عشر علي التوالي .. رغم أن المنافس له من جماعة الإخوان أخذ بمبة من المستقلين وأحزاب المعارضة الأخري لأنهم خافوا أن يتدخل عزرائيل علي مستوي أعلي ويصبح رئيس مجلس الشعب فجأة هو رئيس الجمهورية وقالوا لأنفسهم نار فتحي سرور ولا جنة الإخوان .. وعندهم حق .
فهل تعتبروني مخرفا .. من حقكم .. ولكن من حقي ان أذكركم أن عزرائيل ملك الموت كان هو الوسيلة الوحيدة في التغيير في عالمنا منذ عهد الخلفاء الراشدين رغم عدالتهم وكونهم من العشرة المبشرين بالجنة وحتي الآن !!!!!....
لقد أدرك العالم كله منذ قرنين او يزيد ان التداول السلمي للسلطة من خلال نظام اسمه الديمقراطية اخترعه اهل اليونان و أعاد أحيائه فلاسفة التنوير في الغرب بعد قرون من اهدار الدماء دون طائل كان عزرائيل ملك الموت هو الوسيلة الوحيدة لاقصاء الحاكم عن كرسيه وهو الوسيلة الوحيدة للتغيير .. .
لقد استبدل العالم كله عزارئيل ملك الموت في السياسة بصناديق الانتخابات و أصبح صندوق الانتخاب الذي تحول الي صندوق زجاجي ضمانا للشفافية هو الذي يقبض روح اي حكومة لا ترضي شعبها بينما في عالمنا مازلنا نعيش ثقافة عزرائيل في تغيير الحكام .
وملك الموت له وسائل عديدة في القبض علي الارواح منها المرض والشيخوخة والحوادث و الكوارث الطبيعية . . بينما في السياسة والحكم وسيلة ملك الموت هي في الغالب القتل سحلا او طعنا او رميا بالرصاص الا فيما ندر عنما تصبح الشيخوخة او المرض هما نهاية الحاكم ليس لانه عادلا ارضي الشعب ولكن لأنه كان قويا يملك من اجهزة التجسس و القهر ما يضمن له ان يطيح ملك الموت بروح من يفكر في الاطاحة به حتي قبل ان يحاول ان ينفذ ما في رأسه من أفكار .. ولنا في زعمائنا النشامي أسوة حسنة .. وعلي رأسهم البطل الهمام صدام حسين الذي انقذه من الوسيلة المفضله في التغيير في العراق وهي السحل في الشوارع أن قبض عليه هولاكو القرن العشرين وليس هولاكو القرون الوسطي .. فهولاكو القرن العشرين يؤمن بتغيير حكوماتنا بصواريخ كروز والقبض علي الحاكم في حفرة و أذلاله حتي يعتبر الباقون من أمثاله ...
فسيدنا ابو بكر الصديق هو الوحيد منهم الذي تغير بالموت الطبيعي علي فراش المرض بينما كان الموت طعنا هو مصير من خلفوه واستمر نظام الحكم بعدهم يعتمد علي السيف في وصول اي حاكم الي السلطة وعلي السيف في تغييره الا من أعمل السيف في رقاب شعبه ومعارضيه فوقي نفسه شرهم حتي يأتي ملك الموت ليقصف روحه مرضا نتيجة آثار التخمة من كثرة الاكل او الارهاق من كثرة الجواري والزوجات وما ملكت الايمان .. .
هل أقول غير الحقيقة ..من عنده غيرها فليأتي بها ..
حتي في العصر الحديث .. لم يتخلي عزرائيل ملك الموت عن دوره في تغيير الحكام عندنا الا في الفترة التي كنا فيها تحت الاحتلال من قبل الامبراطورية المتخلفة المسماة بالبريطانية التي كانت تؤمن بتلك الوسيلة المتخلفة في التغيير السلمي للحاكم عزلا عندنا وانتخابا عندهم .
ثم رجعت ريما لعادتها القديمة
تم تغيير ملك العراق سحلا وعبد الكريم قاسم رميا بالرصاص ثم ممارسة نفس الهواية بعد ذلك .. ..
وكانت ثورة يوليو اكثر رحمة بالملك فاروق لانها تعرف ان نهمه للأكل والخمر والنساء سيقوم بالمهمة ولكن هذا لم يمنع ان يتم تغيير ناصر بالسكتة القلبية والسادات قتلا بالرصاص.
هل يوجد اي رئيس او ملك عربي سابق .. الا ان كان منفيا ليتم قتله في المنفي في الغالب باستعمال السم الهاري .. فنحن نعتبر ان اي رئيس او ملك سابق هو تهديد محتمل للحالي حتي لو لم يكن بيده حيله ومشغولا بالاستمتاع بما نهبه من نقود شعبه وهرب بها الي الخارج .
ومما يدعو الي الاستغراب و الحيرة ان الاغلبية في عالمنا تتغني ليل نهار بنظام الحكم الذي كان يعتبر عزرائيل هو ملك التغيير وتريد ان نرجع اليه وتترحم علي الخلافة التي كان آخرها الخلافة العثمانية التي استبدلت السيوف والمشانق بالخوازيق فاستطاعت السيطرة بفضلها لمئات السنين علينا واجبرتنا علي ان نغلق عقولنا بالضبة والمفتاح حتي لا يخترق العقول خازوق سفلي علوي .. واحتجنا هولاكو فرنسي اسمه نابليون لنعرف ان هناك شيء في العالم اسمه الحرية والاخاء والمساواة وان هناك مخترعات حديثة لم يعجبنا منها الا المدفع والبندقية والبارود فاستبدلنا السيوف بها ليستعملها عزرائيل في قصف ارواح الحكام طلبا للتغيير او قصف ارواح المعارضين طلبا للأستقرار ..الاسم الحركي في بلادنا للجمود و الديكتاتورية وسيطرة حكامنا الطغاة علي الارض وما عليها و ما في جوفها .
ثم نسمع في الصحف و القنوات الفضائية وتنظم حكوماتنا المؤتمرات التي تتغني بالاصلاح والتغيير ولا اري في الحقيقة أي أمل لأي اصلاح هذا الذي يطالب به الجميع إلا أن يستعمل عزرائيل ملك التغيير في بلادنا اي وسيلة يراها للتغيير .. الموت علي فراش المرض ..لنثبت للعالم انسانيتنا ..او الموت نحرا او نسفا او رميا بالرصاص لنثبت للعالم ثوريتنا ومقاومتنا وجهادنا .
هذه هي الحقيقة يا سادة رغم مأساويتها .. هذه هي حقيقة نظم الحكم في بلادنا وحتي تلك التي تطالب بها القاعدة وأبطالها الزرقاوي وبن لادن والظواهري وحتي الاحزاب والجماعات الأكثر اعتدالا ذات الشعبية الطاغية في بلادنا مثل حزب التحرير وجماعة الاخوان المسلمين التي تعتبر نفسها اكثر جماعات الاسلام السياسي اعتدالا و انسانية .. فعزرائيل ملك التغيير عندها هو اكثر انسانية من الجماعات الاخري و التغيير يكون بالموت الطبيعي .. فهل تغير مرشدها العام الا بالموت ..الا تنادي بالخلافة وتعتبر الخلافة الراشدة هي المثل والغاية ..فهل تغير اي حاكم في هذه الخلافة الا بالموت .
اني لا اري املا في المستقبل المنظور الا ان اقتنعت شعوبنا فعلا وليس قولا فقط انه آن الاوان ان نستبدل ملك الموت كآلية لتغيير الحكام بصناديق الانتخابات ويا حبذا لو كانت صناديق زجاجية شفافة يشرف عليها القضاء وتراقبها الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان و المنظمات الغير حكومية حتي نضمن ان لا يصبح تزييف الانتخابات هو البديل للموت كآلية للتغيير .. فحكوماتنا خبيرة في الضحك علي الذقون و خاصة دقن بوش وبلير ومن يشبههم ويتبعهم ... ...
ومع انشغال عزرائيل في السنة الأخيرة في تغيير بعض حكامنا الذين انتهت مدة صلاحيتهم الفعلية منذ زمن طويل .. فيبدو فعلا أنه لا نهاية قريبة لحاجتنا لعزرائيل كوسيلة واحدة لتداول السلطة بين أفراد وليس أحزاب .. فالأحزاب هي مثل الديمقراطية والانتخابات الحقيقية وليس المزورة ...يبدو أنها بدعة .. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .. !!!
بارك الله لنا في عزرائيل .. فهو يخلصنا من حياتنا المليئة بالقهر والظلم دهسا في مني أو انهيارا لمنازلنا الآيلة للسقوط او بالسكتة القلبية من الاحساس بالقهر وعدم القدرة علي فعل شيء .. كما يخلصنا من حكامنا الأشاوس نتيجة التخمة الناتجة عن التمتع بمباهج الحياة التي حرمنا منها كشعوب وكثرة الزواج الذي وصل بالبعض الي زوجة بكر كل أسبوع ..
لنا الله وحفظ لنا عزرائيل فهو ملاذنا الأخير ..
عمرو اسماعيل

اجمالي القراءات 8374