التحديات ذاتها تنتظر أوباما
|
أوباما... أربع سنوات أخرى في البيت الأبيض
واشنطن – فاز الرئيس الأميركي باراك أوباما بولاية ثانية في سدة الرئاسة أمام منافسه الجمهوري ميت رومني الذي أقر بدوره بالهزيمة بعد منافسات محتدمة لم تعرف لها الولايات المتحدة الأميركية مثيلا. وحقق أوباما فوزا كبيرا على رومني بحصوله على 303 أصوات من الناخبين الكبار في المجمع الانتخابي مقابل 206 لرومني. ولكن بالنسبة للتصويت الشعبي فإن الفارق يضيق بين المرشحيْن حيث تشير النتائج إلى أن أوباما وبعد فرز 93% من الأصوات حصل على 57.6 مليونا أي 50% فيما انتخب رومني 55.7 مليونا أي ما نسبته 48%. وحقق أوباما انتصارات قوية في سبع من الولايات التسع الحاسمة في مقدمتها أوهايو وشهدت ولايات أخرى معارك ساخنة كفرجينيا ونيفادا وأيوا وكولورادو ونيو هامبشر وكولورادو. فيما اكتفى رومني بولاية شمال كارولاينا. وذكرت شبكات التلفزة الأميركية أن أوباما حقق فوزا محدودا في أوهايو وويسكونسن وأيوا وبنسيلفانيا ونيوهامبشير وهي ولايات نافسه عليها رومني بشدة. وفي البداية أخر رومني قليلا اعترافه بالهزيمة حين شكك بعض الجمهوريين بفوز أوباما في أوهايو رغم تأكيد كل خبراء الانتخابات في جميع شبكات التلفزيون الكبرى على إعلانه رئيسا لفترة ثانية. وأعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما نبأ اعادة انتخابه لفترة رئاسة ثانية عبر تغريدة على حسابه الشخصي على موقع "تويتر" الالكتروني للتواصل الاجتماعي، في الوقت الذي تدفقت فيه نتائج الانتخابات تباعا طيلة الليلة الماضية وحتى صباح اليوم الاربعاء. وكتب أوباما " عاما" في تغريداته الى مؤيديه "أربع سنوات أخرى" و"حدث هذا بفضلكم... أشكركم". ولكن ورغم نبرة التفاؤل في هذه التغريدات ، خاصة عقب حملة انتخابية بدت مضطربة في بعض الأحيان ، لايبدو المستقبل مشرقا تماما أمام أوباما، حيث أنه مطالب مجددا بالوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه قبل أربع سنوات. ولم يشهد الاميركيون حملة انتخابات رئاسية بهذه القوة لفترة طويلة، وقد تحولت إلى مايشبه حرب استنزاف. ويرى محللون أنه ليس لحقيقة اعادة انتخابه علاقة كبيرة بالرؤى الرفيعة أو الرضا الساحق لأدائه. فهذه المرة كان نصرا جاء بعد معركة صعبة في حملة انتخابية أثارت في كثير من الأحيان قدرا قليلا من الحماس بين الأميركيين. ويقول كثيرون أن اعادة انتخاب أوباما جاءت بشكل كبير بسبب عدم ثقة الناخبين في منافسه الجمهوري ميت رومني. وأصبح الآن لدى أول رئيس أميركي من أصل أفريقي فرصة ثانية ، رغم مجموعة من الأزمات التي تواجه البلاد ومخاوف واسعة النطاق بين مواطنيها بشأن المستقبل. وقال الخبير السياسي ويليام ايه جالستون "لا أستطيع أن اتذكر أي انتخابات كان فيها الانقسام بين مستوى مشكلاتنا وجوهر السياسية ، أعظم" من هذه المرة. ورأى كثيرون أن الحملة الانتخابية رتيبة وبلا أية عناوين رئيسية حقيقية ، ولكنها كانت مجرد سلسلة من نقاط الحديث على الجانبين. وتبنى أوباما حملة دعاية سلبية، شملت شن هجمات مباشرة مريبة ضد منافسه. ولم يساعد أوباما نفسه كمرشح للرئاسية، خاصة بالاداء البليد له في أول مناظرة رئاسية جرت في تشرين اول/أكتوبر الماضي حيث بدى مرهقا ومنهكا ، وبدون أفكار. ولكن سقطة المناظرة كانت مجرد عرض للمشكلة الاكبر. ويقول بول جالستريس كاتب خطب الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون: "بالنسبة لمتحدث موهوب بشكل واضح ، فإنه غير قادر بشكل مفاجئ على أن يفسر للأميركي العادي ما الذي يكافح من أجله". وفي نفس الوقت ، أحرز أوباما بعض التقدم في قضايا قريبة وعزيزة على قلوب الأميركيين حيث سن تشريعا خاصا بالرعاية الصحية، كان يمثل حلما للديمقراطيين منذ عقود. وفي السياسة الخارجية ، أنهى التدخل الامريكي في العراق وتعهد بسحب قوات بلاده من أفغانستان/ وأشرف على عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. كما وقف أوباما في وجه الانقسام المتنامي بين الاغنياء والفقراء ، وهي نقطة رئيسية في فترته الرئاسية الاولى. وكان ناجحا بشكل جزئي ولكن على حساب أنه أصبح شخصية مكروهة بين أعضاء الحزب الجمهوري. ولذلك ، فإن أوباما سيضطر في فترة رئاسته الثانية لمكافحة نفس المشكلات التي واجهها خلال فترته الاولى. وسيواصل الكفاح مع مجلس تشريعي يسيطر الجمهوريون على غرفته الادنى "مجلس النواب" ، مما يعني أن المعارضة ستواصل عرقلة مبادراته |