يجوبون الشوارع مسلحين بقضبان من الخيزران
طلبة مدارس قرآنية يقودون حملة لتطبيق الشريعة بالقوة في إسلام أباد
يقوم عشرات من طلبة المدارس القرآنية في اسلام اباد منذ بضعة ايام بحملة ل"النهي عن المنكر" في الاحياء الشعبية للعاصمة الباكستانية وهم مسلحون بقضبان من الخيزران.
فعلى مسافة اقل من كيلومتر من القصر الرئاسي ومقر الحكومة الباكستانية, يدعو طلبة الدين الملتحون هؤلاء, على غرار ما كان يفعله الطالبان في افغانستان في التسعينات, تحت التهديد اصحاب المتاجر التي تبيع اقراصا مدمجة الى اغلاقها والسكان الى اتباع نمط حياتي اكثر تطابقا مع رؤيتهم للاسلام.
وهكذا جاءت مجموعة من الطلبة الاحد 2-4-2007 لرؤية عويس دار الذي يبيع اقراصا مدمجة سمعية وبصرية والعاب فيديو في "ميلودي ماركت", البازار الواقع على مقربة من لال مسجد, وهو المسجد الاحمر المستمد اسمه من القرميد المستخدم في بنائه.
وقال التاجر ان الطلبة حذروه بوجوب اغلاق المحل والتوقف عن بث موسيقى الافلام الهندية والباكستانية "لأنها مخالفة للشريعة"
وتساءل ممتعضا "كيف يمكن لهؤلاء الطلبة ان يمنعوني من مزاولة عملي الذي لم تعلنه حكومتنا غير شرعي".
كما تلقى يونس شيخ وهو صاحب متجر يقع في سوق ابارا الشعبي القريب من لال مسجد بدوره زيارة من طلبة الدين. وبدروه يقول :"لقد تملكنا الخوف حقا. فعندما نرى هؤلاء الشبان يصلون بعصيهم لا يعود في وسعنا سوى اقفال المحل".
ومن جانبه يقول مشتاق شاه وهو خياط في ميلودي ماركت: "لقد ضقنا ذرعا من هذا الوضع وكل نشاطنا يعاني من ذلك لاننا ولو اننا غير مستهدفين مباشرة, فان كثيرين من زبائننا لم يعودوا يجرأون على المجيء".
وقد برزت "الوية النهي عن المنكر" بعد مواجهات الاسبوع الماضي بين طلبة المدارس القرآنية المحلية والشرطة اثر خطف سيدة يشتبه طلبة مدرسة جمعية حفصة المجاروة للمسجد الاحمر بانها تدير بيتا للدعارة.
وقد اوقفت الشرطة مدرسين اثنين في المدرسة وانتقاما لذلك احتجز الطلبة شرطيين اثنين كرهائن. لكن افرج عنهم جميعا الخميس بعد مفاوضات متوترة باستثناء صاحبة "بيت الرذيلة" التي يشترط امام لال مسجد عليها ان تقوم "باعتراف علني" قبل اطلاق
سراحها ومغادرة اسلام اباد.
ويؤكد امام لال مسجد عبد الرشيد غازي المعروف بمواقفه الراديكالية ان طلبته لا علاقة لهم بالهجمات على المتاجر في الحي وطالب الشرطة باجراء تحقيق.
لكن الملا اقر مع ذلك بان الطلبة طلبوا في السابق "بتهذيب" من التجار التوقف عن بيع افلام خلاعية وممارسة مهن "لا تخالف الشريعة او تعاليم النبي محمد".
واكد مساعد وزير الاعلام طارق عظيم "ان الحكومة لن تسمح بمثل هذه التصرفات فيما تلقت الشرطة تعليمات لوقف اي شخص يضايق التجار".
لكن التجار المستهدفين يؤكدون من ناحيتهم ان عناصر الشرطة الذين كانوا في الخدمة الاحد في ميلودي ماركت او ابارا لم يحركوا ساكنا.
الى ذلك عبرت الصحافة المحلية عن قلقها ازاء هذه التطورات وصنفتها في خانة النزعة "الطالبانية" المتنامية في البلاد والتي تصل الى المناطق الحدودية لافغانستان حيث احرقت متاجر اشرطة الفيديو وتلقى مزينو الشعر الامر بعدم حلق اللحى كما هددت النساء بالقتل ان لم تضعن البرقع التقليدي الذي يغطيهن من رأسهن حتى اقدامهن