لهذا تتخوف موسكو من انهيار الأسد : خبيرة روسية: التوتر في القوقاز يرتبط بأحداث الشرق الأوسط

في الخميس ٣٠ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

خبيرة روسية: التوتر في القوقاز يرتبط بأحداث الشرق الأوسط

movie
خبيرة روسية: التوتر في القوقاز يرتبط بأحداث الشرق الأوسط

اجرت قناة "روسيا اليوم" مقابلة مع يانا أميلينا رئيسة قسم القوقاز بجامعة البحوث الاستراتيجية الروسية. وقد جاء في المقابلة ما يلي:

س - كان أحد أكبر شيوخ التصوف في شمال القوقاز الشيخ سعيد أفندي هدفا لعملية انتحارية هزت جمهورية داغستان. من هي الجهات التي تقف وراءها؟

ج - الأمر بات واضحا، حيث قتل الشيخ جراء تفجير انتحاري نفذته إرهابية أرملة فقدت زوجها الذي كان من المتمردين الوهابيين. ووضع كهذا مألوف في داغستان وفي شمال القوقاز بشكل عام.

أما أسباب الإغتيال فهي أيضا واضحة تماما، وهي تعود الى الصراع المستمر الذي تخوضه العناصر الرادكالية من الوهابيين والسلفيين وأمثالهم. ويتحدون على أرضية مشتركة تتمثل في سعيهم الى تدمير الدولة العلمانية واستبدالها بالخلافة الإسلامية.

ويقدر الجميع النفوذ الذي كان الفقيد سعيد أفندي يتمتع به كأستاذ مشهور وفقيه بارز ومرجع ديني يقتدي به الألوف من أتباعه والمواطنين والساسة في داغستان. وبعد اغتياله ستشهد الأوضاع الأمنية في الجمهورية وفي شمال القوقاز برمته مزيدا من التدهور. وهذا الاستنتاج لا يبعث على الاندهاش، بل يعتمد على منطق تطور الوضع لان ما يسمى بالحوار مع الوهابيين الذي كان منشودا من قبل السلطات والدوائر الإجتماعية في الجمهورية كان سيؤدي حتما الى مقتل مرجع ديني معتدل.

وقبل أربعين يوما شهدت جمهورية تتارستان وضعا مماثلا حينما قتل الشيخ ولي الله يعقوبوف وتعرض مفتي تتارستان إيلدوز فائزوف لمحاولة اغتيال. وكان "ذنبهما" يكمن في ممانعتهما لتوغل الأفكار الإسلامية الراديكالية الى الجمهورية.

س - هل نحن أمام مخطط هدفه زعزعة استقرار الأوضاع في القوقاز الروسي؟

ج -نحن نكتب عن هذه التطورات على مدى العامين الآخرين. ويدور الحديث عن تشكيل جبهة إسلامية راديكالية بدأت توحد الجهاديين تنظيميا في القوقاز وحوض نهر فولغا، ما يعني ان الجهاديين زحفوا ليتوغلوا الى مناطق روسيا الوسطى وهذا ليس من قبيل الصدفة.

وحسب إعتقادي ينبغي أن تعرقل روسيا إنتشار الراديكالية الإسلامية بشكل حازم. ومن الواضح تماما أن هذه الإيديولوجيا الدينية السياسية إلى حد ما أتت من الخارج. لذلك من الواضح ما هي الاساليب التي يجب إستخدامها لمكافحة إنتشار هذه "العدوى". أولا، لا بد من قطع قنوات الاتصال الخارجية التي يتم من خلالها تمويل هذا النشاط وتنظيمه، كما يجب القضاء على اللوبي الفيديرالي الإسلامي (الراديكالي) في المجال الإعلامي. ولا يجوز السماح ببث ونشر الأفكار الإسلامية الراديكالية على المستويين الفيديرالي والإقليمي وتقديم منصة اعلامية للإسلاميين الراديكاليين. أما الإسلام التقليدي فافكاره لا تنشر عبر وسائل الإعلام أو تنشر قليلا جدا. هذا الوضع غير مسموح به ويؤدي إلى الفشل. يجب إتخاذ عدد كبير من الإجراءات والتدابير الأمنية والإيديولوجية.

س - برأيك هل توجد علاقة بين ما يحدث في الشرق الأوسط الآن وتوتر الأوضاع في القوقاز؟

ج - يعتقد الكثير من الخبراء الذين يتابعون الأحداث أن هذا الرابط موجود بدون شك. علاوة على ذلك، أصبحت الكرة الأرضية في القرن الحادي والعشرين صغيرة جدا، بفضل الإنترنت والشبكات الإجتماعية. فالمسافات بين الشعوب تصبح أقل وأحيانا بدرجة أكبر من اللازم، ومن الواضح تماما أن الثورات العربية تؤثر تأثيرا مباشرا على ما يجري في روسيا. ومن الطبيعي أن ما يجري في سورية أو ما حصل في ليبيا لا ينعكس بشكل مباشر على الأوضاع في داغستان، بيد أن كل الأحداث هذه جزء من خطة واحدة تهدف إلى زعزعة الإستقرار وتشكيل القوس الإسلامي الراديكالي، وهذا أمر جلي تماما. كما من الواضح أيضا أن الإسلاميين الراديكاليين يسعون إلى "تفجير" شمال القوقاز كله لكي يصل القوس الإسلامي الراديكالي إلى أوسيتيا الشمالية ومنطقة حوض نهر فولغا. وتزامن هذه الأحداث ليس وليد الصدفة، ويجب أن نتوقع وقوع أحداث مماثلة في داغستان وتتارستان، وفي أوسيتيا وفي المناطق الأخرى في شمال القوقاز.

اجمالي القراءات 4321