مثقفون: شيوخ التيارات الدينية يسعون لجعل مرسى ظل الله فى الأرض

في الأحد ١٩ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

مثقفون: شيوخ التيارات الدينية يسعون لجعل مرسى ظل الله فى الأرض

الإثنين، 20 أغسطس 2012 - 01:04

 الكاتب يوسف القعيد الكاتب يوسف القعيد

كتب عبد الله محمود

 

أكد عدد من المثقفين على رفضهم التام لاستغلال التيارات الدينية للمنابر فى المساجد من أجل الدعاء للرئيس والتحذير من الخروج عليه أو انتقاده والدعاء بأن ينصر على من ينتقده، والتى ترسخ لدكتاتورية دينية تخضع الناس تحت السمع والطاعة دون أى انتقاد، مشيرين إلى أن ما قد فعله نظام المخلوع "مبارك" خلال ثلاثين عاما فعلته التيارات الدينية فى ثلاث أسابيع، وهو ما بدا واضحًا من خلال خطب العديد من المشايخ التى دعت فى خطبة العيد إلى الدعاء للرئيس بالنصر على أعداءه والتحذير من الخروج عليه.

الكاتب يوسف القعيد قال لـ"اليوم السابع" إنه لم يكن مفاجئًا من كل هذا التسيس للدين لاستخدامه للحشد ليوم 24 أغسطس القادم، والذى أصبح من الواضح رعبهم منه فمن يتابع كلامهم سوف يكتشف هذا الرعب بكل سهولة، لافتا إلى أن هذا يهدف إلى حشد أكبر عدد من المواطنين للخضوع للحكم الدينى.

وأضاف القعيد أن الخطر الأكبر يكمن فى الاستخدام المنابر والمساجد من الحاكم الذى هو يعد ظل الله على الأرض فمن يخرج عن هذا الظل فقد إرتكب ذنبا أعظم كذنب الكفر، لافتا أن هذا ما يدفعنا إلى ضرورة عدم التفريق بين أحدا من هؤلاء الذين يرسخون للدكتاتورية الدينية أو الدولة الدينية الفاشية.
ويرى القعيد أن الحل لمواجهة هذه الحملة الشرسة على الدولة المندنية المستنيرة بكل مفاهيمها هو مواجهة تطرف الدولة الدينية بتوحيد صف التيار المدنى تحت شعار واحد، وعدم العمل بشكل منفرد لكل هذه التيارات المدنية، مشيرا إلى أنه لو توحدت التارات المدنية فى مصر بشكل صحيح فلن يكون هناك وجود لمثل هذا النوع من التطرف الفكرى والعقائدى، وكذلك لن يكون هناك أيضا وجود لحكم العسكر فقد زال حكم العسكر ولن يعود.

بينما قال الشاعر رفعت سلام أننا الخطب الدينية التى فجرها الكثير من الشخصيات الشيوخ المحسوبين على التيار الدينى فى مصر عقب صلاة العيد والتى تكرس لدكتاتورية دينية، أننا نستطيع أن نحسب هذا الموقف بناء على مرجعية ثورية حيث إن الثورة هى التى سمحت لهؤلاء جميعا بذلك، مؤكدا أننا لم نر هؤلاء أثناء الثورة بل أنهم انتظروا فى الجحور حتى لحظة تنحى مبارك وزبانيته عن الحكم، فخرجوا ليركبوا على الثورة التى لم يكن من شعارتها أى شعار دينى.

وأضاف سلام فى تصريحات خاصة لــــ"اليوم السابع" أن المرجع الثانى هو شعارات الثورة نفسها، حيث كان شعار الثورة الرسمى "كرامة، حرية، عدالة اجتماعية"، مشيرا إلى أن الميدان كان فى وقتها يتسع للجميع من مختلف التيارات والانتماءات دون النظر لهوية أى اتجاه فالمهم كان هو التوحد ضد دولة الفساد، فلم تناد مطالب الثورة بأى دولة دينية ولا بأى مبدأ دينى أو فكرة دينية، لافتا أننا لم نسمع بهذه الأشياء إلا بعد كسر الجهاز الأمنى فى مصر وحالة ما يسمى بالانفلات الأمنى، فلم يكن هناك أى جهاز أمنى فى ذلك الوقت يستطيع بالسيطرة على الحالة والوضع فى البلد وقتها فكانت الفرصة السانحة لهؤلاء بالخروج علينا بأفكارهم الدينية.

وأشار سلام إلى أن وجود الرئيس مرسى فى الحكم يمنحهم الغرور الكافى لكى يبنوا أوهاما تتعلق بمستقبل مصر، فهؤلاء لم يتعلموا أن الشعب المصرى الذى قدر لهم أن يمكنهم من إسقاط هذا النظام السابق الفاسد يستطيع بأمر الله مرة أخرى أن يسقط أى ديكتاتورية تحت أى شعار، لافتا أننا من الوارد أن نرى ذلك أقرب من حبل الوريد.

بينما أكد الشاعر شعبان يوسف على تجريمه لجميع هذه الدعوات التى قد تصل إلى حد النهارات الدينية الفاشية، والتى ليست من الدين من شىء بل على العكس أن الدين الإسلامى به العديد من الجوانب السمحة التى تتناقض معه هذا الأسلوب فى الخطابة التى تأدد بشكل صريح ومباشر إلى الفتنة الطائفية بكل صورها.

وأضاف يوسف أن هذا الشكل من الشيوخ يستمد قوته من هيمنة الجماعة على مقدارات المجتمع، وطالب يوسف من السلطات المختصة بأن تمنع هؤلاء وتبعدهم عن المنابر والمساجد أو أى تجمع دينى، لافتا أن هذه الأماكن ذات القدسية الدينية لها تأثير ضخم على المجتمع.

ويرى يوسف أن هذا الخطاب الذى يستخدمه معظم الشيوخ الان لن يثمن ولن يغنى عن جوع، بل بالفعل يرسخ لدكتاتورية دينية، وذلك بالتعاون مع السطة الدينية الجديدة التى دخلت فى شراكة مع السلطة السياسية.

اجمالي القراءات 2658