القرآن كله شفاء

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٥ - نوفمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هل يختلف فضل القرآن بعضه عن بعض؟ قال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) هل حرف الجر ( من ) هنا للتبعيض أم لشيئ آخر؟ وبالتالي هل القرآن الكريم كله شفاء أم بعضه فقط هو الشفاء؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ ( من ) تأتى للبيان لتشمل الجميع ، وتأتى للتبعيض لتكون للبعض . والسياق هو الذى يحد إن كانت للبيان أو للتبعيض .

2 ـ ( من ) للتبعيض مثل قول رب العزة جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ

  ) 8 ) البقرة )  .

3 ـ ( من ) للبيان كقول رب ا لعزة جل وعلا : (  وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) . ( من ) هنا لعموم المؤمنين لأنها جاءت فى سياق خطاب لعموم المؤمنين ، يقول فيه رب العزة جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ  ) 102 : 105 ) آل عمران ). هذا فى السياق الخاص . أما فى السياق العام فيقول رب العزة فى سورة العصر فى صفات المؤمنين (  إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) 3 ) العصر  ).

4 ـ فى موضوع القرآن الكريم شفاءا للناس : ( من ) تعنى البيان فى قول رب العزة جل وعلا : (  وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا  ) 82 ) الاسراء ) . هذا لأن القرآن الكريم كله شفاء للناس . والشفاء هنا للنفس أى هداية للنفس . يؤكد هذا قوله جل وعلا عن القرآن كله شفاءا للناس : (  يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ  ) 57 ) يونس )( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ   ) 44 ) فصلت )

اجمالي القراءات 9021