ب3 : إمتداد المعركة خارج الأزهر. كتاب الأزهر عدو الإسلام الأكبر.
نبلاء حزب التجمع وجريدة الأهالى معى ضد الأزهر

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٣١ - ديسمبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نبلاء حزب التجمع وجريدة الأهالى معى ضد الأزهر

ب3  : إمتداد المعركة خارج الأزهر. كتاب الأزهر عدو الإسلام الأكبر.

مقدمة

وقف الى جانبي فرسان حزب التجمع في مواجهة الأزهر . كنت في حاجة لهم وكانوا في حاجة لى . كنا معا في خندق واحد ضد دين الأزهر . أفسحوا لى جريدة الأهالى ، وتشرفت بمعرفة قياداتهم . وكان لهم الفضل في ان نشرت لى جريدة الناصريين ( العربى ) أبحاثا لم يسبق نشرها مثل ( الحج أشهر معلومات ) الذى أحدث ضجة هائلة وقتها .

 ونعطى تفصيلا :

أولا :

أشهر من عرفته عن قُرب:

 الأستاذ خالد محيى الدين ( 1922 : 2018 )

كان رئيس وفد مصري ذهب الى ليبيا بدعوة خاصة من القذافى ، وقت الحصار الأمريكي . وكنت ضمن الوفد . أذهلتنى طيبته وبساطته ، وتعددت لقاءاتنا في مصر . وأعتقد إنه كان يستريح لى كثيرا . رحمه الله جل وعلا .

الأستاذ لطفى واكد

1 ـ هو من أسرة مشهورة من قرية سنجها القريبة من بلدتى أبو حريز مركز كفر صقر محافظة الشرقية . الى نفس الأسرة ينتمى ( إمام واكد ) من أشهر رجالات ومناضلى الحزب الوطنى القديم . كان الأستاذ لطفى واكد عضو تنظيم الضباط الاحرار ومدير مكتب عبد الناصر, واختلف معه بعد سقوط الوحدة بين مصر وسوريا، وحمّله سبب سقوط الوحدة.عمل نائب رئيس حزب التجمع الوطني التقدمي ورئيس مجلس ادارة صحيفة الاهالي . مات عام 1998  عن عمر يناهز 72 عاماً.

2 ـ زرته في شقته في مصر الجديدة ، وفى بيته في قريته سنجها ، وكانت المودة بيننا قوية ، وكنت داعما له في حملته الانتخابية . زارنى في قريتى ( أبو حريز ) ، لم يكن بيتنا في القرية مناسبا لاستقباله ، فإستقبلته في بيت ابن عمى الشقيق د عبد الحميد الأستاذ في كلية اللغة العربية . حضر اللقاء أصهار د عبد الحميد ، وهم خصوم لى . سأله كبيرهم لماذا يسمح لى بالنشر في الأهالى فقال : إنه شرف للأهالى أن تنشر لى ، وأن موضوع النشر لا يتدخل فيه حزب التجمع .

د رفعت السعيد ( 1932 : 2017 )

تولى رئاسة حزب التجمع خلفا للأستاذ خالد محيى الدين . تعددت لقاءاتنا في ندوات مشتركة ، خصوصنا مع معارضتنا للسادات والاخوان المسلمين والسلفيين وتخصصنا في التاريخ . كان سريع البديهة خفيف الظّل . وأظُنّ اننى كنت كذلك .  

الأستاذ فيليب جلاب  : رئيس تحرير الأهالى ( 1932 : 1992 )

كنت معجبا باسلوبه الساخر الساحر في عموده ( دبّوس ) في ( الأهالى ) . وكنت أتمنى لقاءه . حلمت في ليلة إنى قابلته . في اليوم التالى ذهبت لزيارة د فرج فودة في مكتبه ، فوجدته هناك . كانت صُدفة غريبة ، اسعدتنا !.

 الأستاذ عبد العال الباقورى

كان ناصريا وترأس تحرير الأهالى حتى مات 2018 . تعرفت به وقت ترددى على مقر الاهالى . واستمرت صلتنا . حين كنت أدير الرواق الأسبوعى في مركز ابن خلدون كانت له تحفظات مفهومة عن المركز و د سعد الدين إبراهيم . مع ذلك إستجاب لدعوتى له بحضور الرواق الذى كان يُعقد مساء كل ثلاثاء في مقر المركز في المقطم . كالعادة كان مكتب د سعد مفتوحا . صعدت به الى مكتب د سعد لأؤكد له انه لا شيء يخفيه د سعد ، لأن عملنا يقوم على الإعلان ، وتسجله أجهزة أمن الدولة .  

أما الأستاذ النبيل صلاح عيسى فنتوقف معه في مقال خاص .

ثانيا :

أشهر ما نشرته الأهالى لى :

1 ـ في باب بريدكو الذى يشرف عليه فيليب جلاب ، نشر فتوى ل ( عبُّود الزمر ) بعنوان (  افتـــــــراء على الإسلام ) مع ردى عليها :

(  نشرت جريدة " الأهالي" رسالة من أحد رموز تنظيم  "الجهاد "  جاء فيها " أن المسلم لا يقتل بالذمي " وذلك افتراءاً يخالف القرآن الكريم  الذي ينص على أن " النفس بالنفس"  بغض النظر عن دينها ومعتقدها . إن القرآن ينهانا عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ويجعل لولي القتيل سلطانا في القصاص . يقول تعالى : " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا"  (الإسراء 33) . والخطورة في ذلك الادعاء أو الافتراء الذي ينافي القرآن الكريم هو اعتبار  نفس "الذمي" أقل قيمة من نفس المسلم . وذلك تعصب مقيت وعنصرية تشوه صورة الإسلام  السمحة التي تحرص على حرمة النفس البشرية وتقدر حقها . ويكفي أن المسلم مأمور بأن يذكر اسم الله على الدجاجة حين ذبحها ، أي يستأذن رب العزة  قبل أن يذبحها . فكيف يتجرأ أحد على أن يستبيح لنفسه باسم الإسلام قتل نفس بشرية لمجرد الاختلاف في العقيدة  أو الدين دون أن تكون عقوبته هي نفس عقوبة من يقتل مسلماً؟!  إن المسلم مطالب بالوفاء بالعهد والعقد حتى لو كان في وقت الحرب يقول تعالى :" وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون " (التوبة 6). وإذا كان هذا هو موقف الإسلام حتى من المشركين فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بأهل الكتاب ؟ . نرجو أن  يظل الإسلام  بعيدا عن أهوائنا السياسية فليس مثل الإسلام  دين ظلمه أصحابه والمنتسبون إليه .

                                                   دكتور / أحمد صبحي منصور

                                                   أستاذ سابق بجامعة الأزهر )

2 ـ ونشرت الأهالى سلسلة من المقالات ضد التكفير الذى يتزعمه الشيوخ في الأزهر والسلفيين والإخوان .

3 ـ ونشرت فيليب جلاب في فبراير 1992 هذا الحوار معى :

( حوار مع عالم اسلامى صادره الازهر :

   يصف نفسه بأنه أزهرى حتى قبل مولده. فقد ارتبطت أسرته فى محافظة الشرقية بالتفوق فى مراحل التعليم الازهرى منذ الاربعينات وحتى الثمانينات. وخلال مراحل تعليمه الازهرى حافظ على ذلك التراث العائلى فى التفوق الازهرى حتى تخرج بمرتبة الشرف فى قسم التاريخ والحضارة سنة1977 وعمل معيدا بالقسم إلى أن تم فصله من الجامعة بسبب أنه اجتهد فى عمله وأصدر الكثير من المؤلفات . وبسبب دأبه فى البحث العلمى عرف الاضطهاد من كل الاشكال ومن بينها مصادرة كتبه ومؤلفاته ودخوله السجن بتهمة فكرية ملفقة . انه الدكتور احمد صبحى منصور الذى يصفه بعض المثقفين والكتاب بانه جوهرة الازهر..

سألته :

ماهى الكتب التى صودرت لك بمعرفة المسئولين فى الأزهر:

قال :هناك نوعان من المصادرة مصادرة الفكر وهى الأخطر والأشد قسوة ثم مصادرة الكتب وهى التى تحظى بالاهتمام اليوم ، وربما أكون المفكر الوحيد الذى تعرض لمصادرة فكره ومصادرة مؤلفاته معا .

سألته :

كيف صودر فكرك ؟

   قال :هنا لابد من توضيح أن الفكر الذى أعتنقه والذى يصادره خصومى من المشايخ يعبر فى الحقيقة عن الروح الحقيقية التي ينبغي أن تكون للأزهر وعن دور الازهر الذى ينبغى القيام به طبقا لقانون الازهر نفسه ، وهو " تجلية حقائق الاسلام " وهذا هو نص القانون نفسه، اذن فهناك حقائق اسلاميةغائبة يتعين على الأزهر تجليتها وتوضيحها، وربما كان ذلك فى الماضى ضرورة ثقافية دينية ، ولكنه أصبح اليوم ضرورة سياسية أيضا بعد انتشارالتطرف  الدينى وجماعاته ولوقام المسئولون فى الأزهر بدورهم الذى يمليه عليهم القانون والذى يفرضه عليهم الوطن والاسلام لما ظهرت تلك الجماعات . فهذه الجماعات تعتمد على تراث كان ينبغى للمسئولين فى الأزهر تنقيته وتبرئة الرسول عليه السلام مما  يخالف القرآن الكريم منه، ولكنهم بدلا من ذلك اضطهدونى حين تصديت لهذا الدور وأديت واجبى القانونى والوظيفى داخل الجامعة وقمت بتوضيح حقائق الاسلام، ولم يكتفوا بفصلى من الجامعة بل أدخلونى السجن بتهمة ملفقة وهى انكار السنة، مع أن ماأقوم به هو الدفاع عن السنة الحقيقية للرسول عليه السلام وتبرئته من الأقاويل التى تخالف القرآن.. واضطهادهم هذا هو اضطهاد لفكر يعتمد على أدلة قرآنية وتراثية وتاريخية ويهدف لقول الحق بالحكمة والموعظة الحسنة ، وباختصار هو اضطهاد للفكر الأصيل الذى ينبغي أن يعبر عن روح الأزهر الحقيقية التى أشعلهاالامام محمد عبده ، ثم أطفأها الجمود العقلى الذى تعززه الآن جماعات التطرف الدينى.

سألته:

هل يعنى ذلك أن خصومك يغازلون التيار الدينى على أساس أنه السلطة القادمة فى الحكم ؟

    قال : ربما يكون بعضهم كذلك ، ولكنى أقول بوجه عام أنهم أصحاب مناصب وسلطات ، وليسوا أصحاب كفاءات علمية أواجتهاد ، وليس لديهم وقت   للقراءة أو البحث ، ولذلك يعتبرون المجتهد صاحب الرأى الجديد خطرا على مناصبهم ومكانتهم، وليس مهما ان كان ذلك فى صالح الاسلام أو الازهر نفسه أو الوطن، انما المهم انه خطر عليهم يفضح تقاعسهم العلمى وكسلهم الفكرى ومن هنا يدافعون عن أنفسهم بمصادرة فكره ومؤلفاته وهذا ماحدث بالضبط معى .

سألته:

نريد أمثلة لمصادرة فكرك وأمثلة أخرى للكتب التى صودرت لك .

  قال : حين تقدمت برسالتى للدكتوراه للمناقشة سنة 1977 وكانت عن أثر التصوف فى مصر المملوكية ظلوا يضغطون على طيلة ثلاث سنوات حتى اختصرتها إلى الثلث فقط ، وبعدها أعطونى الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى. والمهم أنهم صادروا ثلثى الرسالة .وبدأت بذلك معى أولى حلقات مصادرة الفكر فالمحذوف من هذه الرسالة أعدت كتابته فى عشرة مؤلفات ولكنها لاتزال مخطوطة عندى يتهددها سلاح المصادرة اذا رأت النور : وهذا ماأقصده بمصادرة الفكر . وفى أخر عام لى فى الجامعة أقوم فيه بالتدريس وهو سنة 1985أصدرت خمسة كتب أولها ( الأنبياء في القرآن الكريم) وقد صودرت تلك الكتب وتمت احالتى للتحقيق الذى استمر سنتين إلى أن تم فصلى من الجامعة، وكنت قد أعددت تلك الكتب للنشر على الجمهور ولكن اضطررت لاحالتها للتقاعد، فهذه هى المرحلة الثانية من اضطهادهم ومصادرة الفكر قبل النشر. ثم أعدت سلسلة الدراسات القرآنية وبدأتها بنشر أول كتاب منهاوهو( المسلم العاصى : هل يخرج من النار ليدخل الجنة ) وقد طبعته الاهرام ووزعته الاخبار  ولكنهم أدخلونى السجن بسببه وصودر، وبالطبع فان باقى السلسلة لاتزال مخطوطة محكوم عليها بأن تظل جثثا فكرية لاترى النور لأن فكرها محكوم عليه بالمصادرة ..

وحتى حين أصدرت الأخبار لى كتاب" مصر فى القرآن الكريم" فى رمضان قبل الماضى تدخل بعض المشايخ لجمعه من السوق وأشارت إلى ذلك " الاهالى" فى باب " أسرار الاسبوع " وتحدثت أيضا جريدة الهلال تحتج على ماحدث . وهذا يعنى أن فكرى محكوم عليه بالمصادرة إذا رأى النور، بل ان خصوم فى الأزهر قدموا ضدى شكوى إلى نيابة أمن الدولة العليا لأن الأخبار نشرت لى مقالين أحذر فيهما من شركات توظيف الأموال وأفتى فيهما بأن فوائد البنوك حلال والمقصود ارهابى بالطبع حتى لا أنشر فكرى بأى طريق.

وليس مهما ان كان ذلك فى المصلحة أم لا .. المهم مصالحهم هم ووظائفهم هم .. والنتيجة أن لدى عشرات الكتب لن ترى النور مع أهميتها فى مواجهة التطرف الدينى ..

  سألته : وكيف ترى الحل؟

قال :  بأن يقتصر دور الأزهر على توضيح حقائق الاسلام والرد علي الخصوم فى الفكر بالفكر ، وأن تكف الدولة يد مجمع البحوث وأى سلطة أخرى عن التدخل فى الفكر بالمنع والمصادرة والارهاب . وبالطبع يستلزم ذلك اعادة النظر فى كثير من القوانين التى تكبّل حرية الفكر . وعندى أننا سنظل متخلفين طالما توجد هناك جريمة إسمها جريمة الرأى .. وعن طريق حرية الرأى نستطيع حل مشكلة التطرف الدينى وغيرها. وأعتقد أن تغيير بعض القوانين سيئة السمعة يعتبر تضحية بسيطة فى سبيل حماية الحاضر والمستقبل .. وإلا فان التتار قادمون .. !!

    لقد تأثرت كثيرا بكلمة الفنان عادل امام التى نشرتها " الاهالى " ضد المصادرة ، وأرى أنه يفهم الاسلام أكثر من أعضاء محاكم التفتيش .. ! )

إنتهى هذا الحوار التاريخى !!.

  شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

اجمالي القراءات 216