هل القرءان فيه إختلافات وتناقضات؟؟
من فضل حضرتك شرح الاية 82 من سورة النساء((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا (82)))
==
التعقيب ::
أكرمكم الله وحفظكم يا دكتورة ...
هو ليس شرحا ولكنه تواصيا فى الحق فيما أفهمه من القرءان حول السؤال .
الآية تتحدث فى سياق الرد على قول المُشركين والمُشككين فى القرءان عبر الزمان والمكان ،الذين يتهمون القرءان بأنه كتاب بشرى كتبه محمدبن عبدالله وقال عنه أنه كتاب من رب العاملمين ،، وقد أوحى إليه به ،،ودعى الناس للإسلام بناءا عليه ،أو من يقول أنه نقله من كتب الأولين ومن التوراة والإنجيل ،أو كما يقول بهذا جاهل من جهلاء الأزهر يقول عن نفسه أنه مفتى إستراليا ،ينافق المسيحيين الذين يرعونه فيقول فى لقاء تليفزيونى بأن النبى محمد كان نصرانيا وكان مساعدا للقس ورقة بن نوفل ، أو من يقول أنه نقله وأملاه عليه رجلا كان يعيش معهم فى مكة ((وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ)).
فجاءت آيات قرءانية عديدة تثبت وتؤكد على أن القرءان كتاب رب العالمين ،وأن محمد عليه السلام نبى ورسول ،ومسئول عن تبليغه (تبليغ القرءان ) فقط للناس .....
فبدأ القرءان يتحداهم ويقول لهم لو هو كتاب بشرى فهل تستطيعون أنتم ومعكم الجن أن تأتون بمثله بكتاب كامل مثله ((قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا))
أو هل تستطيعون أن تأتوا ب 10 سور بسيطة من مثله ((أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ))
ثم زاد التحدى لهم بأن يأتوا بسورة من مثله ((وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ))
===
ثم زاد التحدى بحقيقة وهى أنه أى مؤلف بشرى لابد أن سيقع صاحبه ومؤلفه فى إخطاء وتناقضات وإختلافات فيه. فها هو القرءان الكريم أمامكم إستخرجوا لنا منه إختلافاته أو تناقضاته لو كنتم صادقين فى قولكم بأنه تأليف بشرى ...فلن تجدوا لأنه كتاب رب العالمين سُبحانه وتعالى الذى لا تأخذه سنة ولا نوم ،ولا نسيان ولا سهو .،ولن تجدوا فيه أى تناقض علمى مما أشار إليه فى آياته وبين حقائق الكون الذى تعيشون فيه ، بل إن القرءان الكريم فيه ميزان عددى ورياضى وحسابى موزون به ومربوطة آياته وكلماته وحروفه به ،تُشبه قواعد الحسابات الجبرية والحقائق الهندسية ،.وهو ما توصل إليه بعض المتدبرين فى القرءان بطريقة الإعجاز العددى والرقمى للقرءان الكريم .وهو علم حديث ووليد ويتماشى مع عصر المعلومات والرياضيات التى تحكم كل العلوم الحديثة ((وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا))
وهذا العلم العددى والرياضى هو ما فسر لنا الحروف المُقطعة فى أوائل السور مثل (ألم) و(حم) و(الر) و(طه) و(يس) و(كهيعص) ,(ن).و(ق) .وهكذا فهى حروف لضبط الميزان القرءانى لنفس الحرف فىالسور التى وردت فيها ووو...
المهم أن القرءان الكريم لا توجد به أو فيه أى إختلافات أو تناقضات ،لا لغوية ،ولا تشريعية ، ولا علمية ، ولا قصصية سواء فى قصصه عن الأُمم السابقة او قصصه عن الغيب والمستقبل واليوم الآخر ...فهذه الآية الكريمة (النساء 82)كما قلنا هو دليل من أدلة التأكيد على أن القرءان الكريم هو كتاب رب العالمين ،وليس تأليفا بشريا ،ولا منقولا من أو عن تأليف بشرى ..
==
هذا فضلا عن أنه لو كان تأليفا بشريا محمديا لما ذكرت فيه كل آيات اللوم والعتاب والإرشاد والتعليم والنهى والتحذير والتبشير التى جاءت بصيغة مباشرة للنبى عليه السلام ،فلكان حذفها ولم يكتبها عن نفسه ، ولما كتب عن تشريعات زواجه وطلاقه وأموره الخاصة ، وما جاءت كل صيغ (قل ) و(يسألونك ) و(يستفتونك ) والرد والإجابة عليها .لنه سيكون هو المتحدث ..
==
وبكل تأكيد المُسلمون والمؤمنوب بالله جل جلاله لا يشكون فى هذا.ولكنها آيات تتحدى من يُشككون فى القرءان ،وفى أنه كتاب رب العالمين ،والذين يقولون أنه من تأليف محمد بن عبدالله ، وأنه ليس بنبى ولا رسول ولكنه إدعى النبوة والرسالة .فالقرءان يقول لهم ... تفضلوا إئتوا لنا بكتاب كامل مثله أو بعشر سور مثل عشر سور من سوره ،او حتى سورة واحدة مثل سورة من سوره ، أو إستخرجوا لنا إختلافاته وتناقضاته لو كنتم تعقلون .وإدعوا شهدائكم أى معاونيكم من الإنس والجن ليُساعدوكم ......
فنحن نعلم مُسبقا أنكم لا ولن تستطيعون القيام بأى من تلك المهام ،ولكن لا نمنعكم (ورونا شطارتكم هههههه) ...بل لا ولن تستطيعوا حذف حرف منه أو زيادة حرف عليه ،ولا تغيير كلمة منه وإستبدالها بكلمة أُخرى، ولو فعلتم فسينكشف أمركم فى أقل من ثانية وسنسخر منكم ومن خيبتكم الثقيلة
==
فلا تخافوا أيها المسلمون من تقولاتهم على القرءان وعدائهم له ،ولا تقيمون لها وزنا ،وتيقنوا من قوله سبحانه وتعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ))
==
وهذا السؤال أعادنى بالذاكرة إلى لقاء وحوار دعانى إليه صديق عزيز مسيحى فى سنة 2004 لمناظرة أستاذ فى علم اللاهوت بكنيسة الكاتدرائية بالقاهرة حول تناقضات القرءان . فذهبت ووجدت الدكتور الفاضل المناظر فاتح المصحف ومليان خطوط حمراء تحت كثير من الآيات ، وأن هذه الآيات شغال عليها (زكريا بطرس )وفاتح على حسها قناتين تليفزيون يتنقل بينهما ليسب الإسلام والقرءان ووووو ..... فإستمعت إليه وفهمت ماذا يريد .. فقلت له أغلق المُصحف ..وسأطلب منك طلبا .... أنت دكتور ومعك دكتوراة فى اللاهوت وهذا يُثبت قدرتك على البحث العلمى الموضوعى والمُحايد ... إختر موضوعا واحدا ، وإستخرج آياته فى القرءان كُله ، وإبحثها كموضوع مُتكامل ،وليس كآيات متفرقات ،لأن ما تختصره آية ستجد شرحه وتكملته فى آيات آخرى ، ثم إستخرج حقائق هذا الموضوع وتشريعاته.،فستجده متكاملا وليس متناقضا فإن إحتجت لمناقشته معى مرة أُخرى فأنا موجود وأهلا بك فى أى وقت ... لكن بطريقة زكريا بطرس ،وكلمة من هنا وكلمة من هناك .فهذه طريقة ليست علمية ،وزكريا بطرس يستخدمها لأنه عدو للإسلام ،وعدو للمسيحية نفسها ، وعدو للإنسانية وللسلام بين الناس ....... وإنتهى الحوار :
ثم قال لى هل تعلم يا دكتور أنى كنت على وشك الدخول فى الإسلام ، وذهبت لمسجد (الشيخ أحمد المحلاوى )فى الإسكندرية ،وإستمعت لدروس من دروسه ،ثم سألته بعض الأسئلة التى تدور فى ذهنى عن الإسلام ، فما كان منه إلا أن سبنى وشتمنى وطردنى من المسجد وحض اتباعه أن يضربونى بالحذاء لأنى كافر ومُلحد ((قوم يا إبن كذا وكذا من هنا يا كافر يا إبن كذا وكذ وكذا ، إضربوه بالجزم وإطردوه برة ) .فخرجت ولم أعد للإسلام مرة أُخرى ....... فقلت له (المحلاوى ) و(زكريا بطرس ) نوعية واحدة وقطعية واحدة ..
== وأطلب من صديقى الدكتور الفاضل الذى كان وسيطا بيننا وهو سيقرأ هذا الحوار الآن أن يُبلغه تحياتى وسلامى وأمنياتى له بالخير .
===
وصدق الله العلى العظيم أصدق القائلين حين قال لنا وللعالمين إلى يوم القيامة (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا (82).