نموذج المقاومة المغربية في دولة برغواطة الامازيغية بين التاويلات الموضوعية و التاويلات الاموية الباطلة الجزء الاول؟
مقدمة مطولة
ان تاريخ المغرب ظل رهان قوي للدولة المغربية منذ سنة 1956 لاجل وضع الجاهلية كاطار دائم لما اسميه بالمرجعية الامازيغية الإسلامية على مختلف المستويات و الأصعدة و تعظيم المرجعية العربية الإسلامية على مختلف المستويات و الأصعدة كانها اصل كل المكارم و الاخلاق و النخوة لوحدها في هذا الكوكب الأزرق منذ خلق ادم عليه السلام كاب للإنسانية الى قيام الساعة...........
و بمعنى اخر ان اللغة العربية هي لغة اهل الجنة و العرب هم خير قوم في الجاهلية و في الإسلام الخ من التاويلات التي تتعارض بشكل مطلق مع جوهر الدين الإسلامي الحنيف و العادل بين المؤمنين به باعتباره قد جاء أصلا ليطهر ارض الجزيرة العربية من فتن الأحادية و الجاهلية الاعرابية مع كامل احترامي لاصدقائي العرب في المغرب او في مصر او في الامارات العربية المتحدة الخ باعتباري لا اكره اللغة العربية بدليل انني اكتب بها و احب مشاهدة الأفلام المصرية من حين الى اخر الخ من ترفيهي الشخصي.......
لكنني اناقش هنا موضوع المرجعية العربية الإسلامية في سياق استقلال المغرب الشكلي عن فرنسا سنة 1956 حيث ان هذه المرجعية الأجنبية قد صنعت حقل ديني رسمي على أساس العروبة و الإسلام المتحرك بين ما يسمى السلفية الوطنية و بين الوهابية و الاخوان المسلمين من الجهة الأخرى بدون ادنى استحضار للمرجعية الامازيغية الإسلامية التي ساهمت بشكل عظيم طيلة 13 قرن الأخيرة في بناء الاستقلال المغربي عن دولة الخلافة بالمشرق العربي مع توالي تأسيس الامازيغيين للامارات و الدول العظمى على أساس التحالف بين أنظمة الامازيغيين الديمقراطية و المقاصد العليا للشرع الإسلامي.............
لكن حقلنا الديني الرسمي قد ظل لعقود طويلة يهمش هذه المرجعية الاصيلة بالاطلاق و ينسبها الى الجاهلية او الى المؤامرة الاستعمارية للتفرقة و للتنصير كما يعلم الجميع او جلهم الان مع حركية الحركة الامازيغية في ساحات التدافع السياسي او الايديولوجي و في ساحات التنوير الإسلامي كما اسميه أي ان الحقل الديني الرسمي ظل طيلة 70 سنة من الاستقلال لا يريد الاعتراف بان الامازيغية بشموليتها هي الحجر الأساس لبناء الحضارة الإسلامية في دول المغرب الكبير و في دول جنوب الصحراء الافريقية و الاندلس بفضل دولنا الكبرى من قبيل الدولة المرابطية و الدولة الموحدية و الدولة الوطاسية و الدولة المرينية و الدولة السعدية و الدولة العلوية الشريفة لكنها تعيش فوق الأرض الامازيغية من ناحية التاريخ و الحضارة و الجغرافية ................
منذ سنة 1956 قد اعتمدت الدولة المغربية تاريخ رسمي يمجد الاعراب و جزيرتهم حيث انني استحضر هنا عندما كنت في مؤسسة الوردة الرملية لاستقبال الأطفال المعاقين باكادير أواخر تسعينات القرن الماضي و كنت آنذاك طفل صغير بدا شيئا فشيئا يتعلم القراءة باللغة العربية بالصعوبة لكنني كنت افهمها عن طريق السمع بفضل مشاهدة الرسوم المتحركة و نفس الشيء بالنسبة للغة الفرنسية ...
و وقتها كان اول درس للتاريخ للقسم الخامس الابتدائي هو عنوان مثير الان و ليس آنذاك الا و هو الجزيرة العربية قبل الإسلام بمعنى ان الطفل المغربي وقتها يفتتح اول دروسه الرسمية في التاريخ بمجال بعيد عنه من الناحية الجغرافية و من الناحية الحضارية عبر العادات و التقاليد و الدين و الأنظمة الاجتماعية و الأنظمة السياسية ....................
ان الدولة المغربية منذ سنة 1956 قد وضعت تاريخ رسمي يناسب مع شعارها الخالد الا و هو العروبة و الإسلام فقط مع انها لم تطبق الشريعة الإسلامية و حدودها نهائيا بل انها طبقت القوانين الوضعية الفرنسية منذ سنة 1956 الى الان بمعنى ان التاريخ الرسمي للدولة المغربية كان وسيلة أيديولوجية لاحتقار الذات المغربية بكل ابعادها و تعظيم الذات المشرقية بكل ابعادها باعتبارها عرفت نشاة الإسلام و رسوله الاكرم عليه الصلاة و السلام ........................
و من منا لا نتمنى ان يسافر الى مكة المكرمة لاذاء الركن الخامس من اركان الإسلام الا و هو الحج الذي يذكرنا برحلة من الشك الى اليقين التي قام بها سيدينا إبراهيم الخليل لان الله قد امرنا باتباع ملته الخ من هذه المعاني العليا في ديننا الإسلامي الطاهر في اصله ..........
غير ان الاعراب قد جعلوا هذا الدين الحنيف جاهلية قائمة الذات في الخلافة الاموية على الخصوص حيث قتل الاف من المسلمين و منهم اسباط الرسول الاكرم بالطريقة الوحشية و كذلك صحابته و مزق المصحف الشريف من طرف الخليفة يزيد ابن معاوية ابن أبو سفينان و وطئ 1000 امراة من نساء الصحابة داخل مدينة الرسول المنورة و رمي الكعبة المشرفة بالمجانيق و لعن الامام علي ابن طالب كرم الله وجهه و مقامه الكبير لدى الامة الإسلامية قديما و حديثا لان أي مسلم واعي يدرك تام الادراك ان الخلافة الاموية هي ضد اهل بيت الرسول الاكرم عليهم الصلاة و السلام خصوصا و الدين الإسلامي الحقيقي عموما بصريح العبارة...........
لكن رغم ذلك كله فان جل تيارات الإسلام السياسي و فقهاء الوهابية في هذا العصر لا يستطيعون اعتبار بني امية كفار او فساق بصريح العبارة امام عامة الناس في المساجد و في فضائياتهم العابرة للقارات الخ من مصطلحات التكفير و الجاهلية باعتبارهم يتنظرون رجوع الخلافة المسماة بالاسلامية زورا و بهتانا الى حيز الوجود لا قدر الله سبحانه و تعالى بمعنى ان هؤلاء القوم يكذبون على عامة الناس بخرافة سلف الامة الصالح مثل بني امية و بني عباس و بني عثمان
.............
انني اريد الوصول الى نقطة بالغة الأهمية بالنسبة لي الا و هي ان الجاهلية الحقيقية بكل مصطلحاتها و معانيها هي موجودة و اصيلة لدى الاعراب سواء ما قبل الإسلام او ما بعد الإسلام مع تطبيق الشريعة الإسلامية و حدودها لان الجاهلية العربية كما اسميها لم تموت نهائيا بل جددتها الخلافة الاموية في الاسراف في القتل و هتك الاعراض بوقاحة نادرة ليس لها سابقة او لاحقة في تاريخنا الإسلامي العريض و الطويل ثم ان الجاهلية العربية تم إدخالها في فقه الخلافة الإسلامية منذ العهد الاموي الى الان داخل عقول فقهاء الظلام الوهابي و داخل عقول دعاة الإسلام السياسي ..........
الى صلب الموضوع
ليس ما يدل في تاريخ الامازيغيين ما قبل الإسلام ان اجدادنا الكرام كانت لهم جاهلية قائمة الذات على الاطلاق عبر عبادة الاصنام و الأوثان و عبر تحقير المراة كما هو الحال عند الاعراب في جزيرتهم على اعتبار ان الامازيغيين قد امنوا بالديانات الابراهيمية الثلاث من قبيل اليهودية مع موسى عليه الصلاة و السلام و من قبيل المسيحية مع عسى عليه الصلاة و السلام و من قبيل الإسلام بصفته الدين الخاتم بالنسبة لي مع احترام الآراء الأخرى لان الله سبحانه و تعالى قد خلقنا مختلفين في الشكل و في اللون و في الجنس الخ أي ان الله لم خلقنا على الطابع الواحد بل على طبائع مختلفة....................
ان النقاش المثار حول قران برغواطة في هذه الأيام من طرف الأساتذة المحترمين للغاية بالنسبة لي هو نقاش صحي لا ينبغي ان يفهم باعتباره يشكك في اسلام الامازيغيين الراسخ منذ 13 قرن او 14 قرن ادا صدقنا رواية سفر سبعة الرجال من قبيلة ركراكة الامازيغية الى الحجاز أي مكة المكرمة او في المدينة المنورة بغية لقاء الرسول الاكرم و الذي تحدث معهم بلسانهم الامازيغي و هذه الرواية التاريخية على اية حال هي موجودة في المصادر التاريخية قديما و حديثا حيث ان مغرب الاستقلال قد طمس كل هذه الروايات التاريخية لصالح سيادة المرجعية العربية الإسلامية ..............
ان هذا النقاش هو صحي الان لبناء سردية تاريخية وطنية حول مجموعة من الأسئلة الجوهرية مثل كيف اسلم الامازيغ ؟ و في أي عهد بالضبط هل ما قبل الغزو الاموي الوحشي للمغرب او اثناءه الخ؟ و باي حرف ترجم القران الكريم الى اللغة الامازيغية في القرن الثاني للهجرة على يد الدولة البرغواطية كما يقوله المنطق السليم ؟و الله اعلم و ادرى بما كان و بما سيكون في المستقبل...............
و لو أعلنت لا قذر الله انني اتبنى اية فكرة أخرى فسيتم تكفيري مباشرة من طرف عائلتي الكبيرة او من طرف أصدقائي الخ و انتهى الكلام عند هذه النقطة لان أي انسان يفعل ما يؤمن به........................
ان ما اثار استغرابي و غضبي الشديدان من هذا النقاش المثار حول قران برغواطة هو التغييب الكلي و المقصود لاستحضار اسم كبير و عظيم في تاريخ الحركة الثقافية الامازيغية ببلادنا منذ تاسيسها الرسمي سنة 1967 اذ هو يعتبر من مؤسسي للجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي و له اعمال خالدة كتبت بالمداد من الذهب الخالص من قبيل كتاب ترجمة معاني القران الكريم الى اللغة الامازيغية سنة 2003 و كتاب نموذج المقاومة المغربية في دولة برغواطة الامازيغية الذي اشتراه الوالد حوالي سنة 2013 لمكتبتنا المتواضعة في البيت ........
و يتعلق الامر بسيدي الحسين جهادي اباعمران كما اسميه في معظم مقالاتي من باب الاحترام و التوقير له و لمساره الطويل و العريض بصفته أستاذ في التاريخ منذ سنة 1963 و فقيه مغربي الأصول و الفروع باعتباره انتصر للثقافة و اللغة الامازيغيتان طيلة عهد المرحوم الحسن الثاني حيث اعطى 12 سنة من حياته لترجمة معاني القران الكريم الى اللغة الامازيغية في عهد العروبة و الإسلام المتحرك بين ما يسمى بالسلفية الوطنية و الوهابية الدخيلة أي انه عاش في عصر احتقار الامازيغية بشموليتها و فصلها عن الوطنية و عن الإسلام بصفتها مؤامرة استعمارية او بصفتها جاهلية قائمة الذات............
و عندما سافر سيدي الحسين جهادي الى مصر بعد صدور كتاب ترجمة معاني القران الكريم الى اللغة الامازيغية قد اكتشف معلومة نادرة الا و هي في سنة 1912 افتى الازهر الشريف بضرورة ترجمة القران الكريم الى اللغة البربرية في شمال افريقيا أي هذا يعتبر اعتراف تاريخي من المشرق العربي عبر مؤسسة الازهر الشريف باعتباره مؤسسة دينية عتيقة بان هوية شمال افريقيا ليست عربية على الاطلاق بل هي امازيغية أصلا و تاريخا و جغرافية الخ ................
و مما يؤلمني في هذه القصة هو وجود الأستاذ المشهور في الحركة الامازيغية ضمن الأساتذة المحترمين الذين نظموا هذا النقاش المثار حيث استحضر هذا الاخير الذين كتبوا الكتب في العصر الحديث عن الدولة البرغواطية مثل كتاب الأستاذ محمود إسماعيل من مصر سنة 1977 و كتاب اخر بالفرنسية....
لكن مع الاحترام لهذا الأستاذ الذي يتجاهل بشكل كلي ذكر كتاب نموذج المقاومة المغربية في دولة برغواطة الامازيغية لسيدي الحسين جهادي و المتواجد منذ حوالي 12 سنة على اقل و لن اضيف أي شيء اخر باعتباري احترم هذا مقام هذا الأستاذ العزيز لدي ..........................
و على اية حال فانني ادين باشد العبارات تدخل ما يسمى بالمرصد الوطني لمحاربة التطبيع في هذا النقاش البعيد كل البعد عن مجال اهتمامات هذا المرصد الأيديولوجي لأننا نتواجد في المغرب و ليس في غزة..
و كاننا مكتوبة علينا الى قيام الساعة ان نقدس قضايا الشرق الأوسط اكثر مما نقدس قضايانا الوطنية من قبيل الصحراء المغربية و تاريخ المغرب الحقيقي حيث ان الدولة البرغواطية هي خير نموذج للمقاومة المغربية ضد الغزو الاموي الفاجر في فجر الإسلام ببلادنا ....................
و للحديث بقية
توقيع المهدي مالك