العلاقة بين (اليتيمين فى قصة موسى ) وإبن (نوح ).

عثمان محمد علي في الجمعة ١٤ - نوفمبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

العلاقة بين (اليتيمين فى قصة موسى ) وإبن (نوح ).
سؤال مُهم جدا جدا :::: لماذا حفظ الله كنز اليتيمين فى قصة موسى والعبد الصالح ،ولم يستجب لدُعاء نوح لنجاة إبنه والغفران له ..
السؤال نصا ::
السلام عليكم و رحمة الله . أسعد الله أوقاتك دكتورنا الحبيب الغالي دكتور عثمان بكل خير و عافية و بركة .
سؤال بعد إذنك يقول الله تعالى 🙁 إنّ الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرّحمن وُدَّاً ) . ودا بينه تعالى و بينهم و ودا فيما بينهم .فالله تعالى حفظ الكنز للغلامين لأن أبوهما كان صالحا ( يعني كرامة لأبوهما الصالح ) ،ولكن في المقابل مع انّ نوح عليه السلام كان من المرسلين و من أوائل المسلمين فلم يستجب الله تعالى له دعوته بالمغفرة لابنه ،فكيف نفهم هذه المقارنة ؟؟ و لكم كل الشكر؟؟
(وَأَمَّا ٱلۡجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَٰمَيۡنِ يَتِيمَيۡنِ فِي ٱلۡمَدِينَةِ وَكَانَ تَحۡتَهُۥ كَنزٞ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَٰلِحٗا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبۡلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسۡتَخۡرِجَا كَنزَهُمَا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ وَمَا فَعَلۡتُهُۥ عَنۡ أَمۡرِيۚ ذَٰلِكَ تَأۡوِيلُ مَا لَمۡ تَسۡطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرٗا (82الكهف)
 
(وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبۡنَهُۥ وَكَانَ فِي مَعۡزِلٖ يَٰبُنَيَّ ٱرۡكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَٰفِرِينَ (42) قَالَ سَـَٔاوِيٓ إِلَىٰ جَبَلٖ يَعۡصِمُنِي مِنَ ٱلۡمَآءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡيَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَيۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَٰٓأَرۡضُ ٱبۡلَعِي مَآءَكِ وَيَٰسَمَآءُ أَقۡلِعِي وَغِيضَ ٱلۡمَآءُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَٱسۡتَوَتۡ عَلَى ٱلۡجُودِيِّۖ وَقِيلَ بُعۡدٗا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ (44) وَنَادَىٰ نُوحٞ رَّبَّهُۥ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِي مِنۡ أَهۡلِي وَإِنَّ وَعۡدَكَ ٱلۡحَقُّ وَأَنتَ أَحۡكَمُ ٱلۡحَٰكِمِينَ (45) قَالَ يَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَٰلِحٖۖ فَلَا تَسۡـَٔلۡنِ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۖ إِنِّيٓ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡـَٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ (47هود).
==
التعقيب :::
يا ضباح الفل دكتورنا الغالى المُحترم .
القاعدة القرءانية تعظنا وترشدنا لكى نحفظ أولادنا الضعاف الذين نخشى عليهم بعد موتنا هي ما جاءت في هذه الآية القرءانية العظيمة ((وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا)) فعندما يكون الأباء صالحون ومُصلحون،يقولون الحق ،ويشهدون بالحق ،سيحفظ الله جل جلاله أولادهم اليتامى القُصرالصغار إلى أن يبلغوا للُرُشد ويُصبحوا قادرين على التمييز بين الخير والشر، وبين العمل الصالح والعمل الطالح،وبين الإيمان والكُفر.
فهذا ما حدث مع العبد الصالح الذى جاء ذكره في (سورة الكهف ) وإقامته مع موسى عليه السلام لجدار اليتيمين قبل أن ينقض ويُهدم وتتوه معالمه ليُحافظ لهما عليه وعلى ماتحته من كنز تركه أبوهما الصالح لهما .
لكن ماذا فعل اليتيمان بعدما بلغوا سن الرُشد ،هل إستمروا مؤمنين كأبيهم أم لا ؟؟؟؟ الله أعلم
===
أما إبن نوح فكان بالغا راشدا عاقلا مُستقلا مُتحملا لمسئولية نفسه ، وقد إختار هو وأُمه أن يكفرا بالله جل جلاله ،وألا يؤمنا مع نوح عليه السلام بالله الواحد الأحد الفاطر الخالق للكون، وكانا عدوين له ولدعوته وللمؤمنين معه . وبالتالى فهما كانا مسئولين عن أنفسهما ......... وبعدما تيقن نوح من أن إبنه كافر، ولن يؤمن معه لله رب العالمين ،وليس له أن يستغفرالله له ،ولا أن يطلب من الله نجاته والمغفرة له ،وبعد أن نصحه رب العالمين بألا يدعو لإبنه ونهاه عن أن يعود لهذا .لم يعد ولم يدعو له ، وإستغفر ربه جل جلاله عن خطئه.
==
وفى هذا القصص القرءانى العظيم عن موضوع السؤال عظة وعبرة تؤكد على قيمة الأمانة التى التى عرضها المولى جل جلاله على الإنسان وحملها وهى (حُرية الإختيار ) فحُرية الإختيار هى مناط التكليف ، وعليها سيكون الحساب يوم القيامة ، والحُرية لها جانب داخلى قلبى لا يستطيع أن يطلع عليه أحد ولا أن يُكرهك ويُجبرك أحد على تغييره حتى لو كان ما ما تقوله ونا تفعله غير ما تؤمن به وتُسره فى سريرتك ........ فمثلا يستطيع الحاكم وزبانيته وسجونه وسلاسه وأصفاده أن يُرغمك ويُجبرك أن تقول قول الكُفر ،وأن تسجُد له ،,لكن لا يستطيع أن يُغير إيمانك الداخلى بلا إله إلأا الله لو كُنت مؤمنا حتى لو وضعك على رأس صاروخ نووى لينفجر بك .....وهذا هو الجزء الأكبر والأهم فى الحُرية التى سنُحاسب عليها يوم القيامة ...... فإبن نوح كان كبيرا عاقلا راشدا إختار الكُفر بمجض إرادته ، وإختار أن يكون مع القوم الكافرين ، ومعاديا ومُشاقا لله ورسوله (رسالة نوح ) ولنبيه وللمؤمنين (لنوح ومن آمن معه بالله من المؤمنين ) فإستحق الموت غرقا والإهلاك ،والنار يوم القيامة ....
اجمالي القراءات 887