جيكور
بكائية على قبر السياب

محمد سمير في الأربعاء ٠٣ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

            بكائية على قبر السياب
ما أكثرَ الغرباءَ يا سيابُ في ارض الخليجْ !
ذهب الصدى ...
ما عاد يُسمعُ في المدى
أيُّ نشيجْ ...
"إقبالُ" مزقَ نفسَها صاروخُ أبناءِ الرُّعاه
"آلاءُ" رحَّلها الغزاه
"غيلانُ" معتقلٌ يعاني في الفلاه
و الليلُ في "جيكورَ" خيَّمَ ، لم يَعُدْ فيها نهار ْ
و" بويبُ" لوَّثَ ماءَهُ جندُ التتارْ
ما عاد في أرض "الخصيبِ"سوى القذائفِ و المقابرِ و السجونْ
و على المقاهي
في الزوايا
مخبرونْ
يتصيدونْ
حصد الجوائزِ
يحفرونْ
تلك القبورِِ الطافياتِ على بحيراتِ اللهيبْ
***********
(رحل النهار ْ.........
خصلات شعر حبيبتكْ
ما صنتها يا سندباد ُمن الدمارْ
و الريح تصرخ بي...)1 :
فلسطينُ السليبةُ و العراق ْ
رتعت على أرضيهما
زُمَرُ العقاربِ و الأفاعي و النفاقْ
***********
"تمّوزُ" قد فقد الفتيلْ
لا يستطيع النوم في ظل النخيل ْ
تموزُ يبحث عن مُعيلْ
و لقد سمعت بأنهم قد قَطَّعوا أوصال" تموزَ" القتيلْ
***********
أعلمتَ أنَّ تلوثَ الاشعاعِ قد طال الجماجمَ في القبورْ ؟
و تراب قبرك فيه ما يكفي لصنع قذيفة ٍ ؟
ذُرَّ التراب بوجه من يسعى لتفتيت الترابِ
و نهب ما تحت الترابِ
و كسرِ هامات النخيلْ
*****************
ابكيكَ والأوْلى بأن أبكي الخواءَ
الساكنَ الاعرابَ من شطِّ المحيطِ إلى الخليج ْ
لم يبقَ من أشجارهم إلا بقايا البرتقالْ
و شذا الدماءِ النازفاتِ من الثمارْ
شبعت من الدمِّ الرمال ْ
و البرتقالة أصبحت رمانة ً
وضعت أساسات التوازن في اللعب
و اللعبة امتدت و ما ظهرت على الأُفق النهاية .

** إقبال: زوجة الشاعر العراقي الرائد بدر شاكر السياب رحمه الله
    آلاء: ابنة السياب
    غيلان: ابن السياب
    جيكور: مسقط رأس السياب تقع في منطقة ابو الخصيب قرب البصرة
    بويب: نهر صغير يمر في القرية                                                                                           1 : اقتباس من قصيدتي( رحل النهار و غريب على الخليج ) للسياب

اجمالي القراءات 4468