نقد لكتاب الحديث النبوي، السنة الثالثة متوسط، تنسيقية المعاهد الثلاثة الحياة، عمي سعيد،
الإصلاح.
كتاب الحديث النبوي السنة الثالثة متوسط، إعداد: الشيخ بلحاج قاسم بن محمد بن بكير، ابن الشيخ بالحاج بن إبراهيم بن بالحاج، حريز مصطفى بن محمد بن الحاج بكير، جهلان محمد بن بكير بن محمد، حميد أوجانة مصطفى بن محمد بن إبراهيم.
عزمت بسم الله.
جاء في مقدمة الكتاب:
إن الحديث الشريف هو كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي أُنزل عليه القرآن، فكان كلامه كله
خدمة وتفسيرا بمراد الله في كتابه الكريم، وهو القائل عز وجل: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا
نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. النحل 44. إذًا، فمهمة الحديث النبوي هي شرح كلام الله، وتبيان
معانيه، بالإضافة إلى أنه المصدر الثاني للتشريع الذي تستمد منه الأحكام والأخلاق الحميدة بعد
القرآن.
التعليق:
. إن سياق الآية مقطوع، لذلك لا يمكن فهم معنى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) وسياق الآية يبدأ من قوله سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ* بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. النحل 43/44. بهذا يمكن للناس أن يفهموا معنى (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ). لأن ما نزِّل على الرسل من قبل هو توحيد الله تعالى وحده لا شريك له، والعمل الصالح، يكون بداية من اتباع ما أنزل الله تعالى على الرسول.
. هل البيان يكون فيما أنزل الله تعالى في القرآن، أم يكون مما يتلفظ به النبي من خارج القرآن؟ لأن الله تعالى علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، معنى هذا أن بيان القرآن متاح لكل الناس. يقول سبحانه: الرَّحْمَنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ* خَلَقَ الإِنسَانَ* عَلَّمَهُ الْبَيَانَ. الرحمان 1/4. أي أن الله تعالى قد علم الإنسان البيان.
. هل بيان الرسول يكون لما أُنزل عليه من الذكر، أم يكون بيانه من خارج القرآن؟
لأن الله تعالى أخبرنا فقال: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ.
النحل 89. فالكتاب نفسه تبيانا لكل شيء، ويحتاج إلى متدبر مخلص مؤمن بوحدانية الله تعالى وبما أنزل سبحان من كتاب.
. بالنسبة لقولكم: (بالإضافة إلى أنه المصدر الثاني للتشريع). هل يوجد شريك مع الله تعالى في
التشريع؟
. أقول: إن الله تعالى يقول: قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ* قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ (به بالقرآن) مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ. الأنعام 56/57. ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ. الأنعام 62. أنظر، يوسف 40 و67. وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. القصص 70. قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا. الكهف26.
. هل بعد هذه الآيات البينات يمكن أن نعتقد أن هناك مصدرا ثاني للتشريع مع الله؟ كما أن الله
تعالى أحد صمد لا شريك له، فحديثه كذلك لا يمكن أن يكون له شريك أو مشرع معه!
في نفس الصفحة جاء فيها: ولقد جاء هذا الكتاب (الحديث) ليقدم دفعا قويا وسندا
للمدرسين والطلبة في المعاهد الثلاثة، وغيرها لمن أراد الاستفادة منه. ليقدم صورة لقدوتنا محمد
صلى الله عليه وسلم من خلال دروس مختارة في الأخلاق الشرعية، وقد روعي فيها المرحلة
العمرية للطالب، وفق منهجية مدروسة هدفها تنشئة طالب علم مؤمن بربه، متبعٍ لسيرة نبيه، داع
إلى دين ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، فهو مشروع مصلحٍ وداعية، وليس مجرد حامل علم.
التعليق:
. هل باتباع (الحديث) الذي كَتبَتْه أيدي البشر، وأكثره يتناقض مع أحسن الحديث؟ هل
يمكن أن ينشئ جيلا من طلبة العلم مؤمنين برب واحد لا شريك له في ملكه؟ أم أن كتب الحديث
التي تنسب إلى قول النبي، أكثرها افتراء على الله تعالى ورسوله، يمكن أن تنتج مشروع مصلح
وداعية؟ فإن طالب العلم العاقل الذي يفكر، سيحتار بين أحسن الحديث المنزل من عند الله تعالى، وما يتعلمه من كتب الحديث، المختلفة المتناقضة مع أحسن الحديث المنزل من عند الله تعالى، لأنه سيجد في الحديث المنسوب إلى النبي، الاختلاف الكثير كما أخبرنا الله تعالى بذلك فقال سبحانه: أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا. النساء 82. ولم يقل سبحانه: (أفلا يتدبرون القرآن والحديث). لأن الله سبحانه أنزل كتابا واحدا ختم به الرسالات السابقة وجعله المهيمن عليها كلها، لأنه الكتاب المنزل للعالمين وللناس جميعا. اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ* نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ* مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ. آل عمران 2/4. مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا. النساء 79. وأرسلناك للناس رسولا مبلغا، وليس مشرعا مع الله تعالى.
قبل خاتمة المقدمة جاء فيها كلام جميل: هذا عمل إنساني، ينتظر ملاحظاتكم واقتراحاتكم لنرتقي
به درجات الكمال.
التعليق:
وهذا ما جعلني أسطر هذه التعليقات النابعة من قلب مؤمن موقنٍ بيوم الحساب، حيث سوف
يحاسب الله تعالى جميع خلقه، يقول سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا
نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ. سورة ص 26. وسبيل الله هو الصراط المستقيم وهو القرآن الكريم. وما إنشاء
أعداء الله تعالى من المشركين والمنافقين والكفار للمصدر الثاني بعد وفاة النبي، إلا ليضلوا الناس
عن سبيل الله وصراطه المستقيم، بمعية الشيطان الذي أخبرنا الله تعالى عنه فقال: قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم* ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين. الأعراف 16/17. والآية التالية حكم الله تعالى على الشيطان، ومن تبعه ليملأن الله سبحانه منهم جهنم أجمعين. قال اخرج منها مذؤوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين. الأعراف 18.
الصفحة 6 جاء فيها: الوحدة الأولى، أدبي مع ربيورسولي.
في نهاية الوحدة أكون قادرا على:
إدراك معنى الرضا بالقضاء والقدر، وثمرته، ومعرفة وعيد سُخطهما، ومعرفة معنى الافتراء
على الله تعالى والرسول (ص) ومعنى سب الدين، والمجاهرة بالمعصية، ومعرفة بعض صورها،
واستشعار عظم إثمها، وآثارها على الفرد في الدنيا والآخرة.
التعليق:
. لماذا (أدبي مع ربي ورسولي)؟ إذا كان القصد (برسولي) هو القرآن فهذا صحيح في نظري، أما إذا كان يُقصد به الرسول النبي البشر، فهذا غير معقول في نظري أيضا.
. ألا تكفي هاتان الآيتان لترسيخ الرضا بقضاء الله تعالى وقدره؟
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا. الأحزاب 36. طاعة الرسول النبي في حياته واجبة، أما بعد موته فيكون الرسول هو القرءان وهي (الرسالة) التي ستبقى إلى يوم الدين، إذا قضى الله تعالى ورسوله أمرا، بمعنى أن الرسول لا يمكنه أن يحيف عن أمر الله سبحانه، لأن الرسول النبي يبلغ عن ربه وليس مشرعا مع الله تعالى، وليس له من الأمر شيء. لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ. آل عمران 128.
مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا
مَّقْدُورًا. الأحزاب 38.
الصفحة 7 جاء فيها: عن الربيع بن حبيب قال: بلغني عن عبادة بن الصامت، قال رسول الله
(ص) (إنك لن تجد ولن تؤمن، وتبلغ حقيقة الإيمان حتى تؤمن بالقدر خيره وشره أنه من الله) قال:
قلت كيف لي أن أعلم خير القدر وشره؟ قال: (تعلم أن ما أخطأك ما كان ليصيبك، وما أصابك ما
كان ليخطئك، فإن مت على غير ذلك دخلت النار).[1]
التعليق:
. قال رسول الله عن الروح عن ربه: مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ
وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا. النساء 79. ألا يكفي أحسن الحديث هذا؟
. بالنسبة لرواية الربيع بن حبيب، لي عليها ملاحظتان مهمتان:
ــــــ قال الربيع بن حبيب: بلغني عن عبادة بن الصامت.
فهل الربيع بن حبيب صحابي مثل عبادة بن الصامت وعاشا في زمن واحد؟ طبعا لا، فلماذا قال
الربيع بن حبيب (بلغني عن عبادة بن الصامت؟ ولم يذكر الذي بلغه، أليس هذا تدليسا وافتراء؟
ــــــ لو كان الربيع بن حبيب قد عاش في الزمن الذي عاش فيه عبادة بن الصامت لروى الحديث
عن النبي مباشرة، كما هو وارد، أليس كذلك؟
في نفس الصفحة قال جابر بن زيد: بينما رسول الله (ص) جالس مع أصحابه إذ أتاه آت حسن
الوجه طيب الرائحة، فقال: أأدنوا منك يا رسول الله؟ قال: (نعم)، فدنا منه فقال له: ما الإيمان؟ فقال
له عليه السلام: " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره أنه من
الله " فقال: صدقت...[2]
التعليق:
. هل جابر بن زيد صحابي وكان في المجلس مع الصحابة ليروي هذه الرواية؟ طبعا لا، لأنه ولد
بين سنة 18 و22 للهجرة [3] أي بعد وفاة النبي بأعوام كثيرة! وتوفي سنة 93 في نفس الأسبوع الذي توفي فيه أنس بن مالك، وقد مات هذا الأخير في عام 93 ه، بينما يرى البعض الآخر أنه توفي عام 103 ه.
. هل الربيع بن حبيب عاصر جابر بن زيد؟ طبعا لا. لأنه ولد حسب بعض المصادر بين 75/80
للهجرة،[4] فكيف يروي عن عبادة بن الصامت وجابر بن زيد؟
الصفحة 8 جاء فيها: الإيمان بالقضاء والقدر واجب لأنه من أصول الدين، وركن من أركان
الإيمان، والأدلة على وجوب الإيمان بهما كثيرة، فمن القرآن (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ
مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) التوبة 51. ومن السنة ما ورد في الأحاديث السابقة. وعليه
فإن من تمام الإيمان الرضا بما قضاه الله تعالى، وقدره على عبده.
التعليق:
. ألم تكف آية التوبة 51؟ إليكم المزيد، قال رسول الله عن الروح عن ربه:
يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ* وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَقْضُونَ
بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. غافر 19/20.
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا. الأحزاب 36.
في نفس الصفحة جاء فيها: عن أبي هريرة، قال رسول الله[5] (ص) أحرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله ما شاء فعل، إن لو تفتح عمل الشيطان.[6]
التعليق:
بدلا من هذه الرواية الظنية، فقد قال رسول الله عن الروح عن ربه: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي
الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا
فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ. الحديد 22/23.
مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ* وَأَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ* اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ
الْمُؤْمِنُونَ. التغابن 11/13. أنظر كذلك الشورى 30، البقرة 156. وغيرها. وعلى الله فليتوكل
المؤمنون...
الصفحة 9 جاء فيها: 5. كيف تفسر الظواهر الغريبة التي برزت في المجتمع المسلم، كالاكتئاب
والعقد النفسية والانتحارات؟ وما هي الحلول التي تراها مناسبة لعلاج مثل هذه الظواهر؟
التعليق:
. أولا جشع الناس وطمعهم في اكتساب متاع الحياة الدنيا بأية طريقة، وتدني مستوى الإيمان باليوم
الآخر وعدم الاعتقاد اليقيني بيوم الحساب، هذا من جهة، وهو الأهم.
. عدم تدبر كتاب الله تعالى الذي هو نور وهدى للمتقين. (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ...) البقرة 2/3.
حتى لا يستحوذ عليهم الشيطان فينسيهم ذكر الله تعالى، فينسوه وينساهم الله سبحانه. أنظر المجادلة 19. والحشر 19. التي حذر الله تعالى العباد فقال سبحانه: ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أولئك هم الفاسقون.
. اشتغال رجال الدين بما كتبت أيدي البشر وتبليغه للناس على أنه دين الله تعالى، بينما معظم ما
كُتب من روايات عن النبي أكثرها افتراء على الله تعالى ورسوله، فابتَعدُوا عن نور الله الذي لا
يؤتيه الله الظالمين، (المشركين). قال رسول الله عن الروح عن ربه: أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ
فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ* اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ
الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ
اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ. الزمر 22/23.
. مثال من كتاب البخاري الذي أورد هذه الرواية المؤذية للنبي ذي الخلق العظيم: وَفَتَرَ الْوَحْيُ
فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ
شَوَاهِقِ الْجِبَالِ فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ
اللَّهِ حَقًّا فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ فَإِذَا أَوْفَى
بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. البخاري ج 21 ص 329. المكتبة الشاملة.
وهذه الرواية التي أوردها البخاري افتراء على النبي أيضا، والله أعلم مقصده من إخراجها. 5333 –حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ
نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ
يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ
فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا. الشاملة. صحيح البخاري - (ج 18 / ص 74) المكتبة الشاملة.
الصفحة 10. جاء فيها: سأل طالب زملاءه في الفسحة عن حكم قضية فقهية، فاندفع أحدهم إلى
الجواب بأن الله تعالى أجازه، وقاطعه آخر بأن الرسول (ص) حرمه...
التعليق:
في نظري إذا كان الأول الذي قال: (بأن الله تعالى أجازه)، واستدل بآية من القرآن، فهو على
صواب، أما الثاني الذي قال: (بأن الرسول حرمه) فهو مخطئ، لأن الرسول لا يمكنه أن يحرم أو
يحل شيئا أبدا، والدليل تأنيب الله تعالى له في سورة التحريم، يوم حرم ما أحل الله تعالى. يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. التحريم 1.
وقد أوردتم في الكتاب الآية 68 العنكبوت التي تبين. (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ
بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ).
الصفحة 11 جاء فيها: إن الافتراء كله حرام، والله عز وجل حكم على المفتري عليه بالكفر، وبانه
أشد ظلما، وجعل مصيره إلى جهنم، قال الله تعالى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا). الكهف
15. وبما أن الرسول (ص) يبلغ رسالات ربه فمن افترى عليه فقد افترى على الله تعالى، لذا
يلحقه نفس الحكم والوعيد.
التعليق:
. ما بال الروايات التي دونت في كتب (الصحاح) والمقررات التي تُدرس للطلبة دون أدنى تحقيق أو عرضها على القرآن، فإن وافقته فالقرآن أولى بالاتباع، وأما إذا تعارضت معه فعرض الحائط أولى بها.
. مخلد بن عبد الواحد أبو الهذيل البصري: روى عن حميد الطويل وعلي بن جدعان وعنه مكي
بن إبراهيم والناس قال بن حبان: منكر الحديث جداً. لسان الميزان ج 3 ص 9/8. المكتبة
الشاملة. أنظر: كتاب الضعفاء ج 1 ص 103. المكتبة الشاملة.
هذا، مكي بن إبراهيم الذي رويتم حديثه، وروى عنه البخاري فقد كان يروي عن منكر الحديث
جدا!!!
106 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ. صحيح البخاري - (ج 1 / ص
188) المكتبة الشاملة.
في نفس الصفحة جاء فيها: في الآية والحديث بعض مظاهر الافتراء، استخرجها، وهل هناك
مظاهر أخرى؟
التعليق:
. هل توجد لديكم آية من القرآن فيها بعض مظاهر الافتراء؟؟؟ لماذا قلتم: (في الآية والحديث؟)
. أما في الحديث المنسوب إلى النبي فأكثره افتراء على الله ورسوله، وفي نظري لقد افترى
المنافقون والمشركون على النبي ما لم يُفتر على غيره من الأنبياء، حسدا من عند أنفسهم. (حَسَدًا
مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ). البقرة 109.
الصفحة 14 جاء فيها: ومن أشد الأحكام الواقعة على سابِّ الله والدين ما روي عن ابن عباس أنه
قال: أيما مسلم سبَّ الله أو سب أحدا من الأنبياء فقد كفر برسول الله، وهو ردة يستتاب فإن تاب
وإلا قتل.[7]
التعليق:
. أنا أبدأ بأحسن الحديث كتابا الذي قال فيه الله سبحانه: وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ
اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ.
الأنعام 108.
. لم يحكم ملك يوم الدين على الذين يسبون الله سبحانه بالقتل في الدنيا، إنما مرجعهم إلى ربهم
فينبئهم بما كانوا يعملون.
. ما ورد في كتاب شرح النيل وشفاء العليل للشيخ اطفيش، أن يستتاب الذي سب الله تعالى فإن
تاب وإلا قتل. ليس بغريب عن كتاب شرح النيل، الذي جاء فيه: فَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ:
وَيْحَك، مَا قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ؟ وَمَا الْحَجُّ بِغَيْرِ عِلْمٍ؟ وَمَا الْجِهَادُ بِغَيْرِ عِلْمٍ؟ أَمَا بَلَغَك أَنَّ السُّنَّةَ
تَقْضِي عَلَى الْقُرْآنِ؟ وَالْقُرْآنَ لَا يَقْضِي عَلَى السُّنَّةِ} وَالْقَضَاءُ التَّبْيِينُ وَالتَّخْصِيصُ.[8]
في نفس الصفحة 14 جاء فيها: تدبر: عن أبي هريرة، أن رسول الله (ص) قال: (قال الله عز وجل
يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار) أخرجه البخاري.
التعليق:
بما أنكم استشهدتم بهذه الرواية أن الله تعالى قال: (قال الله عز وجل يؤذيني ابن آدم يسب الدهر).
فأرجوكم دلوني على هذه الآية في القرآن، لأني لم أجدها، ولأن الرسول لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وقرءان يُتلى.
. ثم هل الله عز وجل يمكن أن يؤذيه مخلوق؟؟؟ لأنه سبحانه يقول: وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ
يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ. الأنعام 133.
. إليكم رواية البخاري التي تستدلون بها:
4452 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا
الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ. صحيح البخاري - (ج 15 / ص 50) المكتبة الشاملة.
ثم الرواية الثانية بنفس الرواة لكن باختلاف في المتن!
6937 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ
أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ. صحيح البخاري - (ج 23 / ص 10) المكتبة الشاملة.
. في الرواية الأولى نُسب القول إلى (الرسول) وفي الرواية الثانية نُسب القول إلى (النبي). وهناك
فرق شاسع بينما ينطق به الرسول، وبينما يتلفظ به النبي، فالرسول عندما ينطق إنما ينطق بالوحي. وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى. 3/4. ولا دخل له فيما ينطق به من الوحي، أما عندما يتلفظ النبي، فهو يتحدث مثل كل البشر ومُحاسب على ما يتلفَّظ به مثل كل الناس.
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ. سورة ق. 18.
جاء في نفس الصفحة 14: التعامل مع الساب لله تعالى والدين:
إن من سب أو استهزأ بالله عز وجل أو الدين أو النبي (ص) فعلينا: الإنكار على هذا الساب، لأن
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الناس واجبان شرعيان، فإن لم يستطع فيلزمه مغادرة ذلك المجلس وإلا كان مشاركا في الوزر.
التعليق:
يقول سبحانه: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ* إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ* الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ. الحجر 94/96.
يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا
تَحْذَرُونَ* وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ.
التوبة 64/65.
الصفحة 16 بالنسبة للكتاب، لأنه من المفروض أن تكون الصفحة 15. جاء فيها:
ومن أحكام المرتد:
. أنه ينبه على فعله الشنيع ويستتاب، فإن تاب خلي سبيله.
. إن لم يتب وأصر على سبه لله ولدينه يحكم عليه بالقتل من قبل القاضي الشرعي.
. إن لم يتب، وأصر لا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يصلى عليه، وتحبط جميع أعماله الصالحة.
التعليق:
عجيب أمركم، كيف تحكمون على المرتد بالقتل (بغير حق) لأن قتل النفس لا تكون إلا بالحق، أما
المرتد فقد تولى الله تعالى الحكم عليه فقال سبحانه: وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن
قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا. الإسراء 33. وقال
تعالى: وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ
أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. البقرة 217. هذا هو حكم الله تعالى على المرتد، وأهم من ذلك كله فرحمة الله وسعت كل شيء وهو الأحد الذي سيحكم على عباده، لأنه العليم بما تخفي الصدور. إذ يقول سبحانه عن الكافر المصر إصرارا على الكفر: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً. النساء 136/137. ويدخل في هذا الحكم الرباني كل من هجر كتاب القرآن والكتب المنزلة من قبل.
وحسب هذه الآية الخطيرة، فأكثر المسلمين غير مؤمنين بل مشركين، والدليل قول الله تعالى: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ. يوسف 106. قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ. الحجرات 14.
في نفس الصفحة 16 وهي 15 حسب ترتيب الكتاب، جاء فيها:
كيف يسب المسلم ربه وهو يتنعم بنعمه.؟
التعليق:
في الحقيقة هذا أمر محير جدا، لأن غير المسلمين لم نسمعهم أبدا يسبون الله تعالى، بل إذا غضب أحدهم فإنه يقول: الرب الكريم (Bon Dieu)، أما المنتمين إلى الإسلام أكثرهم مع الأسف، من أجل شيء تافه تجده يسب الله والدين ويكفر بالرحمان، بطريقة تهتز منها الجبال التي منها ما تهبط من خشية الله تعالى. يقول سبحانه: ... وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا
يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ. البقرة 74.
الصفحة 15 حسب الكتاب، وهي من المفروض أن تكون رقم 16. جاء فيها: رقم الرواية:
5608 – عن أبي هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا
الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا
فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ.
صحيح البخاري - (ج 19 / ص 15) المكتبة الشاملة.
التعليق:
بغض النظر عن جرح وتعديل رواة هذه الرواية، خاصة المحدث الأكثر أبو هريرة. إلا أني
أتساءل:
. هل هذه الرواية تحذر من المجاهرة بالمعاصي، أم تشجع على المعاصي، لكن خفية؟
. إذا كان الجواب، نعم تحذر من المجاهرة بالمعاصي، ففي نظري، هناك خلل في بداية الرواية،
ويمكن أن تُفهم بأنها تشجع على ارتكاب المعاصي، لكن دون المجاهرة بها، لأن القول الذي نسب
إلى النبي يقول: (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى، إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ) بمعنى أن من يقترف إثما ولا يجاهر به فهو
معافى، بمعنى أعص الله شريطة أنك لا تجاهر بالمعصية! فما قولكم؟
في نفس الصفحة 15 حسب الكتاب، وهي من المفروض أن تكون رقم 16. جاء فيها:
أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ
فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ.[9]
التعليق:
الرواية الكاملة من موطأ مالك هي:
1299 - حَدَّثَنِي مَالِك عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ رَجُلًا اعْتَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَوْطٍ فَأُتِيَ بِسَوْطٍ مَكْسُورٍ فَقَالَ فَوْقَ
هَذَا فَأُتِيَ بِسَوْطٍ جَدِيدٍ لَمْ تُقْطَعْ ثَمَرَتُهُ فَقَالَ دُونَ هَذَا فَأُتِيَ بِسَوْطٍ قَدْ رُكِبَ بِهِ وَلَانَ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجُلِدَ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ
الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ.
موطأ مالك - (ج 5 / ص 188) المكتبة الشاملة.
. من الذي حدث مالك؟
. هل الرسول حكم على الزاني بالجلد قبل نزول سورة النور أم بعدها؟
. كيف يقال إن الرسول يأمر بالاستتار من هذه القاذورات (الزنا) وغيرها من الفواحش؟
. بينما الله سبحانه ينهى القرب من الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
. قال رسول الله عن الروح عن ربه: ... وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ... الأنعام 151.
. فهل مثل هذه الروايات المتناقضة مع أحسن الحديث تنشئ جيلا تقيا يؤمن ويخشى الله تعالى
بالغيب؟
الصفحة 17 جاء فيها:
عن عمران بن حصين: أن النبي (ص) قال: في هذه الأمة (خسف ومسخ وقذف) فقال رجل من
المسلمين يا رسول الله ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور.[10]
التعليق:
. بحثت عن الرواية في سنن الترمذي فوجدتها بغبر السند والمتن الذي جاء في الكتاب، ووجدت
مثلها في سنن ابن ماجة، لكن كذلك ليس بالسند ولا بالمتن الذي ورد في الكتاب، لأن في الكتاب
زيادة لا أدري مصدرها، لأني لم أجدها في المتون الثمانية وهي قولهم: (فقال رجل من المسلمين يا
رسول الله ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور). ربما كانت إضافة
من لجنة التأليف، فأرجو إفادتنا بمصدر تلك الزيادة إن لم تكن إضافة من عندهم.
4050 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَهْلِ
بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ.
سنن ابن ماجه - (ج 12 / ص 73 و75 المكتبة الشاملة. وفي مسند أحمد ج 13 ص 273
المكتبة الشاملة.
4051 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ إِنَّ فُلَانًا يُقْرِئُكَ السَّلَامَ قَالَ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ فَإِنْ كَانَ قَدْ أَحْدَثَ فَلَا تُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَكُونُ فِي أُمَّتِي أَوْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ وَذَلِكَ فِي أَهْلِ الْقَدَرِ.
سنن ابن ماجه - (ج 12 / ص 74) المكتبة الشاملة.
2078 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ قَالَ
حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّ فُلَانًا يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ فَقَالَ لَهُ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ
فَإِنْ كَانَ قَدْ أَحْدَثَ فَلَا تُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَكُونُ فِي
هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوْ فِي أُمَّتِي الشَّكُّ مِنْهُ خَسْفٌ أَوْ مَسْخٌ أَوْ قَذْفٌ فِي أَهْلِ الْقَدَرِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ وَأَبُو صَخْرٍ اسْمُهُ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ. سنن الترمذي - (ج 8 / ص 48) المكتبة الشاملة.
في نفس الصفحة 17 جاء فيها: للمجاهرة بالمعصية أثار عديدة منها:
. تعاقب المصائب على صاحبها وعلى المجتمع إن لم يأخذوا بيده.
. المعيشة الضنك والذل المرهق، وهوان العصي عند ربه والناس.
. انعدام الأمن وكثرة الجرائم، وانتشار الفواحش.
التعليق:
كل ما ورد الجواب عنه هو: لأن المسلمين اتخذوا القرآن مهجورا، وأعرضوا عن ذكر الله فسلط
الله تعالى عليهم الذل والمعيشة الضنك. يقول سبحانه: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً
ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. طه 124.
الصفحة 20 جاء فيها: أبو عبيدة قال: بلغني عن ابن مسعود قال يا رسول الله (ص) إياكم والحسد
والظن والبغي، فإنه لا حظ في الإسلام لمن فيهن إحدى هذه الخصال.[11]
التعليق:
أولا. ابن مسعود صحابي من الأوائل الذين أسلموا، فهل أبو عبيدة هو الآخر صحابي؟
ثانيا. لماذا قال أبو عبيدة (بلغني) ولم يذكر من الذي بلَّغه، أليس لأنه عاش في زمان غير زمان
ابن مسعود؟ ألا يعتبر هذا نوعا من التدليس؟
في نفس الصفحة 20 جاء فيها: أبو عبيدة عن جابر عن أنس بن مالك قال رسول الله (ص) لا
تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق
ثلاث.[12]
التعليق:
بما أن هذه الخصال الدنيئة لا تزال موجودة بين المسلمين، لأنهم لم يعتصموا بحبل الله تعالى الذي
يقول: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ
قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا... آل عمران 103. والسبب في تباغض وتحاسد وتتابر المسلمين
عن بعضهم بعضا هو حيفهم عن أوامر الله تعالى واستمساكهم بلهو الحديث الذي أضلهم عن الصراط المستقيم، لأنهم اتبعوا أقوال البشر وما كتبت أيديهم، فضلوا وأضلوا كثيرا، وضلوا عن سواء السبيل.
جاء في نفس الصفحة:
. قول الشيخ السالمي الذي قال: وأما الحسد فهو كبيرة من الذنوب، فالواجب على كل مؤمن أن
يترك الحسد.
. نهانا النبي (ص) في الحديث عن أمور، وأمرنا بأخرى، فما هي؟
. بين حكم الحسد من خلال الحديث وقول الشيخ السالمي.
التعليق:
. من أين جاء الشيخ السالمي بأن الحسد كبيرة من الذنوب؟ وهل للشيخ السالمي الحق في تصنيف
الذنوب والكبائر؟
. هل النبي مُبلغ لرسالة ربه، أم له الحق في التشريع مع الله تعالى؟ لأن الله تعالى قال له آمرا: يَا
أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ
اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ. المائدة 67.والرسالة التي كُلف بها الرسول تبليغها للناس هي القرآن لا غير.ولنا في أحسن الحديث ما نستعيذ به من شر الحاسد إذا حسد. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ. الفلق 1/5.
أما الروايات الظنية التي أوردت في الكتاب لن تنفع المؤمن، إذا لم يمتثل لرسالة الله تعالى التي
بلَّغها الرسول وهي (القرءان)، لأن الرسول يوم الفرقان سوف يتبرأ من قومه الذين هجروا القرآن واتبعوا ما كتبت أيدي البشر. وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا* وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا* وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا. الفرقان 27/31.
. الحسد في نظري، داء يصيب ضعاف الإيمان بقضاء الله تعالى وقدره، لأن الحاسد ينظر إلى ما
أنعم الله تعالى على غيره من النعم، فيتحسر من عدم امتلاكه لمثل تلك النعم، ومثال ذلك امتناع
إبليس الذي كان من كبار الملائكة، لكنه امتنع عن السجود لآدم لمَّا أُمره الله تعالى، فكان ذلك الامتناع كبرياء وحسدا لكرم الله تعالى للبشر الذي خلقه من طين، ظنا منه أن النار التي خُلق منها
أفضل من الطين. قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ. الأعراف 12.
الصفحة 22 جاء فيها: قال الله تعالى: وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً
حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ. البقرة.
التعليق:
. في هذه الآية خطأ مطبعي في الآية وهو: (لو يردوكم منم) وتكرر ذلك في (أنفسهم منم). أرجو
تصحيح الآية وشكرا.
. في نفس الصفحة: جاء فيها: متى يكون الحسد الذي هو تمني زوال النعمة من الإنسان جائز؟
التعليق:
. هل يوجد حسد وتمني زوال النعمة عن إنسان جائز؟ غريب هذا السؤال!في نظري هدمتم كل
دروس اجتناب الحسد بهذا السؤال.
الصفحة 23 جاء فيها: عن ابن مسعود قال رسول الله (ص): ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا
الفاحش ولا البذيء.[13]
التعليق:
قال رسول الله عن الروح عن ربه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ* يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. الحجرات 10/12.
ألا تكفي هذه الآية من أحسن الحديث، وشرحها للطلبة في الكتاب؟
الصفحة 24 جاء فيها: إن لعن المسلم المصون حرام بإجماع المسلمين، ومن سب مسلما فقد فسق،
أما لعن غير المعين من الكفار والمسلمين العصاة المتصفين بالأوصاف الذميمة فجائز، كقولك: لعن الله الظالمين، والكافرين، والفاسقين، ونحو ذلك. وقد ورد عن النبي (ص) أنه لعن آكل الربا، ولعن المخنثين، والمترجلات، ولعن من لعن والديه، ومن عمل، عمل قوم لوط،...إلخ.
التعليق:
اللعن في نظري يكون على الذين كفروا بالحق لما جاءهم، والذين شهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات، لكنهم كفروا بها واتبعوا الظن من القول، مما نسب افتراء على الرسول الذي لم يبلغ إلا ما أُنزل إليه من ربه وهو القرآن المحفوظ لا غير، ولن يحاسبنا الله تعالى إلا على الكتاب المنزل وحيا.
قال رسول الله عن الروح عن ربه: وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ* وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ. البقرة 88/89.
كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. آل عمران 86/87. وغيرها الكثير من الآيات تبين أن اللعن يكون من الله تعالى فقط للمعتدين الذين كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق، والرسول الحي الموجود بيننا اليوم هو (القرءان). هناك آيات كثيرة تؤكد ذلك. وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ. الأنبياء107.
فهل للمخلوق القدرة على معرفة ما تخفي صدور الناس؟ حتى يفرق بين المسلم المؤمن من غيره.
ألم يقل الله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ. البقرة 83.
الصفحة 29 جاء فيها: حكم الكذب: عن عبد الله بن مسعود عن النبي (ص) قال...إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا.[14]
التعليق:
ما مصير من يروي روايات ظنية كتبتها أيدي بشر، كذبا وافتراء على الله ورسوله، وينقلها في
المقرات التعليمية للأجيال، دون أدنى تمحيص أو تثبت؟؟؟ قال رسول الله عن الروح عن ربه:
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ* فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ
يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ.
البقرة 78/79.
الصفحة 31 جاء فيها: احذر! إن ما يسمى بكذبة إبريل، لا يسوغ شرعا ولا عقلا لمسلم أن يأتي
بها، لحرمة الكذب في كل الشرائع ومقبحة في جميع الطبائع، بجانب ما فيها من انحراف المسلك
وراء عادات الآخرين، فإن هنالك سببا آ خر لمضاعفة وزرها وهول فحشها وهو ما تسببه من
إزعاج الناس، وترويعهم بغير حق، وكفى به إثما مبينا.[15]
التعليق:
في نظري، الذين يحتفلون بكذبة إبريل، قد اتخذوا يوما معلوما من كل عام في أول إبريل، للمزاح
كذبا عن بعضهم البعض، للمداعبة وخلق جو الابتسامة بدون مغالاة وتحويلها إلى ضرر بالغير، وبانتهاء اليوم ينتهي كذبهم.
أما المسلمون، وخاصة رجال الدين فهم يكذبون على الله تعالى ورسوله طول العام، يوردون روايات فيها أحكام تخالف النص القرآني وأحكام الله تعالى، فهل هذا يسوغ شرعا وعقلا؟ رغم أن الله تعالى قد توعد الذين يكذبون على الله تعالى ورسوله واعتبرهم من المجرمين.
قال رسول الله عن الروح عن ربه: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ. يونس 17. وآيات كثيرة تذم الكذب على الله ورسوله وتحذرهم من الوعيد. وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ. هود 18.
الصفحة 33 جاء فيها: قال الربيع: قال أبو عبيدة: رغب الرسول (ص) في زيارة القرابة وعيادة
المرضى، وقال: لو علمتم ما فيهما من الأجر ما تخلفتم عنهما، والله يكتب بكل خطوة من ذلك عشر
حسنات.[16]
التعليق:
أليس هذا من الكذب على الرسول؟ لأن أبو عبيدة مسلم لم يولد إلا بعد وفاة النبي بحوالي 35 عام،
لأنه ولد حسب ترجمته حوالي 45 هجرية، فكيف يروي عن الرسول!!؟؟
نفس الصفحة جاء فيها: حكم عيادة المريض.
عن أبي هريرة أن النبي (ص) قال: حق المسلم على المسلم ست، قيل: ما هي يا رسول الله؟ قال:
إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصحه، وإذا عطس فحمد الله فسمِّته، وإذا
مرض فعده، وإذا مات فاتبعه.[17]
هذه هي الرواية الكاملة:
4023 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ قَالُوا حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ عَنْ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ. صحيح مسلم - (ج 11 / ص 127) المكتبة الشاملة.
4022 - حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ رَدُّ السَّلَامِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ كَانَ مَعْمَرٌ يُرْسِلُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ الزُّهْرِيِّ وَأَسْنَدَهُ مَرَّةً عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
صحيح مسلم - (ج 11 / ص 126) المكتبة الشاملة.
التعليق:
هاتان الروايتان متشابهتان، لكن مختلفتان في المتن والسند، رغم أنها عن الراوي المكثر للحديث
أبو هريرة، الذي لم يعش مع النبي إلا حوالي عامين وبضعة أشهر، لأنه أسلم بعد خيبر في السنة
السابعة للهجرة، وهو الذي اختُلِف في اسمه واسم أبيه أيما اختلاف. وفي سند الروايتين رواة
جُرحوا كذلك.، فهل يمكن نسبة هذه الرواية إلى الرسول؟ رغم اختلاف متنها وسندها، ونسبة ذلك
إلى الوحي؟؟؟
الصفحة 34 جاء فيها: فضل عيادة المريض.
عن أبي هريرة، قال رسول الله (ص) من عاد مريضا، نادى مناد من السماء: طبت، وطاب
ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا.[18]
التعليق:
لنفرض أن الرواية صحيحة، كيف يكون رد فعل الأستاذ لو سأله طالب ذو عقل سليم قائلا: من الذي سمع نداء المنادي؟ وهل سيسمعه عائد المريض؟ إذا كان المنادي من السماء ينادي: (طبت، وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا.)؟ أم أن الرواية من تأليف البشر ونسبوها إلى النبي افتراء عليه؟
الصفحة 35 جاء فيها: ما يستفاد من حديث الباب.
1. استحباب زيارة المريض.
2. بيان فضل زيارة المريض، وأجره العظيم الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل.
3. لكل خطوة يمشيها زائر المريض له بها عشر حسنات.
التعليق:
. كيف يقال في بيان فضل زيارة المريض، أن للزائر أجر عظيم لا يعلمه إلا الله، عز وجل. ثم تحدد لكل خطوة يمشيها زائر المريض بعشر حسنات؟ فمن الذي حدد هذه العشر حسنات؟
. أليس هذا هو الدليل القاطع على أن هذه الرواية وغيرها الكثير ليس مما تلفظ به النبي؟
. يمكن لمثل هذه الروايات أن تلقن لأناس لا يقرؤون ولا يكتبون ولا يعقلون ولا يعيشون في القرن
الواحد والعشرين، أما اليوم فإن مثل هذه الروايات المتناقضة المختلفة تساعد الطلبة على النفور من
الدين الحق الذي أمر به الله تعالى، وهو اتباع ما أُنزل على الرسول من قرآن وعبادة الله تعالى
الأحد الصمد، دون أن يُشرك به شيئا. يقول سبحانه: إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا
لَّهُ الدِّينَ* أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ. الزمر 2/3.
الصفحة 37 جاء فيها: اعلم أن العُطاسَ نعمة جليلة عظيمة من نعم الله، حيث أنها وسيلة مهمة
للدفاع بأمر من الدماغ، لتتخلص المسالك التنفسية من الإفرازات المخاطية، والغبار والشوائب
والأجسام الغريبة التي دخلت الأنف، ويجعل المرء أكثر حيوية ونشاطا، وأفضل استعدادا لمواصلة
مسيرة الحياة اليومية.
التعليق:
كان من المفروض أن يُستدل بآية من القرءان، بدل الرواية البشرية الظنية، قال رسول الله عن
الروح عن ربه: وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ. النحل 18.
الصفحة 39 جاء فيها: وأصاب النبي (ص) الهم والحزن والتعب، ولم يفق إلا وجبريل قائم عنده
يخبره بأن الله تعالى بعث ملك الجبال برسالة يقول فيها: (إن شئت يا محمد أن أطبق عليهم
الأخشبين)، فقال النبي (ص): (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به
شيئا). متفق عليه.
التعليق:
. حسب ما أخبرنا الله تعالى في القرءان فإن جبريل لم ينزل ولم يره الرسول إلا مرتين فقط،
الأولى عند إنزاله للوحي، والنزلة الثانية عند سدرة المنتهى. يقول سبحانه: إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ
يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى* ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى* وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى* ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى* فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ
أَوْ أَدْنَى* فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى* مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى* أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى* وَلَقَدْ رَآهُ
نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى. النجم 4/14.
. لا نجد في القرءان (إن شئت يا محمد أن أطبق عليهم الأخشبين). فما هو مصدر هذا الكلام؟
ولأننا نعتقد يقينا أن الرسول لم يتقول على الله تعالى لأن الله سبحانه يقول: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ
الأَقَاوِيلِ* لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ* ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ* فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ. الحاقة44/47.
في نفس الصفحة جاء فيها: عن أبي هريرة قال رسول الله (ص): إن العفو لا يزيد العبد إلا عزا،
فاعفوا يعزكم الله.[19]
التعليق:
يقول سبحانه: فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ
حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ. المائدة 13. وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ
أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
البقرة 109. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا
وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. التغابن 14.
وآيات كثيرة تحث على الصفح والعفو، لكن أكثر الناس لا تكفيهم آيات الله في القرآن فيحتاجون
إلى قول البشر للاستدلال بها!!!
الصفحة 43 جاء فيها: حكم طاعة أولي الأمر.
عن عبد الله بن مسعود، قال رسول الله (ص): السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره،
ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة. متفق عليه.
التعليق:
. من هم هؤلاء الذين اتفقوا على هذه الرواية؟
. إن الخالق سبحانه لا يرغم ولا يجبر أحدا أن يؤمن به ويتقه، وقد ترك للإنسان اختيار الإيمان أو
الكفر به، فكيف لأولي الأمر أن يُرغموا المسلم أن يطيع أولي الأمر فيما أحب وكره؟
. ألم يقل الله سبحانه: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ
اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. البقرة 256.
. فهل أولي الأمر أحق أن يُتَّبعوا من مالك السماوات والأرض وما بينهما؟؟؟
الصفحة 44 جاء فيها: ثمرة طاعة أولي الأمر:
عن أبي هريرة عن النبي (ص) أنه قال: من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات، مات ميتة
جاهلية.[20]
تأمل الحديث الشريف، وبين لماذا شدد النبي الوعيد على من خالف ولي أمره.
التعليق:
. إن مثل هذه الرواية من مصانع الحديث الأموية، حتى لا يخرج الناس عن طاعة الولي، ليس إلا.
. ألم يفارق علي بن أبي طالب الجماعة وغيره من الصحابة بعد وفاة النبي مباشرة؟
. فهل يمكن أن يقال عن علي بن أبي طالب وجماعته أنهم ماتوا موتة جاهليه؟
. إن مثل هذه الرواية قد وُضعت في مصانع الأمويين للروايات، بعد تلاسنهم في سقيفة بني ساعدة،
من أجل متاع الحياة الدنيا والاستحواذ على الحكم وعلى رقاب الناس.
. إن الله تعالى يقول: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ
عَذَابٌ عَظِيمٌ. آل عمران 104/105.
. إن الطاعة لا تكون إلا، لأمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، أما
غيرهم من الذين يخالفون ما أنزل الله تعالى في الكتاب ويفترون على الله ورسوله الكذب فلا طاعة
لهم، لأن الله سبحانه يقول: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا
تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ
فُرُطًا. الكهف 28.
الصفحة 46 جاء فيها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قال الربيع قال أبو عبيدة: بلغني عن رسول الله (ص) قال: لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم
بالحق إذا شهده، وينكر الباطل إذا قدر عليه.[21]
عن حذيفة بن اليمان أن النبي قال: والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو
ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم.[22]
التعليق:
. هل المسلمون اليوم يدعون فيستجاب لهم؟ أم أنهم يدعون وراء كل صلاة في المساجد وبعد خطب
الجمعة فلا يستجاب لهم؟؟؟!!!
. الظاهر أن السبب هو لأنهم لا يؤمنون بالله وحده، ولا يوقنون بأن القرآن المنزل مفصل مبين هدى
للناس وبينات من الهدى، يكفي للعيش الرغد في الحياة الدنيا والفوز بنعيم الآخرة.
قال رسول الله عن الروح عن ربه: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ
مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ* كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ* تَرَى
كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ
خَالِدُونَ* وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّه وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ.
المائدة 78/81.
. فهل الروايات التي استُشهد بها، في الأمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، أحسن من هذه الآيات
78/81؟؟؟
الصفحة 47 جاء فيها: قال الله تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ
سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. التوبة 71.
يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لورودهما في الآية في سياق الواجبات، كإقامة الصلاة
وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله (ص)، وكذلك رتب الحديث الشريف الوعيد الشديد على تركه مما
يؤكد الوجوب.
التعليق:
. في كتابة تعليقكم على الآية ألاحظ أن كلمة (الرسول) مبجلة على كلمة (الله تعالى)، فنجد أن
كلمة الرسول دوما مصحوبة بالصلاة عليه، أما كلمة الله سبحانه، فنادرا ما تكون مصحوبة بالتسبيح
والتبجيل!!!
. والدليل الثاني هو في قولكم: (وكذلك رتب الحديث الشريف الوعيد الشديد). بينما الآية الكريمة لم
يذكر فيها الوعيد، بل ذكر سبحانه رحمته فقال سبحانه: (أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
الصفحة 50 جاء فيها: أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي(ص) قال: سبعة
يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم ورجلان تحابا في الله، اجتمعا وتفرقا على ذلك.[23]
التعليق:
قال رسول الله عن الروح عن ربه: الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ* يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ. الزخرف 67/69.
ألا تكفي هذه الآية الكريمة؟ من أحسن الحديث أم أنها لا تملأ العين؟
أم أنها تأمر بالإيمان بآيات الله تعالى وحده؟
الصفحة 58 جاء فيها: التقليد الأعمى.
عن أبي سعيد الخدري، لتتبعن سنن من قبلكم، شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر
ضب، لسلكتموه، قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟[24]
التعليق:
هذا حديث صحيح، بغض النظر عن قائله، لأن بعض الصحابة قد انقلبوا على أعقابهم بعد موت
النبي مباشرة، لأنهم لم يؤمنوا ولم يوقنوا بيوم البعث والحساب، وهذا مصير المسلمين إلى اليوم،
لأنهم يتبعون لهو الحديث البشري، ويهجرون القرءان الذي هو أحسن الحديث.
قال رسول الله عن الروح عن ربه: وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ
أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ
الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ* قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا
لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ
لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ* وَأَنْ
أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ. الأنعام 70/72.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ* بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ
خَيْرُ النَّاصِرِينَ* سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ
النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ. آل عمران 149/151.
الصفحة 62 جاء فيها: اختيار الصديق.
عن أبي موسى الأشعري قال رسول الله (ص): إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل
المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة،
ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة.[25]
التعليق:
ألا تكفي هذه الآية في اختيار الخليل؟ الذي يزيد فيك علما، أدبا، وثقافة الحياة السعيدة، مع الإيمان
بوحدانية الله تعالى، كما أُمر الرسول أن يتبع إبراهيم الحنيف عليه السلام. ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ
مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. النحل 123. وأمر الله تعالى كذلك عباده المتقين أن يتبعوا ملة إبراهيم حنيفا، عليه السلام. قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. آل عمران 95. لأن الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو، إلا المتقين، فلا خوف عيهم ولا هم يحزنون.
الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ* يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ* ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ. الزخرف 67/70.
الصفحة 63 جاء فيها: ضرر الصداقة السيئة.
قال الله تعالى: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي
لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا. الفرقان
27/29.
التعليق:
إن هذه الآية الكريمة تذكرة للمؤمنين المتقين الموقنين بيوم الدين والحساب، لأنها تعرض علينا مشهدا ليوم الفرقان والحساب، حيث يكون المؤمن الموقن بوحدانية الله تعالى فرحا مطمئنا، بما قدم في حياته
الأولى من العمل الصالح، ويكون يومئذ الكافر بيوم البعث والحساب، في ندم وحسرة، لأنه لم يتخذ مع الرسول سبيلا، والرسول اليوم هو(القرءان) الذي بين أيدي الناس إلى يوم القيامة. وذلك هو الخسران المبين. قال رسول الله عن الروح عن ربه: فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ. الزمر 15.
الصفحة 67 جاء فيها: التنافس المحمود.
أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة، قال رسول الله (ص) لو يعلم الناس ما في الصف
الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يتساهموا عليه لتساهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو
يعلمون ما في العتمة، والصبح لأتوهما ولو حبوا.[26]
التعليق:
إن التسابق يكون في العمل الصالح، مثل كفالة الأيتام والمحتاجين، خاصة في زماننا هذا، ولم يأمر
الله تعالى بالتسابق إلى الصلاة في المساجد، أو التسابق إلى الصف الأول، ثم يخرج من المسجد بعد
ذلك ليطفف الميزان، ويأكل ميراث اليتامى والنساء، ويشهد الزور. ووو. لأن الله تعالى يقول: اعْلَمُوا
أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ
الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ* سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ
أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ. الحديد20/21.
الخلاصة العامة، والتوصية:
إن المقررات التي تدرس في المعاهد الثلاث وفي غيرها من المعاهد، لا يمكن أن تنشئ شبابا مؤمنين موقنين بيوم الحساب، لأن الكتب التي تدرس لهم، فيها الكثير من الاختلاف والتناقض مع أحسن الحديث كتابا، ولأن الله تعالى سوف يحاسبنا على ما أنزل على رسوله خاتم الأنبياء من الآيات والذكر الحكيم لا عن غيره. بسم الله الرحمن الرحيم. الم* تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ* هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ* الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ* وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ* خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. لقمان 1/9.
إن شباب اليوم ليسوا كشباب القرن الماضي، فكيف بالقرون الأولى للهجرة، فقد سهُل الحصول على المعلومة بالوسائل الكثيرة المتاحة للناس، ولأمر ما فقد جعل الحكيم الخبير كتاب القرءان لينذر به الناس ويهديهم إلى الصراط المستقيم حتى لا يشركوا به شيئا، ويكون القرآن المحفوظ من لدن حكيم خبير حجة على الناس. يقول سبحانه: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ* قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهِ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ. الأنعام 18/19.
قال رسول الله عن الروح عن ربه: رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا* لَّكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا.
النساء 165/166. صدق الله العظيم.
جعل الله تعالى كتاب القرآن صالحا لكل زمان ومكان، والدليل ما أبهر العلماء الحقيقيين الذين ينظرون كيف بدأ الله تعالى الخلق، ويكتشفون أسرارا لم تكن بالحسبان من قبل.
فعلى المشرفين على إعداد المناهج للطلبة أن يتقوا الله لأنهم سوف يُسألون، ولا ريب في ذلك لأن
الله تعالى يقول: وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ* وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ* حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ*
وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ* أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ* فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ* أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ*
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ. الزخرف 36/44. صدق الله العظيم.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.
[1] أخرجه الربيع بن حبيب.
[2] أخرجه الربيع.
[3] فقه جابر بن زيد ج1 للأستاذ يحي محمد بكوش
[4] الشيخ ﭬوﭬل.
[5] ملاحظة مهمة جدا في نظري، وهي عند ما يقول الإنسان قال رسول الله، ثم يأتي برواية بشرية ظنية، فإنه ربما يكون من المفترين، أو من ناقلي الافتراء على الله ورسوله، فاحذروا، أو على الأقل قولوا قال: النبي لأنه بشر مثل كل البشر، ولا تنسبوا قوله للرسالة (القرآن) فقد اصطفاه الله تعالى برسالة القرآن العظيم.
[6] أخرجه مسلم.
[7] شرح النيل وشفاء العليل للشيخ اطفيش.
[8] كتاب شرح النيل وشفاء العليل الجزء الخامس صفحة 337 مكتبة الإرشاد جدة، دار الفتح بيروت، وفي المكتبة الشاملة: في باب المجلس وحقه، ج 9 ص 453/452.
[9] أخرجه البخاري
[10] أخرجه الترمذي.
[11] أخرجه الربيع بن حبيب.
[12] أخرجه الربيع بن حبيب.
[13] أخرجه الترمذي.
[14] أخرجه البخاري.
[15] كبت إبريل للشيخ الخليلي.
[16] أخرجه الربيع بن حبيب.
[17] أخرجه مسلم.
[18] أخرجه ابن ماجه.
[19] أخرجه الربيع بن حبيب.
[20] أخرجه مسلم.
[21] أخرجه الربيع بن حبيب.
[22] أخرجه الترمذي.
[23] أخرجه الربيع بن حبيب
[24] أخرجه البخاري.
[25] أخرجه مسلم.
[26] أخرجه الربيع بن حبيب.