ف1 الأزهر كهنوت الفاطميين ب 1 تاريخ الأزهر. كتاب الأزهر عدو الإسلام الأكبر
مقدمة
هناك أنواع مختلفة من نظم الحكم
1 ـ النظام الديموقراطي : وأعلاه قدرا هو الديمقراطية المباشرة ، واقل منه هو الديمقراطية النيابية والتمثيلية وفيها ينوب عن الشعب ممثلون عنه يحكم فيها أهل الثروة . كتبنا في الشورى الإسلامية بالعربية والانجليزية ،وانها هي الديموقراطية المباشرة . وفى هذا النظام لا يوجد كهنوت دينى ، بل حرية دينية مطلقة للأفراد والطوائف يحميها القانون .
2 ـ النظام المستبد العادى الذى يحتاج الى كهنوت ، وهو أنواع :
2 / 1 : مستبد يخترع كهنوتا يسوّغ له الاستبداد . قد يكون ايدلوجية عنصرية كالنازية ، أو إقتصادية كالشيوعية .
2 / 2 : مستبد يحكم بكهنوت دينى بالدين الأرضى الشيطانى ، كما كان الحال في اوربا العصور الوسطى ، وكما هو الحال في معظم دول المحمديين .
3 ـ الكهنوت نفسه هو الذى يحكم . وهذا ما يحدث الآن في ايران ( ولاية الفقيه )، حيث تكون له عاصمة مقدسة ( قُم ) وألقاب مقدسة ( روح الله ، آية الله ) . الكهنوت الايرانى الحالي إستلهم هذا من الدولة الفاطمية الشيعية ، والتي أسّست القاهرة عاصمة وأسّست الأزهر منبعا لدينها ، والذى يتركز في تأليه الخليفة الفاطمى ، ونشر الدعوة لتأليهه داخل مصر وخارجها . من هنا فكل ما كان يفعله الامام الخليفة الفاطمى هو تنفيذ للدين الشيعي الفاطمى الذى يقوم عليه الأزهر . هذه حقيقة يجب تذكرها في تاريخ الدولة الفاطمية ، حيث كان الخليفة الفاطمى هو الامام الدينى المعصوم والحاكم المستبد السياسى المعصوم أيضا!.
ونعطى تفصيلا
أولا :
1 ـ في كتاب الخطط المقريزية أسهب المقريزى في مراحل الدعوة الفاطمية ونشرها في الداخل والخارج لتجنيد الأتباع مرحلة بعد أخرى ليصل الأفراد الى الكفر بكل شيء والايمان الخالص بالامام الشيعي الفاطمى المعصوم . هذه الدعوة السرية كان يقوم بها الأزهر . أي من بداية تأسيسه وهو العدو الأكبر للإسلام . وقد بدأ هذا مع بداية الدعوة الفاطمية قبل أن تنشىْ دولتها فيشمال أفريقيا ، وحين إنتقلت الى مصر حرصت على تأسيس عاصمة لها ومركز لدعوتها هو الجامع الأزهر نسبة للسيدة فاطمة الزهراء . يقول المقريزى : ( وأنه رتب سبع دعوات يندرج الإنسان فيها حتى ينحل عن الأديان كلها، ويصير معطلا إباحيا لا يرجو ثوابا، ولا يخاف عقابا، ويرى أنه، وأهل نحلته على هدى، وجميع من خالفهم أهل ضلالة، وإنه قصد بذلك أن يجعل له أتباعا،)
2 ـ وتعددت طقوس التقديس والتأليه للخليفة الفاطمى الامام المعصوم . نكتفى بما ذكره إبن الطوير الفهرى القيسرانى في كتاب ( نزهة المقلتين في أخبار الدولتين الفاطمية والصلاحية) ، وقد نقل عنه المقريزى في ( الخطط ) الفصل العاشر : ( في ذكر هيئتهم في الجلوس العام بمجلس الملك، ولا يتعدّى ذلك يومي الاثنين والخميس، ومن كان أقرب الناس إليهم، ولهم خدم لا تخرج عنهم، وينتظر لجلوس الخليفة أحد اليومين المذكورين، وليس على التوالي بل على التفاريق، فإذا تهيأ ذلك في يوم من هذه الأيام استدعى الوزير من داره صاحب الرسالة على الرسم المعتاد في سرعة الحركة، فيركب في أبهته، وجماعته على الترتيب المقدّم ذكره يعني في ذكر الركوب أوّل العام، وسيأتي إن شاء اللّه تعالى في موضعه من هذا الكتاب، فيسير من مكان ترجله عن دابته بدهليز العمود إلى مقطع الوزارة، وبين يديه أجلاء أهل الإمارة، كل ذلك بقاعة الذهب التي كان يسكنها السلطان بالقصر، وكان الجلوس قبل ذلك بالإيوان الكبير الذي هو خزائن السلاح في صدره على سير الملك، وهو باق في مكانه إلى الآن من هذا المكان إلى آخر أيام المستعلي، ثم إنّ الآمر نقل الجلوس في هذا المكان، واسمه مكتوب بأعلى باذهنجه إلى اليوم، ويكون المجلس المذكور معلقا فيه ستور الديباج شتاء، والدبيقيّ صيفا، وفرش الشتاء بسط الحرير عوضا عن الصوف مطابقا لستور الديباج، وفرش الصيف مطابقا لستور الديبقيّ، ما بين طبري وطبرستاني مذهب معدوم المثل، وفي صدره:المرتبة المؤهلة لجلوسه في هيئة جليلة على سرير الملك المغشى بالقرقوبيّ، فيكون وجه الخليفة عليه قبالة وجوه الوقوف بين يديه، فإذا تهيأ الجلوس استدعى الوزير من المقطع إلى باب المجلس المذكور، وهو مغلق وعليه ستر، فيقف بحذائه، وعن يمينه زمام القصر، وعن يساره زمام بيت المال، فإذا انتصب الخليفة على المرتبة وضع أمين الملك مفلح أحد الأستاذين المحنكين الخواص الدواة مكانها من المرتبة، وخرج من المقطع الذي يقال له فردا لكم، فإذا الوزير واقف أمام باب المجلس، وحواليه الأمراء المطوّقون أرباب الخدم الجليلة، وغيرهم، وفي خلالهم قرّاء الحضرة، فيشير صاحب المجلس إلى الأستاذين، فيرفع كل منهم جانب الستر، فيظهر الخليفة جالسا بمنصبه المذكور، فتستفتح القرّاء بقراءة القرآن الكريم، ويسلم الوزير بعد دخوله إليه، فيقبل يديه ورجليه، ويتأخر مقدار ثلاثة أذرع، وهو قائم قدر ساعة زمانية، ثم يؤمر بأن يجلس على الجانب الأيمن، وتطرح له مخدّة تشريفا، ويقف الأمراء في أماكنهم المقرّرة، فصاحب الباب، واسفهسلار العساكر من جانبي الباب يمينا ويسارا، ويليهم من خارجه لاصقا بعتبته زمام الآمرية والحافظية كذلك، ثم يرتبهم على مقاديرهم، فكل واحد لا يتعدّى مكانه هكذا إلى آخر الرواق، وهو الإفريز العالي عن أرض القاعة، ويعلوه الساباط على عقود القناطر التي على العهد هناك، ثم أرباب القصب والعماريات يمنة ويسرة كذلك، ثم الأماثل، والأعيان من الأجناد المترشحين للتقدمة، ويقف مستندا للصدر الذي يقابل باب المجلس: بوّاب الباب، والحجاب، ولصاحب الباب في ذلك المحل الدخول والخروج، وهو الموصل عن كل قائل ما يقول، فإذا انتظم ذلك النظام، واستقرّ بهم المقام، فأوّل ماثل للخدمة بالسلام: قاضي القضاة، والشهود المعروفون بالاستخدام، فيجيز صاحب الباب القاضي دون من معه، فيسلم متأدّبا، ويقف قريبا، ومعنى الأدب في السلام، أنه يرفع يده اليمنى، ويشير بالمسبحة، ويقول بصوت مسموع: السلام على أمير المؤمنين، ورحمة اللّه وبركاته، فيتخصص بهذا الكلام دون غيره من أهل السلام، ثم يسلم بالأشراف الأقارب زمامهم، وهو من الأستاذين المحنكين، وبالأشراف الطالبيين نقيبهم، وهو من الشهود المعدّلين، وتارة يكون من الأشراف المميّزين، فيمضي عليهم كذلك ساعتان زمانيتان أو ثلاث، ويخص بالسلام في ذلك الوقت خلع عليه: لقوص، أو الشرقية أو الغربية أو الإسكندرية، فيشرّفون بتقبيل القبة، فإن دعت حاجة الوزير إلى مخاطبة الخليفة في أمر قام من مكانه، وقرب منه منحنيا على سيفه، فيخاطبه مرّة أو مرّتين، ثم يؤمر الحاضرون، فيخرجون حتى يكون آخر من يخرج الوزير بعد تقبيل يد الخليفة ورجله، ويخرج فيركب على عادته إلى داره، وهو مخدوم بأولئك، ثم يرخي الستر، ويغلق باب المجلس إلى يوم مثله، فيكون الحال كما ذكر، ويدخل الخليفة إلى مكانه المستقرّ فيه، ومعه خواص أستاذيه، وكان أقرب الناس إلى الخلفاء : الأستاذون المحنكون، وهم أصحاب الأنس لهم، ولهم من الخدم ما لا يتطرّق إليه سواهم، ومنهم زمام القصر، وشاد التاج الشريف، وصاحب بيت المال، وصاحب الدفتر، وصاحب الرسالة، وزمام الأشراف الأقارب، وصاحب المجلس، وهم المطلعون على أسرار الخليفة، وكانت لهم طريقة محمودة في بعضهم بعضا، منها: أنه متى ترشح أستاذ للتحنيك، وحنك: حمل إليه كل واحد من المحنكين بدلة من ثياب، ومنديلا وفرشا وسيفا، فيصبح لاحقا بهم، وفي يديه مثل ما في أيديهم، وكان لا يركب أحد في القصر إلا الخليفة، ولا ينصرف ليلا ونهارا إلا كذلك، وله في الليل شدّادات من النساء يخدمن البغلات والحمير الإناث للجواز في السراديب القصيرة الأقباء، والطلوع على الزلاقات إلى أعالي المناظر والأماكن، وفي كل محلة من محلات القصر فسقية مملوءة بالماء خيفة من حدوث حريق في الليل.) . نلاحظ هنا أنهم أضافوا مصطلحات جديدة ومناصب جديدة لزم الدين الجديد الذى يؤّله الخليفة الفاطمى .
ثانيا : في طقوس صلاة الجمعة والعيدين في الأزهر والتي جعلوها تقديسا للخليفة الفاطمى
ننقل من المقريزى في كتابه :( إتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء )
الخليفة المعز لدين الله الفاطمى ثالث الخلفاء الفاطميين وأول الخلفاء الفاطميين فى مصر:
1 ـ ( وفي يوم عيد الفطر ركب المعز وصلى بالناس على رسمه وخطب.) (على رسمه :أى طبقا للنظم الرسمية للدولة ) .وتكرر هذا : ( وصلى المعز صلاة العيد وخطب على الرسم الذي تقدم ذكره وانصرف إلى القصر فأطعم على الناس.)
2 ـ وعن خطبة المعز لدين الله فى صلاة عيد الأضحى والمأدبة بعدها : ( وغدا المعز لصلاة عيد النحر في عساكره وصلى كما ذكر في صلاة الفطر من القراءة والتكبير وطول الركوع والسجود ، وخطب ، وانصرف في زيه، فلما وصل إلى القصر أذن للناس عامة ، فدخلوا والشمسية منصوبة على حالها ، فلم يبق أحد حتى دخل من أهل مصر والشام والعراق ، فذكر أهل العراق وأهل خراسان ومن يواصل الحج أنهم لم يرو قط مثل هذه الشمسة ، وذكر أصحاب الجوهر ووجوه التجار أنه لا قيمة لما فيها ، وأن شمسية بني العباس كان أكثرها مصنوعا ومن شبه وأن مساحتها مثل ربع هذه.)4 ـ
الخليفة العزيز بالله ابن الخليفة المعز لدين الله :
1 ـ فى عام 380 ( وفي رمضان صلى العزيز الجمع ، وخطب بجامعه وعليه طيلسان وبيده القضيب وفي رجله الحذاء ، وصلى أيضاً بجامع القاهرة وخطب.) . مذكور هنا أن الخليفة صلى وخطب بجامعه ( أى الجامع الأزهر ) ، ونتعرف هنا على طقوس أخرى : الطيلسان والقضيب وهو يخطب بالحذاء .! ( وصلى العزيز صلاة عيد الفطر وخطب على رسمه.)
2 ـ عام 383 ( وخطب العزيز في رمضان بجامعه وصلى بالناس صلاة الجمعة ومعه ابنه منصور ( وهو الذى تولى الخلافة باسم الحاكم بأمر الله ) فجعلت المظلة على الأمير منصور بن العزيز، وصار العزيز بغير مظلة . وصلى أيضاً صلاة عيد الفطر ومعه ابنه على الرسم.) ( وحمل سماط العيد وخطب العزيز بالمصلى بعد ما صلى صلاة عيد النحر بزيه وفرق الضحايا ونحر. ) نحر الذبائح بعد صلاة عيد الأضحى ( النحر ) كان ضمن الطقوس .
3 ـ عام 384 : ( وصلى العزيز بالناس الجمعة بعد ما خطب بجامع القاهرة .. ومعه ابنه في أيام الجمع من شهر رمضان ، وعمل في آخره سماطاً للعيد . ). ومن ضمن طقوس صلاة عيد الفطر مأدبة حافلة للقوم ، أو ( سماط ). ( وصلى العزيز بالناس صلاة عيد الفطر وخطب على الرسم.)( وصلى العزيز صلاة عيد النحر وخطب بالمصلى على رسمه ونحر وفرق الضحايا. )
4 ـ ( عام 378 وفي يوم الجمعة عشرة شهر رمضان ركب العزيز إلى جامع القاهرة بالمظلة فخطب وصلى.) أى كان يسير بمظلة ( شمسية ) فوقه ، ضمن شعائر الصلاة والخطبة . وجامع القاهرة هو الجامع الأزهر . وذكر المؤرخ ابن زولاق أنه صلى الجمعة خلف الخليفة المعز لدين الله الفاطمى ، قال : ( أنا سبحت خلفه في كل ركعة وفي كل سجدة نيفاً وثلاثين تسبيحة ، وكان القاضي النعمان بن محمد يبلغ عنه التكبير . وقرأ في الثانية بأم الكتاب وسورة والضحى ، ثم كبر أيضاً بعد القراءة ، وهي صلاة جده علي بن أبي طالب ، وأطال أيضاً في الثانية الركوع والسجود . وأنا سبحت خلفه نيفا وثلاثين تسبيحة في كل ركعة وفي كل سجدة ، وجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في كل، فلما فرغ من الصلاة صعد المنبر وسلم على الناس يمينا وشمالا ، ثم نشر البندين اللذين كانا على المنبر فخطب وراءهما ، وكان في أعلى درجة من المنبر وسادة ديباج مثقل فجلس عليها بين الخطبتين ، واستفتح الخطبة ببسم الله الرحمن الرحيم. وكان معه على المنبر جوهر وعمار بن جعفر وشفيع صاحب المظلة ثم قال: الله أكبر الله أكبر استفتح بذلك وخطب وأبلغ وأبكى الناس وكانت خطبته بخضوع وخشوع. فلما فرغ من خطبته انصرف في عساكره وخلفه أولاده الأربعة بالجواشن والخوذ على الخيل بأحسن زي وساروا بين يديه بالفيلين.) . هنا طقوس فى الخطبة وهو على المنبر ، وهناك القائم بالمظلة أو الشمسية ، واسمه شفيع . وموكب فى دخوله الجامع الأزهر وموكب فى رجوعه القصر ( قصر الذهب )
5 ـ عام 385 ( وصلى منصور بن العزيز بالناس صلاة عيد الفطر وخطب .. على رسم أبيه وزيه وعليه المظلة والجوهر.) هنا ولى العهد منصور يصلى بالناس صلاة عيد الفطر ويخطب ، وكان لا يزال فتى صغيرا . أى إن والده يدربه على الخطابة والإمامة . لذا كان والده هو الامام فى العيد التالى عيد الأضحى : ( وصلى العزيز بالناس صلاة عيد النحر وخطب في مضاربه ) . وسبقه مراسم يوم وقفة الأضحى : ( وفي يوم عرفة حمل يانس السماط ، وصلى العزيز وخطب يوم النحر ، ونحر النوق بيده ومضى إلى القصر ونصب له السماط والموائد وفرق الضحايا على أهل الدولة. وحملت أسمطة عيد النحر على العادة وصلى العزيز بالناس صلاة العيد وخطب ثم نحر بالقصر ثلاثة أيام وفرق الضحايا.)
6 ـ ( وخطب العزيز في رمضان في جامع القاهرة وصلى وركب يوم الفطر فصلى بالناس وخطب على الرسم. وعمل سماط عيد نحر وركب العزيز فصلى بالناس صلاة عيد النحر وخطب على رسمه ونحر وفرق الضحايا.)
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )