كتاب ( الأزهر .. عدو الإسلام الأكبر ) . مقدمة الكتاب

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٣ - أكتوبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب ( الأزهر .. عدو الإسلام الأكبر ) . مقدمة الكتاب

1 ـ قد يكون العنوان صادما للكثيرين من الذين يؤمنون بالأزهر ويقدسونه . وهذه الصدمة في حد ذاتها الدليل على أن الأزهر هو عدو الإسلام الأكبر . فقد وقر في قلوب الأغلبية من المحمديين السنيين والصوفية أن الأزهر هو قدس الأقداس ، وإنعكس هذا في القوانين التي صدرت بحق الأزهر ، أي اصبح طبقا للقانون مقدسا وأصبح شيخه هو ( الإمام الأكبر ) أي فوق النبى محمد عليه السلام .!!. تبوأ هذه المكانة المقدسة لأنه ـ ومنذ تأسيسه ـ وهو مطية الحاكم المستبد ، من الدولة الفاطمية الشيعية وحتى دولة العسكر المصرية التي تحتل مصر من عام 1952 . ما عدا الدولة الأيوبية ، حين عطّل صلاح الدين الأيوبى الأزهر الشيعي بعد أن أزال الدولة الفاطمية . ثم أعاد السلطان المملوكى الظاهر بيبرس الأزهر ليكون ضمن مؤسسات أخرى في الدولة المملوكية . عراقة الأزهر في الوجود وعراقته في خدمة المستبدين ( أكابر المجرمين ) جعل له حصانة وألزم المستبد بحمايته لأنه مطيته في الحكم ، هو يركبه وهو يركب الناس وفق ثنائية ( الملك والكاهن ) . بدون حماية المستبد لا يمكن أن يعيش الأزهر بقداسته وسيطرته ، فليس له أي وضع في الإسلام الحقيقى ، وطبقا للقرآن الكريم فهو كما يقول عنوان الكتاب هو عدو الإسلام الأكبر .

2 ـ من يقرأ لى لأول مرة دون معرفة سابقة قد يظننى ملحدا حاقدا على ( الأزهر منارة الإسلام ). أنا من أسرة أزهرية ، والدى الشيخ منصور محمد على درس في الأزهر ، وإفتتح كُتّابا لتأهل التلاميذ لدخول الأزهر ، وكانوا بالمئات من أهل قريتنا ( أبو حريز مركز كفر صقر شرقية ) وأجوارها من القرى . ونشأت بتعليمه فلا أتذكر يوما لا أعرف القراءة والكتابة ، ومنذ الثامنة صرت مساعدا لأبى في تحفيظ القرآن الكريم للتلاميذ في الكتاب وبعضهم أكبر منى عمرا . حفظت القرآن الكريم وأنا في الثامنة من العمر ، والتحقت طالبا بالتعليم الأزهرى عام 1960 وحافظت على التفوق في كل مراحل التعليم الى أن تخرجت في كلية اللغة العربية قسم التاريخ / جامعة الأزهر بمرتبة الشرف ، ثم واجهت جهل الشيوخ في مرحلة الدكتوراة واضطهادهم ، ثم استمرت المواجهة بعد تعيينى مدرسا ، وإستعان الأزهر بالمستبد حسنى مبارك ، فتم عزلى من الجامعة ومطاردتى أمنيا وسجنى مرتين . المستبد العسكرى المصرى يعادى الاخوان وتنظيماتهم التي تعمل للوصول الى الحكم ، ولكنهم في مواجهتى يتحدون وينسون خلافاتهم ، وكان خلفهم النفوذ السعودى ومعه السلفيون الوهابيون . كنت في مواجهة هؤلاء جميعا وأنا في مصر ( 1975 : 2001 ) . الاضطهاد كان هو الردّ الوحيد على كتاباتى الإصلاحية المسالمة . ليس لديهم حّجة ، لديهم النفوذ والجبروت والقوة . وما أغنت عنهم شيئا ، بدليل تلك اليقظة الى عمّت وإنتشرت ، فلم تعد لأساطير الأحاديث نفس القدسية ، وظهر التيار القرآنى متنوعا ، وفى الصميم منه ( أهل القرآن ) .

3 ـ كلية اللغة العربية جامعة الازهر هي الكلية المفضّلة لعائلتى . تخرّج فيها في الأربعينيات عمى الراحل الشيخ محمد محمد على ، وكان متفوقا تفوّق على زميله الشيخ الباقورى ، ومات عمى محمد في ريعان الشباب . وتخرّج فيها إبن عمى الشقيق د عبد الحميد أحمد محمد على ، وكان متفوقا في كل مراحل التعليم ، وتعين معيدا فمدرسا مساعدا فمدرسا فاستاذا ، ومات رحمه الله جل وعلا . تخرج في كلية الطب جامعة الأزهر شقيقى الراحل د سيد رفعت منصور ، ثم د عبد الرزاق منصور ، وكلاهما حافظ على التفوق والمركز الأول في الإعدادية ثم في الثانوية ثم في كلية الطب . وفى الأزهر تخرج كثيرون من أبناء العائلة ، أبرزهم د عثمان محمد على ورضا عبد الرحمن على و د محمد عبد الرحمن ، وكلهم تخرج متفوقا كالعادة في العائلة . أدخلت إبنى الأكبر الأزهر : ( محمد)  كلية التجارة  وأبنى الثانى الشريف بعده الأزهر كلية التربية. وكلاهما تخرج وقد عاصر الإضطهاد الذى عايشناه على مستوى الأسرة والعائلة بأكملها ( عائلة آل على ). ولا يزال إضطهادهم في مصر مستمرا بسببنا !.ّ

4 ـ ليكن معلوما أن هذا الكتاب ليس لتصفية حسابات . الذى يتابع كتاباتى ( وهى آلاف من المقالات والكتب والفتاوى والفيديوهات ) يعرف أنه جزء من عملى الاصلاحى التنويرى المسالم ، لتبرئة الإسلام من أوزار المحمديين ، وهو وقفة مع الأزهر وأنا في الشيخوخة بعد نضال إستمرّ نصف قرن .( 1975 : 2025 )

5 ـ سيتعرض الكتاب لتاريخ الأزهر خلال ما يزيد عن ألف عام ، منذ تأسيسه مع العاصمة القاهرة ، الى عصرنا ، مع طبيعته المعادية للاسلام ومحاولات إصلاحه ، وتتخصّص الخاتمة في تصوّر مستقبلى لهذا الأزهر .

5 ـ وكالعادة ، ففي كل ما أكتب لا أزعم تملك الحقيقة ، بل ما أكتبه هو وجهة نظر تقبل النقاش والأخذ والرد . ولا يزال لدينا قدر من التسامح مع من يتطاول علينا ، وكل ما نرجوه هو رضى ربنا جل وعلا . والله جل وعلا هو المستعان .!

أحسن الحديث :

(  أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلا يَعْقِلُونَ (43) قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ(45) قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ(46) وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون  ( 48 ) الزمر ).

ودائما : صدق الله العظيم .!

شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

اجمالي القراءات 531