هل طاعة الوالدين في كُل شيء ؟؟

عثمان محمد علي في الأربعاء ٢٢ - أكتوبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

هل طاعة الوالدين في كُل شيء ؟؟

سؤال مهم ::: يقول الله تعالى ((وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا (23) وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا (24الإسراء).. فهل يجب طاعة أبائنا في كل ما يطلبوه منا ،طبعا بإستثناء الأمور الدينية والشرك فهنا أكيد لا. قصدى في الأمور الدنيوية هل نُطيع والدينا في كل شيء حتى لو كان رأى مختلف عن رأيهم ، أو كانت مصلحة أُسرتى تختلف عن مصلحة والديا ،بحيث أنى أرى رأيهم لا يتوافق مع مصلحة اُسرتى ،او بشكل عام أرى أن رأى في الموضوع أقرب للصواب من رأيهم ،فما الحل هُنا ؟؟
وما معنى كلمة (أُف) بضم الهمزة في قوله تعالى ( فلا تقل لهما أُف )؟؟

==

التعقيب ::

يا صباح الخيرات دكتورنا الغالى المُحترم.

موضوع طاعة الأباء والأُمهات ،وإلى أى مدى موضوع شائك ومُتداخل ، وتحكمه عوامل كثيرة .ولكن لابد أن تكون كل تلك العوامل والمعاملات خاضعة لقواعد أساسية مثل -الحب والسلام والرحمة والمودة والبر وإعطائهم حقوقهم المادية والمعنويةعلى أكمل وجه قدرالمُستطاع بصدق مع النفس ومع الله لأنها تدخل في تقوى الله جل جلاله (فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ )،ثم بعد كُل هذا وفوقه (الإحسان إليهما) بمعنى الإحسان فى طريقة تقديم هذه الحقوق المادية والمعنوية لهما، والإحسان بالزيادة شيئا ما فيها .
ولكن هناك قاعدة أساسية أُخرى تقوم عليها ضبط حركة ميزان الكون و المُعاملات بين الناس جميعا ،ومنها التعامل بين الإنسان وذوى قرباه وأولهم الأقربين منه (ورثته الشرعيين)وهى (العدل ثم العدل ثم العدل .وفى ذلك قال لنا ربُنا سُبحانه وتعالى ((۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَۚ إِن يَكُنۡ غَنِيًّا أَوۡ فَقِيرٗا فَٱللَّهُ أَوۡلَىٰ بِهِمَاۖ فَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلۡهَوَىٰٓ أَن تَعۡدِلُواْۚ وَإِن تَلۡوُۥٓاْ أَوۡ تُعۡرِضُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا (135) النساء.

فلابد أن أكون عادلاعند الخلاف بينى وبينهم ،او عند الخلاف بينى رأيى ورأيهم ، أو بين أوامرهم وطلباتهم ورغباتهم وبين قدرتى على أدائها ، وهل هى فى متناول قدرتى وإستطاعتى حقا وصدقا أم لا . فمثلا أبى يُريد منى أن أتحمل نفقات إخوتى وأخواتى وتزويجهم وووووووو لأنى الإبن الأكبر،اولأنى أكثر ثراء وسعة فى الرزق منهم ومنهن ، ولكنى لا أستطيع ،أولأنهم إعتبروا أن هذا حقا مُكتسبا لهم ،فأصبح حقا جائرا على حقوق بيتى وزوجتى وأولادى وحياتهم . فهنا لابد أن أكون حازما وعادلا وأقول لا أستطيع إلا بقدر كذا وكذا، أو لا أستطيع ،وليس لهم عندى سوى حقهم فى الصدقات على أساس حقوق ذوى القربى وغير هذا فلا أستطيع ، وليس من حقك يا أبى أو يا اُمى أن تغضبى منى أو تغضبوا عليا.

ولوحدث خلافا بين أهلى وزوجتى فهنا لابد أن أكون عادلا فى حكمى على تصرفات الجميع ولا أنحاز لأبائى وهم مُخطئون،ولا لزوجتى لو كانت مُخطئة ،فالعدل هو أساس قيام العلاقات.فلو وجدوا منى هذا،وشعروابأنى اُعاملهم بإحسان ،ولكن عادلا بين الجميع وقت الخلافات .فلن يميلوا كُل الميل على حقوقى وحقوق أولادى لصالح حقوق أحد آخر.

==

وفى كل هذا أو في تطبيق كل هذا أكون رقيق الحديث مؤدب خافض الصوت معهم ،فلا يسمعون منى (تأفُف) من أوامرهم أو طلباتهم أو شكواهم. فإستمع إليهم بهدوء وإهتمام وصبر . وأحكم بهدوء وبصبر وأوصل لهم قرارى بالحُسنا ودون رفع صوتى عليهم أو غضبى منهم بل بالعكس مع إبتسامة جميلة وقبلة على جبينهما ،فهذا معنى ( ولا تقل لهما أُف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما).(

==

وفى حياتهما وبعد وفاتهما أدعو الله لهما بالمغفرة والرحمة بإستمرار ضمن دُعائى ورجائى المولى جل جلاله وقت أدائى لفريضة الدُعاء اليومية .

ولا أقع فيما يقع فيه المُخطئون من المُسلمين من أداء بعض العبادات عنهم سواء في حياتهم أو بعد مماتهم مثل الحج أو العُمرة عنهم ، أو عمل عمل أو بناء مستشفى أو مدرسة ،أو ما يُسمونه صدقة جارية عنهما .... فهذا عمل باطل ومُخالف للإسلام ولا يقبله الله جل جلاه ،ويضع صاحبة في خصومة مع المولى جل جلاله لأنه أنكر حقائق القرءان الكريم في ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) ولإفترى على الله وقرءانه وقال وآمن بما لم يُنزل الله به من سُلطان .

==

القرءان هو أعظم كتاب ودستور يُعلم أتباعه الرُقى فى المُعاملات ، وفى الحفاظ على الأُسرة وإحترام الأباء بالمودة والحب والإحسان إليهما تحت مظلة (العدل) بين الجميع.

اجمالي القراءات 534