الكشف عن حسابا ت بنكية سرية ومشاريع شخصية وعمليات اختلاس وسر قة قامت بها حماس من أموال الزكاة

في الأربعاء ٢٨ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً



بواطنة يكشف عن حسابات بنكية سرية ومشاريع شخصية وعمليات اختلاس وسرقة قامت بها حماس من أموال الزكاة


كشف الشيخ جمال بواطنة، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، عن "حسابات بنكية سرية، ومشاريع شخصية، من أموال الزكاة"، حيث باع العديد من القائمين على لجان الزكاة في السابق، "ضمائرهم لصالح زيادة أرصدتهم، والحصول على أموال هي حق للفقراء والمساكين"، مشدداً على أن إعادة تشكيل لجان الزكاة في الضفة الغربية، وتقليص عددها من 92 لجنة إلى 11 لجنة على مستوى المحافظات، كان إحدى الخطوات الإصلاحية للوزارة في هذا الاتجاه، علاوة على تجميد العديد من الحسابات السرية التي تم الكشف عنها، وإجراء العديد من المتابعات في هذا الإطار.

وقال في لقاء عقده مع الصحافيين: البعض تذرع بأن قوات الاحتلال سرقت من خزينة مقر لجنة الزكاة، ذات اقتحام، 50 ألف دينار أردني، مستهجناً الاحتفاظ بهكذا مبالغ في الخزائن وليس البنوك، وآخرين تحدثوا عن تبرعات لأيتام خارج فلسطين، و"كأن فلسطين لم يعد فيها فقراء ومساكين لنرسل الأموال إلى الخارج" !

وشدد بواطنة، على أن بند "العائلات المستورة"، وغيره من البنود، كانت على مدار سنين ستارا وغطاء على الكثير من عمليات الاختلاس، والسرقة، في عدد من لجان الزكاة السابقة، التي أشار إلى أن 80% منها تم تشكيلها بعد العام 2006م " أي بعد تولي حركة حماس الخارجة عن القانون للحكومة ووزارة الأوقاف كنتيجة لفوزها بالانتخابات التشريعية".

وقال: هناك مشاريع استثمارية بالملايين من أموال الزكاة على حساب الفقراء والمساكين الذين لا يتقاضون أكثر من 100 شيكل في الشهر !وأكد أن أي تجاوز فيما يتعلق بلجان الزكاة ليس جريمة في حق وزارة الأوقاف، أو وزيرها، بل في حق الشريعة الإسلامية، ومستحقي أموال الزكاة من الفقراء والمساكين.

من جهة أخرى، رفض بواطنة تسييس المساجد، واستخدامها لصالح أحزاب سياسية بعينها، فهي لله وعباده، وقال: لا نؤمن بقطاع خاص وقطاع عام في المساجد، وجميعها يجب أن تتبع وزارة الأوقاف بشكل فعلي، فهي الجهة الوحيدة المخولة بالإشراف الكامل على كل المساجد .. في فترات سابقة كانت الكثير من المساجد مرتعاً لكل من هب ودب، وكانت مباحة لكثير ممن ليس لهم علاقة بالعلم والثقافة الإسلامية، لا في العقيدة ولا الشريعة، باعتلاء منابرها، وفي هذا إساءة كبيرة للدين الإسلامي، ولعل النقص الحاصل في عدد الأئمة والخطباء يجبرنا على الاستعانة بمن لا يجب الاستعانة بهم، وأضاف: لا يجوز لأي كان أن يستخدم منابر المساجد للتعبير عن حركة أو حزب أو فصيل ما، وكأنه يقرأ بياناً لهذا الحزب، أو هذه الحركة .. لا يجوز أن تكون خطب الجمعة لصالح تكريم فلان أو علان، وللأسف أحياناً تكون الخطب مدحاً لشخوص معاصرين، أكثر من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. عملنا على أن تعود المنابر إلى رسالتها الصحيحة، ووضعها السليم، في تعليم أحكام الشريعة، وزيادة صلة العبد بخالقه، وكيف يحب المسلم أخاه المسلم، وليس عضو الحزب أو الحركة ذاتها، مؤكداً: العديد من الحركات الدينية كان لها الكثير من المنافع، لكن أسوأ ما قامت به، هو نشر الحقد والكراهية بين الناس .. كثير من أبناء الحركات والجماعات والأحزاب الدينية لا يبتسم أو يصافح إلا من ينتمي لذات حركته أو جماعته أو حزبه.. نشر الحقد والكراهية لا علاقة له بالدين، وينم عن ضعف وجهل بالثقافة الإسلامية.

وأضاف بواطنة: لا يجوز أن تتحول منابر المساجد إلى أبواق للتكفير، والتخوين، والإساءة إلى من يخالف الخطيب الانتماء الحزبي .. من يريد أن يفيد أناسا بعينهم، وليس الإسلام، فليس مكانه المسجد، وهذا ما نسعى إليه.

وتحدث بواطنة عن المدارس الشرعية، مؤكداً على ضرورة الاهتمام بها، وإيلائها الرعاية، وعلى أهمية العمل على الاعتراف بالثانوية العامة الشرعية، أسوة بالدول المجاورة، مستهجناً أن السلطة الوطنية، دون غيرها من الدول المحيطة هي الوحيدة التي لا تعترف بالثانوية العامة الشرعية، متسائلاً: ما الجدوى من تطوير العمل في هذه المدارس ما دامت وزارة التربية والتعليم العالي لا تعترف بالثانوية العامة الصادرة منها، مشدداً على ضرورة تطوير المناهج في المدارس الشرعية، والعمل على تأهيل مبانيها، وتحسين الظروف العامة لها ولطلابها، لتخريج جيل من الأئمة والخطباء والعلماء يغطون النقص لدى الوزارة .. وقال: مؤخراً تم تخصيص أكثر من 800 اعتماد مالي لأئمة وخطباء مساجد، لم يتقدم أكثر من 300، نجح منهم 240 فقط.

وفيما يتعلق بهيئة الحج والعمرة التي يرأس بواطنة هيئتها الإدارية، أكد أنها تعمل لصالح جميع الحجاج في الضفة الغربية، وقطاع غزة، مشيراً إلى إلغاء عمل الهيئة في غزة من قبل حركة حماس، وتسجيل الانتصارات المزعومة من قبلها جاء على حساب كبار السن من عشاق التقرب إلى الله بزيارة البيت الحرام، مشدداً على أن الهيئة لن تعترف بأي تسجيل في قطاع غزة، لن يتم عبرها، مؤكداً أن الهيئة ووزارة الأوقاف ستعمل كل ما بوسعها ليأخذ القطاع حصته ونصيبه من عدد الحجاج، ورعايتهم بالشكل اللائق، معرباً عن ألمه من الظروف الصعبة التي عاشها حجاج غزة، في موسم الحج الماضي، على عكس حجاج الضفة الغربية، الذين قضوا موسم الحج في أحسن صورة.

وتحدث بواطنة عن ضوابط جديدة فيما يتعلق بالأراضي الوقفية، متحدثاً عن أن البعض يستغل أراضي وقفية لصالحه دون دفع ما يتوجب عليه من استحقاقات، مشيرة إلى أن خطوات مهمة بدأت تظهر جلياً في العقود الجديدة، حيث تقدم الوزارة التسهيلات للعديد من المشاريع على هذه الأراضي، لكن بما يرضي الله، ولا يضيع الحقوق، كما قال وزير الأوقاف.

وأشاد بواطنة بدور مؤسسة التراث والبحوث الإسلامية في الحفاظ على المخطوطات التاريخية التي تتعلق بفلسطين، مشيراً إلى أن الحكومة خصصت في الفترة الماضية 150 ألف دولار لدعمها، علاوة على الدعم الذي يقدمه بعض رجال الأعمال، والميسورين من رجال الخير والمخلصين للمؤسسة، ومنهم الإماراتي جمعة الماجد، الذي تبرع بأدوات عدة منها ما يتعلق بصيانة الوثائق، إضافة إلى مصاريف أخرى لدعم هذه المؤسسة المهمة، التي وعد بواطنة بالعمل على رفدها بأهم الوثائق التي تتعلق بفلسطين، وتؤكد على حقوق الفلسطينيين فيها، سواء من تركيا أو غيرها.

وشدد وزير الأوقاف على أن صعوبات كثيرة ومعوقات عدة قد تحول دون تحقيق المرجو في فترة صغيرة، "لكننا مصرون على الإصلاح .. رغم كل ما يفعله أولئك الذين يضعون العصي في دواليبنا".



-----------------------------------------------------------
اخوتكم في اللجنة الإعلامية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح
دولة فلسطين - وعاصمتها القدس الشريف

اجمالي القراءات 4149