لو قامت الخلافة المسماة بالاسلامية في المغرب ماذا سيحدث بالضبط الجزء الثاني ؟
الى صلب الموضوع
لقد منح الله سبحانه و تعالى لهذه البلاد أسباب التقدم و التنمية الشمولية حيث هي تتمثل في الانسان العاقل و الواعي و الصانع لحضارة متطورة عبر الزمان و المكان و رافعة لشعار رفض الظلم و الجور و الاستعمار مهما كان مصدره او أهدافه و غاياته لان الامازيغ هم أصحاب الحضارة و العقلانية و القوانين الوضعية المتميزة بالنزعة الإنسانية و الحكمة بين الشرع الإسلامي و ضروريات العصر ....
و طبعا ان اجدادنا الامازيغيين ليسوا ملائكة او رسل من عند خالق هذا الوجود بل هم في نهاية المطاف بشر يصيبون و يخطئون التقدير و التصرف بسبب عاطفتهم الدينية الطبيعية و المبالغة فيها في أحيانا كثيرة ....
و بسبب غريزتهم البشرية نحو احتلال الأوطان و الاراضي مثل جميع الأمم قديما و حديثا من قبيل الولايات المتحدة الامريكية باعتبارها مهد القيم الغربية أي الديمقراطية و حقوق الانسان و العلمانية و الحرية الخ........
غير ان هذه القيم الرفيعة لم تمنع أمريكا ابدا في احتلال عدة دول حول العالم مثل أفغانستان في سنة 2001 و في احتلال العراق في 2003 أي منذ اكثر من 20 عام فقط بمعنى ان كل الأمم لها أطماع بشرية في تملك أراضي الغير قديما و حديثا تحت أي غطاء من قبيل نشر الديانات السماوية في سالف العصر و الأوان و من قبيل نشر الديمقراطية و حقوق الانسان الكونية مع حالة الولايات المتحدة الامريكية بجلال قدرها في هذا العالم باعتبارها قائدة له في الاقتصاد و في السياسة الدولية و في حقوق الانسان و في العلوم الإنسانية الخ ..........
لكن ان الولايات المتحدة الامريكية لها اثرها الإيجابي في استخلاف الانسان في الأرض من ناحية العلوم الإنسانية و القوانين الإنسانية عبر الإعلان العالمي لحقوق الانسان في فاتح دجنبر 1945 أي ان الاستحلاف في الأرض لن يكون على الاطلاق برجوع الخلافة المسماة بالاسلامية الى حيز الوجود او تطبيق الشريعة الإسلامية في تشويه واضح للاسلام و للمسلمين الان امام تقدم الغرب المسيحي منذ قرون من الزمان نحو الدولة المدنية و عزل الدين في الكنيسة او في الحياة الخاصة للمؤمنين به........
و رغم ذلك فان المسيحية لم تنقرض نهائيا من هذه المجتمعات كما يتوهم شيوخ ذوي عقول الدجاج كما اعتبرها الدكتور محمد فائد في الكثير من فيديوهاته الجميلة ...
ان المسيحية في تلك المجتمعات مازالت تحتل المكانة الرفيعة بالرغم من الدولة المدنية و من العلمانية الخ........
انني لا ادافع هنا عن الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها قائدة غرب استعماري قديم الذي ظل يبحث عن استغلال خيرات دول المسلمين و الافريقية المادية و الفلاحية و النفطية الخ من هذه الخيرات بدون أي مقابل حيث انظروا الان الى أفغانستان بعد 20 عام من الاحتلال الأمريكي له الى ان قررت أمريكا بشكل مفاجئ الخروج من هذا البلد المسلم في صيف سنة 2021 و هو الان تحت حكم حركة الطالبان المتطرفة كنموذج صارخ لفشل مقاربة فرض الديمقراطية و حقوق الانسان من الخارج على مجتمع مسلم غارق أصلا في اوحال التطرف الوهابي و الاخواني منذ اواخر ثمانينات القرن الماضي ...................
و كما قلت فان الأمم قديما و حديثا لها غريزة بشرية لتملك الأراضي و الخيرات المادية و الرمزية عبر الاستعمار العسكري و الاستعمار الأيديولوجي حيث ظل المغرب الى حدود سنة 1930 ثابت على حكم المرجعية الامازيغية الإسلامية في مجموع التراب الوطني الشاسع آنذاك أي باحتساب الصحراء الشرقية الخ و حكم السلطة المركزية بتطبيق الشريعة الإسلامية و حدودها في مجال محدود لا يتعدى مدن المركز حسب علمي المتواضع أي قبل سنة 1930 لا احد كان يطرح السؤال التالي لماذا لم يطبق الامازيغيين الشريعة الإسلامية او حدودها في قبائلهم المتدينة أصلا او كفرهم لذلك السبب الموضوعي...................
لكن مع دخول أولى التاثيرات المشرقية الى المغرب سنة 1930 ظهرت حركة تسمى بالحركة الوطنية بعد اكثر من 30 سنة من مقاومة اسلافنا الامازيغيين بالحديد و النار ضد الاستعمار المسيحي ببعده الفرنسي و الاسباني في مجموع التراب الوطني الشاسع وقتها بدون الحاجة الى تطبيق الشريعة الإسلامية او حدودها على الاطلاق على اعتبار ان الامازيغيين قد ادركوا منذ اعتناقهم للاسلام ان هذا الدين العالمي له قيم عليا تتناسب مع الضمير الأخلاقي لاي انسان عاقل في هذا العالم و ادركوا كذلك منذ ذلك الحين ان الاعراب في الدولة الاموية قد تجاوزوا كل الخطوط الحمراء مع هذا الدين الإنساني باعتباره قد جاء أصلا لرفع الاصر و الاغلال على الانسان بمعنى انه لم يأتي لقهره و استعباده على الاطلاق ...................
و منذ ذلك الحين انطلقت الحركة الوطنية في أهدافها الرامية الى تشويه الامازيغيين و حضارتهم المدنية من خلال اختراع اكذوبة الظهير البربري المعروفة و نسب الهوية الامازيغية بشموليتها الى الاستعمار الفرنسي و الى الجاهلية الخ من هذه الصور النمطية حيث تم ترويج للخطاب السلفي و المعزز لفقه الجمود و النقل الاعمى بالقوة في صفوف الفقهاء و العلماء بان الامازيغيين قد طبقوا قوانين الجاهلية ما انزل الله بها من سلطان و أرادوا ان يصبحوا من المسيحيين لمجرد عدم تطبيقهم للشريعة الإسلامية كما فهمها السلف الطالح في دولة الخلافة بالمشرق العربي ..........
و عند استقلال المغرب الشكلي عن الدولة الفرنسية سنة 1956 قررت السلطة العليا بصريح العبارة اماتة المرجعية الامازيغية الإسلامية داخل مؤسسات الدولة الحديثة كما تسمى بصفة نهائية و تم الاعتماد على القوانين الوضعية الفرنسية لوحدها لتحديث الدولة عبر احداث البرلمان و الدستور الخ من مسائل الدولة الحديثة ....
و لم تطبق الشريعة الإسلامية او حدودها لان المنطق السليم يقول ان الشريعة الإسلامية لا تصلح للدولة الحديثة اطلاقا بل انها تصلح فقط لدولة الخلافة التي سقطت منذ سنة 1923 بتركيا و لن تعود ابدا كما يتوهم الشيوخ و الدعاة ذوي عقول الحمير و تعلمون مادا اقصد باعتباري احترم كثيرا الفقهاء المغاربة الذين يقولون الحكمة و الكلام الطيب ...
ان المرجعية الامازيغية الإسلامية كانت وقتها أي في سنة 1956 جاهزة لبناء الدولة الحديثة من ناحية القوانين الوضعية و من ناحية المؤسسات الديمقراطية و النابعة من تاريخنا العريق و من ناحية الفدرالية و من ناحية الامن الروحي من خلال الإسلام الامازيغي عبر الزوايا الصوفية الخ حسب رايي المتواضع لان السلطة العليا آنذاك لا تريد أي نقاش مهما كان حول الهوية الامازيغية نهائيا سواء داخل الدولة او داخل المجتمع بحكم تبني الحركة الوطنية عند تاسيسها سنة 1930 فكرة تقديس المشرق العربي و الغرب المسيحي على حد السواء و تحقير المغرب كحضارة مدنية بمعنى الكلمة و الوصف ..................
ان المغرب الرسمي منذ سنة 1956 الى سنة 2001 قد حاول اماتة المرجعية الامازيغية الإسلامية بكل ابعادها و تجلياتها لاجل مشرقية كل شيء عندنا حيث فتح المغرب الرسمي ابوابه امام تيارات الإسلام السياسي المشرقية منذ بدايات ستينات القرن الماضي و كما سمح بدخول الوهابية الى بلادنا ابتداء من سنة 1979 حيث هي أخطاء قاتلة نرى ثمارها الان عبر الخطاب الديني الرسمي الذي يتسم أحيانا بالتخلف الراجع الى صحراء شبه الجزيرة العربية و الفقيرة من ناحية الحضارة و من ناحية القيم الإنسانية و الأخلاقية ....
و يتسم خطابنا الديني الرسمي أحيانا بالعنف تجاه المراة العصرية التي تخالف تماما مع المراة الموجودة في فقه دولة الخلافة أي في خانة الحرة التي لا تخرج الا الى بيت زوجها او الى القبر باعتبارها عورة من الراس الى الاقدام او في خانة الجارية التي لا تلبس ملابس الحرة بل انها تلبس ملابس تظهر محاسنها للرجال في سوق النخاسة في عز النهار و ليس في جنح الظلام بمعنى ان المراة عندنا في المغرب ما قبل الإسلام و ما بعده كانت تتوفر على الهالة من التوقير و الاحترام بمعنى انها لا تباع او لا تشترى في أسواق النخاسة نهائيا في قبائل الامازيغيين على اقل حسب علمي المتواضع بل كانت تشارك الى جانب الرجل في الحقول الفلاحية أي العمل فيها و في الحقول الأخرى من قبيل السياسة و الدين و القضاء و الفن الراقي الخ...............
و للحديث بقية