الثالوث فى الإسلام

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ١٦ - سبتمبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

الثالوث فى الإسلام
الثالوث أو ثالث ثلاثة أو ثلاثة تعبير يطلق على عقيدة من عقائد النصارى الذين يدعون أنفسهم حاليا بالمسيحيين
والمعنى :
أن الله واحد من ثلاثة آلهة وهم يقولون عليهم أنهم ثلاثة فى واحد وهذه العقيدة المعنى الأشهر هى أن الثلاثة:
الله والمسيح (ص) الذى يسمونه الابن والروح القدس وهو جبريل (ص)
ولكن فى القرآن نجد أن شركة الآلهة المتحدة يحذف منها عند فريق منهم الروح القدس وتوضع الأم بدلا منها
اعتبار الثالوث كفر :
بين الله لنبيه(ص)أن الذين قالوا:إن الله ثالث ثلاثة والمراد أن الله هو أحد الآلهة الثلاثة الله وعيسى(ص)والروح القدس وفى قول مريم(ص) بدلا من الروح القدس قد كفروا أى كذبوا فى قولهم ويبين له أن ما من إله إلا إله واحد والمراد لا يوجد سوى رب واحد هو الله ويبين له أن النصارى إن لم ينتهوا أى يمتنعوا عما أى عن الذى يقولون أى يفترون على الله فسوف يمس الذين كفروا منهم عذاب أليم ويفسره قوله بسورة الأنعام"والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب "فكفروا تعنى كذبوا بآياتنا والمراد أنهم سوف يصيبهم العقاب الشديد ويسأل الله أفلا يتوبون إلى الله ويفسره قوله بسورة الصافات"أفلا تعقلون"والمراد أفلا يعقلون فيعودون إلى دين الله وفسره بأنهم يستغفرونه أى يطلبون العفو عن ذنوبهم بالرجوع إلى دين الله ويبين لهم أنه غفور أى عفو رحيم أى نافع لمن يتوب لله .
وفى هذا قال تعالى :
"لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم"
ونجد أن آية الثالوث اتبعت بذكر الابن وأمه مريم وهو اعتقادالفريق الذى لا نجده موجود حاليا ولا ذكر له في الكتب
وفى هذا قال تعالى :
"ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الأيات ثم انظر كيف يؤفكون"
النهى عن قول الالهة ثلاثة :
خاطب الله أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق فيقول:لا تغلوا فى دينكم والمراد لا تنسبوا إلى وحيكم سوى الحق وفسره بقوله لا تقولوا على الله إلا الحق والمراد لا تنسبوا إلى الله سوى العدل وهو أن المسيح ابن مريم والكلمة هنا هى للتأكيد على أنه ولد مريم(ص) وحدها وهو رسول أى مبعوث الله لبنى إسرائيل وكلمة ألقاها لمريم والمراد ورحمة أعطاها الله لمريم(ص)مصداق لقوله بسورة مريم"ورحمة منا "ويقول لهم:لا تقولوا ثلاثة والمراد ثلاثة آلهة هم الله والمسيح(ص)ومريم (ص) وأحيانا بدلا من مريم(ص) الروح القدس وأحيانا بدلا من الله مريم(ص)ويقول لهم انتهوا أى امتنعوا عن تصديق هذا القول وقوله فهو خير لكم أى أفضل ثواب لكم ،ويقول:إنما الله إله واحد أى رب واحد لا ثانى له سبحانه أى الطاعة لحكمه أن يكون له ولد والمراد كيف يصبح له ابن وله ما أى الذى فى السموات وما أى الذى فى الأرض؟ والغرض من القول هو إخبارهم استحالة وجود ولد لله لعدم حاجته له لأنه يملك كل شىء،ويبين لهم أنه كفى به وكيلا أى ناصرا أى وليا للمؤمنين
وفى هذا قال تعالى :
"يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم فأمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما فى السموات وما فى الأرض وكفى بالله وكيلا"
وآية الثلاثة الثانية متبوعة بذكر المسيح (ص)والملائكة وليس الروح القدس
وفى هذا قال تعالى:
"لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا فأما الذين أمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون من دون الله وليا ولا نصيرا"
وهذات القول الذى يضع الملائكة مكان الروح القدس ورد في العهد الجديدما يؤكد أن العقيدة كانت تأليه الملائكة وليس الروح القدس وحده وهو قول سفر لوقا :
"فَبِهِ يَسْتَحِي ابْنُ الإِنْسَانِ لَدَى عَوْدَتِهِ فِي مَجْدِهِ وَمَجْدِ الآبِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْمُقَدَّسِينَ."(9-26)
وأما العقيدة المعروفة حاليا فقد وردت في سفر متى في القول :
" فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِليَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ 19 فَاذْهَبُوا إِذَنْ، وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ"(28-19)
والثالوث هى :
عقيدة موجودة فى عدة ديانات ولكن بصيغ مختلفة ويبدو أن لها أصل إلحادى حيث أن من حرفوا الأديان كلها بعد انهيار الدولة المسلمة الأخيرة حاولوا وضع أصولهم فى حياة الناس بأشكال تجعل كل الديانات فى النهاية تنتمى لأصولهم
نجد فى الهندوسية ثالوث أخر وهو:
براهما وفشنو وشيفا
وهذا الثالوث يمثل فى شكل رقبة لها ثلاث رءوس
وقد فرق أحد الكتاب بين الثالوث النصرانى والهندوسى فى عدة أمور هى :
الأول الثالوث النصرانى ثابت فوجود الثلاثة معا أمر لا يتغير بينما الثالوث الهندوسى متغير بمعنى :
وجود واحد من الثلاثة يلغى وجود الاثنين الأخرين
أولا وجود أحد أفراد الثالوث الهندوسي يلغى وجود الاثنين الآخرين
الثانى :
الثالوث الهندوسى كل واحد مختص بأعمال غير أعمال الأخر فبراهما من يخلق الأشياء عندهم وشيفا وظيفته هى عمل الشرور بينما فيشنو يعمل الخيرات
· ثانيا الثالوث الهندوسي ثلاثة آلهة مختلفة الطبيعة لكل إله عمل يختص به ولا يقوم أو يشترك فيه الاثنين الآخرين
الخلق يقوم به برهما ولا يقوم به الاثنين الآخرين الخير يقوم به فيشنو ولا يقوم به الاثنين الآخرين الشر يقوم به شيفا ولا يقوم به الاثنين الآخرين
وأما الثالوث النصرانى فالثلاثة يخلقون معا كما ورد في سفر يهوديت : "إياك فلتعبد خليقتك بأسرها لأنك أنت قلت (الآب) فكانوا أرسلت روحك (الروح القدس) فخلقوا وليس من يقاوم كلمتك (الابن) (16: 17)
وفى سفر المزامير:
"ترسل روحك (الروح القدس) فتخلق وتجدد وجه الأرض (مز 104: 30)
وفى سفر كولوسى:
الذي هو صورة الله (الابن) غير المنظور بكر كل خليقة فانه فيه (الابن) خلق الكل ما في السماوات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل به وله (للابن) قد خلق (1: 15 , 16)
الثالث الثالوث الهندوسى منقسم على نفسه حيث يلغى شيفا عمل فشنو والعكس بينما الثالوث النصرانى لا يفعل ذلك فهو واحد في عمله
ويطلق على الثالوث الهندوسى الأشكال الثلاثة أو تريمورتى
ثالثا الثالوث الهندوسي منقسم على ذاته فما يقوم الشيفا ينقض ما يقوم به الفشنو
قطعا الملحدون الذين اخترعوا الديانات وضعوا أصولهم كالصليب والزهرة الثلاثية والتقاسيم الثلاثية والقضيب والمهبل في حياتنا المعاصرة في الأبنية والأثاث فالقضيب ممثل في المآذن وأبراج الكنائس والباجودات والمسلات والصفن ممثل في القباب بجوار ما سبق وساحات المساجد والكنائس والمعابد كلها من الداخل تمثل مهابل النساء للناظر من أعلاها ووضعوا أحجارا على شكل مهابل داخل ما يسمونه قدس الأقداس والصلبان تراها في الشبابيك الرباعية وحتى السداسية عند قفلها وفى شعارات النوادى والشركات كما ترى الزهرة الثلاثية في الأبواب الحديدية وكذلك في شعارات النوادى والشركات وكذلك معظم التقاسيم فيما يسمى حدادة البيوت كلها تشير لثالوث وقطعا هذا الثالوث ليس ما نعرفه من ثالوث النصارى أو الهندوس وإنما ثالوث الإلحاد الذى نجهل ماهيته فهل هو الثلاثة الكبار الذين هدموا دولة الحق ام يقصدون شهوات الجنس والمال والقوة أم يقصدون أمورا أخرى؟