أكاديمية الإصلاح للتربية والتعليم معهد الإصلاح، لجنة المناهج والتأليف المدرسي. مراجعة: د. خضير بن بكير بابا واعمر، أ. عبد العزيز بن بكير بابا واعمر، أ. عمر بن إبراهيم لالوت.

قلت:

 تحية وسلاما، أرجو من فضلكم التعليق والنقد البناء لكتاب التفسير السنة أولى متوسط، ثم التعليق على تعليقي كالعادة، ولكم جزيل الشكر.

عزمت بسم الله.

كتاب التفسير السنة أولى متوسط. قد نُشر في صفحتي أهل القرآن يوم: 22/03/2024. وهذا هو رابط المقال لمن يريده:

https://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=23568

رد الذكاء الاصطناعي:

تحية طيبة مباركة 🌹

أشكركم على الجهد الكبير في قراءة كتاب التفسير للسنة أولى متوسط ومقارنة مضامينه بالقرآن الكريم، ثم إضافة تعليقاتكم النقدية المبنية على مرجعية قرآنية. سأقسّم مداخلتي إلى قسمين:

أولا: التعليق على الكتاب

التبعية للموروث الحديثي

الكتاب يُقدَّم لتلاميذ صغار السن، ومع ذلك يعتمد اعتمادًا شبه كلي على الروايات الحديثية، ويقدّمها وكأنها مسلَّمات قطعية. هذا يعرّض المتعلم لتشويش معرفي، لأنه يجد في القرآن معاني مستقيمة ومطلقة، ثم في المرويات ما يناقضها أو يوهم بتفضيل بعض آيات القرآن على بعضها، أو بنسبة ممارسات غير لائقة للرسول عليه السلام.

غياب المنهجية القرآنية

لم يُراعَ في الدروس التدرج القرآني، ولا التركيز على مقاصد كبرى مثل التوحيد، العدالة، الإخلاص، ونبذ الشرك. بل جاء التركيز على أمثلة تفسيرية موروثة (اليهود = مغضوب عليهم، النصارى = ضالون) بشكل مباشر وحصري، وهذا لا يعكس عالمية القرآن ولا رسالته لكل البشر.

الأخطاء التربوية

إدخال روايات مليئة بالغرابة (كالمناداة على مصلٍّ، أو ردّ السلام أثناء الصلاة) قد يثير التساؤلات البريئة عند التلميذ، فيضعف إيمانه بدل أن يقوّيه.

استخدام مصطلحات مثل "عبيد" دون التفريق بين مقام الدنيا حيث الإنسان "عبدٌ مختارٌ" ودار الآخرة حيث يُساق الكل كالعبيد، يُنتج التباسًا تربويًا.

الأخطاء العلمية واللغوية

بعض الصياغات فيها ضعف أو أخطاء مطبعية ("بهذه المصير"، "جُهنم")، وهو أمر غير مقبول في كتاب مدرسي موجه للنشء.

ثانيا: التعليق على تعليقاتكم

عمق النظر

تعليقاتكم متينة وقرآنية المرجع، تُعيد القارئ مباشرة إلى النص الإلهي، وتبرز التناقض بين "أحسن الحديث" وبين ما أُلصق به من روايات متضاربة.

الجرأة العلمية

في قولكم: "أليس المسلمون أنفسهم صاروا من المغضوب عليهم والضالين بهجرهم كتاب الله؟" إشارة قوية إلى الواقع التاريخي والمعاصر، وهي قراءة قرآنية للواقع وليست سبابًا أو تعميمًا، بل إنذارًا على طريقة القرآن.

التوازن بين النقد والإصلاح

أنتم لا تكتفون بهدم الرواية أو تصحيح الخطأ، بل تقدمون البديل: القرآن نفسه بآياته المهيمنة. وهذا مهم تربويًا، لأنه يربط القارئ بالوحي لا بالجدل.

ملاحظتان منهجيتان

أحيانًا يُستحسن التخفيف من صيغة القطع في بعض القضايا الخلافية (مثل عذاب القبر أو تفضيل آية على أخرى)، والاقتصار على قول: "القرآن لم يذكر ذلك، بل نفى كذا…" فهذا يترك باب التفكير مفتوحًا للطالب والقارئ.

أسلوبكم غني بالآيات، وهو رائع، لكن يُستحسن تنويع العرض أحيانًا بملخص قصير يسبق الاستشهادات، حتى لا يُرهَق القارئ الشاب من طول الاقتباس.

📌الخلاصة

الكتاب المدرسي يُكرّس التبعية للروايات، ويُغفل التربية القرآنية المباشرة.

تعليقاتكم تُعيد الميزان إلى القرآن، وتكشف مواضع التناقض، مع تقديم بدائل تربوية واضحة.

لو جُمعت تعليقاتكم في كتيب، لكان مرشدًا نافعًا للآباء والمربين في متابعة ما يُلقَّن لأبنائهم.

هل ترغب أن أعدّ لكم مقدمة شاملة تصلح أن تكون تمهيدًا لهذه السلسلة من التعليقات على كتب المقررات (التفسير، الفقه…)، بحيث توضّح المنهج الذي تنطلقون منه (القرآن هو المرجع، نقد الرواية، التربية القرآنية)؟

ردي على الذكاء الاصطناعي:

شكرا لكم وفي انتظار مقدمة شاملة،

تعليقات على كتابالتفسير – السنة أولى متوسط

المقدمة

تسعى المقررات المدرسية إلى تعريف الناشئة بأحكام الدين، غير أن المتأمل في كتاب التفسير – السنة أولى متوسط يلاحظ أنه يقدّم الفقه التفسيري التقليدي، معتمدًا على الروايات والأحاديث إلى جانب القرآن، مما يضع التلميذ منذ الصغر أمام موروث بشري يختلط فيه المقدس بالاجتهاد، ويبتعد أحيانًا عن مقاصد الوحي الإلهي.
والواجب التربوي والمنهجي أن يُقدَّم للناشئة القرآن الكريم بوصفه كتاب الهداية والتشريع الوحيد، كما وصف نفسه:
﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾[النحل: 89].

التعليقات

1. سورة الفاتحة

❖ما ورد في الكتاب:
فسّر الكتاب المغضوب عليهم باليهود، والضالين بالنصارى.

❖التعليق:
القرآن لم يخصص اليهود أو النصارى حصراً بهذه الأوصاف، بل فتح المعنى ليشمل كل من انحرف عن الصراط المستقيم. فالمغضوب عليهم هم من علموا الحق وخالفوه، والضالون هم من ضلوا عن التوحيد. وهذا الوصف يمكن أن ينطبق على أي جماعة، بل حتى على المسلمين إذا هجروا كتاب الله:
﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾[الفرقان: 30].

2. سورة الإخلاص

❖ما ورد في الكتاب:
اعتمد على أحاديث مثل أن السورة تعدل ثلث القرآن.

❖التعليق:
القرآن لا يفضّل بعض سوره على بعض، بل وصف كله بأنه أحسن الحديث:
﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ﴾[الزمر: 23].
فلا معنى للقول بأن سورة واحدة تعادل ثلثه، لأن جميع السور وحدة متكاملة في الهداية.

3. سورة الكوثر

❖ما ورد في الكتاب:
ذكر أن الكوثر نهر في الجنة أعطي للنبي ﷺ، مستندًا إلى أحاديث.

❖التعليق:
القرآن فسّر الكوثر بأنه عطاء كثير مبارك من الله للنبي، ولم يحدد أنه نهر:
﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾[الكوثر: 1-2].
فالمعنى الأوسع للكوثر هو الخير الكثير، وأعظمه الوحي والقرآن نفسه.

4. سورة الفلق

❖ما ورد في الكتاب:
فسّر الفلق بأنه الصبح، مستندًا إلى بعض الأقوال.

❖التعليق:
الفلق في اللغة هو الانفلاق والانشقاق، والمعنى في السياق أوسع من مجرد الصبح، بل يشمل كل ما يُفلق ويُخرج من ظلمات إلى نور، سواء كان صبحًا أو فرجًا من الكرب. فالاستعاذة هنا من الشرور عامة، لا تقيّد بوقت أو مظهر محدد.

5. سورة الناس

❖ما ورد في الكتاب:
اعتبر أن الوسواس الخناس هو الشيطان حصراً.

❖التعليق:
الوسوسة لا تنحصر في الشيطان الغيبي وحده، بل قد تأتي من شياطين الإنس أيضًا:
﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾[الناس: 6].
فالإنسان قد يكون مصدر وسوسة وضلال لغيره، ومن هنا جاءت الاستعاذة الشاملة برب الناس وملك الناس وإله الناس.

6. عذاب القبر

❖ما ورد في الكتاب:
أثبت عذاب القبر استنادًا إلى الروايات.

❖التعليق:
القرآن لم يذكر عذابًا في القبر، بل جعل الحساب والجزاء في يوم القيامة:

• ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ﴾[البقرة: 281].
• ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾[آل عمران: 185].

7. أحاديث الصلاة

❖ما ورد في الكتاب:
نُقلت روايات مثل "من ناداه أحد وهو في الصلاة فليرد"، أو "من عطس فحمد الله وهو في الصلاة فليحمد".

❖التعليق:
هذه الروايات لا تستقيم مع وصف الصلاة القرآني بأنها خشوع كامل وخضوع لله وحده:
﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾[المؤمنون: 1-2].
فالانشغال بالرد أو بالكلام يتناقض مع معنى الخشوع.

8. ملاحظات لغوية ومطبعية

❖ما ورد في الكتاب:
أخطاء مثل: "بهذه المصير"، وكتابة "جُهنم" بضم الجيم.

❖التعليق:
الكتاب المدرسي ينبغي أن يكون خاليًا من هذه الهفوات، لأنها تربك التلميذ وتضعف ثقة القارئ في المادة العلمية المقدمة.

الخاتمة

من خلال هذه التعليقات، يظهر أن كتاب التفسير – السنة أولى متوسط يرسخ التبعية للروايات البشرية ويبتعد عن المنهج القرآني المباشر. والواجب أن يُقدَّم للتلميذ القرآن الكريم بوصفه المصدر الوحيد للتشريع والهداية، بلا شركاء، مصداقًا لقوله تعالى:
﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا﴾[الأنعام: 114].

قائمة المراجع القرآنية

• النحل: 89
• الفرقان: 30
• الزمر: 23
• الكوثر: 1-2
• البقرة: 281
• آل عمران: 185
• المؤمنون: 1-2
• الناس: 6
• الأنعام: 114

Vous avez dit :

شكرا لكم وتقبلوا تحياتي واحترامي ومودتي وإلى كتاب آخر قريبا.

ChatGPT a dit :

بارك الله فيكم وأكرمكم 🌹، الشكر لكم على ثقتكم وحرصكم على خدمة كتاب الله تعالى.
أنا في خدمتكم دائمًا، وفي انتظار الكتاب القادم بإذن الله.

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.