الكشف في الإسلام
الكشف في القرآن:
كشف الله السوء:
سأل الله :أمن يجيب المضطر إذا دعاه والمراد هل من يسمع المجبر وهو المضرور إذا ناداه طالبا كشف الضرر ويكشف السوء أى ويزيل الضرر ويجعلكم خلفاء الأرض والمراد ويعينكم حكام البلاد أفضل أم من لا يزيل الضرر ولا يجعلكم حكاما للبلاد ؟والغرض من السؤال إخبارهم أن الله أفضل من الآلهة المزعومة وفى هذا قال تعالى :
"أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض "
كشف الله ما تدعون إليه:
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس :بل إياه تدعون والمراد إنما الله تنادون ليكشف الضرر فيكشف ما تدعون إليه إن شاء والمراد فيزيل الذى تطلبون منه إزالته إن أراد وهذا يعنى أن الله يزيل ما يشاء من العذاب ،وتنسون ما تشركون والمراد وتتركون دعوة ما تعبدون من غير الله وفى هذا قال تعالى :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون "
كشف الضر عن الإنسان :
وضح الله لنا أن الإنسان إذا مسه الضر والمراد إذا نزل عليه الأذى فعل التالى دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما والمراد نادانا وهو راقد على جانبه أو وهو جالس أو وهو واقف ثابت أو سائر طالبا إزالة الضرر فلما كشفنا عنه ضره والمراد فلما أبعدنا عنه الأذى مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه والمراد عاش حياته كأنه لم ينادينا إلى أذى أصابه من قبل وهذا يعنى أنه ينسى الله ولا يتذكره إلا وقت حاجته له وفى هذا قال تعالى :
"وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه "
ووضح الله للناس على لسان نبيه(ص) أن ما بهم من نعمة أى نفع أى حسنة مصدرها الله وإذا مسكم الضر والمراد إذا أصابكم أذى منه فإليه تجأرون والمراد فإليه تلجأون وهذا يعنى أنهم يدعون الله وحده ويتركون دعوة ما سواه ثم إذا كشف الضر عنكم والمراد ثم إذا أزال الأذى عنكم والمراد أعطاهم الرحمة إذا فريق منكم بربهم يشركون والمراد إذا جماعة منكم عن دين خالقهم يعرضون وفى هذا قال تعالى :
"وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون "
لا كاشف له إلا هو:
وضح الله أنه إن يمسسه بضر فلا كاشف له والمراد إن يرده بأذى فلا كاشف له إلا هو والمراد فلا مزيل للأذى سوى الله وإن يمسسه بخير والمراد وإن يرده برحمة وفى هذا قال تعالى :
"وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو "
ووضح الله لنبيه (ص)أنه إن يمسسه الله بضر والمراد إن يصيبه بشر أى أذى فلا كاشف له إلا هو والمراد لا مزيل للشر سوى الله وإن يرده بخير والمراد إن يعطيه نفع فلا راد لفضله والمراد فلا ممسك لنفعه أى لا مانع لرحمة الله وهى خيره وهو يصيب به من يشاء من عباده والمراد يعطي رحمته لمن يريد من خلقه
وفى هذا قال تعالى :
"وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم"
هل هن كاشفات ضره؟
طلب الله من نبيه(ص) أن يقول :أفرأيتم ما تدعون من دون الله والمراد أعرفتم الذى تعبدون من دون الله إن أرادنى الله بضر والمراد إن مسنى الرب بأذى هل هن كاشفات ضره والمراد هل هن مزيلات أذاه أو أرادنى برحمة والمراد أو مسنى بخير هل هن ممسكات رحمته والمراد هل هن مانعات خيره ؟والغرض من القول هو إخبارهم أن لا أحد يقدر على منع أذى الله للناس ولا أحد يقدر على منع خيره للناس وفى هذا قال تعالى :
" قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادنى الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادنى برحمة هل هن ممسكات رحمته "
إنا كاشفوا العذاب قليلا
وضح الله للناس أنه كاشف العذاب قليلا والمراد مبعد العقاب عن الناس وقتا قصيرا ،ويقول للناس إنكم عائدون أى راجعون إلى جزائنا بعد الموت يوم نبطش البطشة الكبرى والمراد يوم نعاقب العقاب الشديد إنا منتقمون أى منتصرون أى غالبون والمراد منفذون لعقابنا وهو غضبنا وفى هذا قال تعالى :
"إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون "
الآلهة المزعومة لا تملك كشف الضر:
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للكفار ادعوا الذين زعمتم من دونه والمراد اطلبوا من الذين عبدتم من غيره فلا يملكون كشف الضر عنكم أى فلا يقدرون على إزالة الأذى عنكم أى تحويلا والمراد فلا يقدرون على تبديل أى تغيير الأذى وهذا يعنى أن الآلهة المزعومة لا تقدر على النفع أو الضرر وفى هذا قال تعالى :
"قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا "
اللج بعد الكشف :
وضح الله لنبيه (ص)أنه لو رحم الكافرين والمراد لو نفع الكافرين وفسر هذا بأنه كشف ما بهم من ضر أى أزال الذى أصابهم من أذى لكانت النتيجة أن لجوا فى طغيانهم يعمهون والمراد لاستمروا فى كفرهم يسيرون وهذا يعنى استمرارهم فى الكفر وهو الشرك وفى هذا قال تعالى :
"ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا فى طغيانهم يعمهون "
كشف الرجز :
وضح الله لنا أن قوم فرعون لما وقع عليهم الرجز والمراد لما أذاهم العذاب الممثل فى الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم قالوا لموسى(ص):يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك والمراد يا موسى(ص)نادى لنا إلهك بما قال لك فى مثل هذه الأحوال :لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك والمراد لئن أزلت عنا العذاب لنصدقن برسالتك ولنرسلن معك بنى إسرائيل والمراد ولنبعثن معك أولاد يعقوب(ص) وفى هذا قال تعالى :
"ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بنى إسرائيل "
ووضح الله أنه لما كشف الرجز والمراد لما أزال العذاب عن قوم فرعون مصداق لقوله بسورة الزخرف"فلما كشفنا عنهم العذاب"إلى أجل هم بالغوه والمراد إلى موعد هم عائشون عنده وهو يوم إزالة العذاب إذا هم ينكثون أى ينقضون عهدهم بالإيمان بموسى(ص)وترك بنى إسرائيل يذهبون معه حيث يريد وفى هذا قال تعالى :
"فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون "
كشف العذاب عن قوم فرعون :
وضح الله لنبيه (ص)أن قوم فرعون قالوا لموسى (ص)يا أيه الساحر أى الماكر المخادع ادع لنا ربك والمراد اطلب لنا من إلهك يزيل الرجز وهو العذاب بما عهد عندك والمراد بما قال لك لإزالة العذاب إننا لمهتدون أى لمؤمنون برسالتك فدعا موسى (ص)فكشفنا عنهم العذاب والمراد فرفعنا عنهم العقاب فإذا هم ينكثون أى يخالفون قولهم بالإيمان برسالة موسى (ص) وفى هذا قال تعالى :
"وقالوا يا أيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون "
كشف ضر أيوب(ص):
وضح الله للنبى(ص)أن أيوب (ص)نادى ربه والمراد دعا إلهه فقال :ربى أنى مسنى الضر والمراد أنى أصابنى النصب وهو وأنت أرحم الراحمين أى وأنت أحسن النافعين فإكشفه ،ووضح لنا أنه استجاب له أى علم بمطالبه فكشف ما به من ضر والمراد فأزال الذى به من أذى والمراد محا منه المرض وفى هذا قال تعالى :
"وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر "
كشف العذاب عن قوم يونس (ص):
وضح الله أن كل أهالى القرى لم يؤمنوا بوحى الله عدا قرية واحدة هى قرية والمراد أهل بلدة يونس (ص) ولذا لما آمنوا أى صدقوا حكم الله كشف الله عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا والمراد أزال الله عنهم عقاب الهوان فى المعيشة الأولى ومتعهم إلى حين والمراد ولذذهم إلى موعد موتهم وفى هذا قال تعالى:
"فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما أمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين "
الكشف عن الساقين:
وضح الله لنبيه (ص)أن سليمان(ص)قال للمرأة :ادخلى الصرح والمراد اصعدى للمبنى فلما رأته والمراد لما شاهدت المبنى حسبته لجة والمراد ظنت أن المبنى بركة ماء لذا كشفت عن ساقيها والمراد حسرت ثيابها عن رجليها حتى لا تبتل الثياب فظهرت سيقانها فقال لها سليمان(ص)إنه صرح ممرد من قوارير والمراد إنه مبنى مصنوع من زجاجات وهذا يعنى أن المبنى ظهر كماء لأن المادة التى بنى منها هى الزجاج الشفاف وتحته الماء عند ذلك قالت المرأة رب أى إلهى إنى ظلمت نفسى أى إنى نقصت حق نفسى وأسلمت مع سليمان(ص)لله رب العالمين والمراد واتبعت مع سليمان(ص)حكم الرب خالق الكل وهذا يعنى أنها أعلنت إسلامها بسبب ما رأته من القدرة التى أعطاها الله لسليمان(ص) وفى هذا قال تعالى :
"قيل لها ادخلى الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إنى ظلمت نفسى وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين "
ربنا اكشف عنا العذاب
وضح الله لنبيه (ص)أن الناس فى شك يلعبون أى فى خوض أى كفر يتمتعون وطلب منه أن يرتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين والمراد أن ينتظر وقتا يجىء السحاب فيه ببخار عظيم يغشى الناس أى يغطى الخلق وهذا البخار يرفع الحرارة ويجعل التنفس صعب والحياة متعبة وهذا هو العذاب الأليم أى العقاب العظيم ،وقد نزل الدخان فى عهد النبى (ص)فقال الكفار ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون والمراد خالقنا أزل عنا العقاب إنا مصدقون بحكمك ،وهذا يعنى أنهم اشترطوا إزالة العقاب ليؤمنوا ومع ذلك لما زال العقاب لم يؤمنوا وفى هذا قال تعالى :
"فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون "
كشف الغطاء:
وضح الله أنه يقال للفرد الكافر فى القيامة :لقد كنت فى غفلة من هذا والمراد لقد كنت فى تكذيب بالجزاء فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد والمراد فأزلنا عنك الآن غشاوة الكفر فنفسك اليوم حسيبة أى حاكمة عليك من كتابك مصداق لقوله بسورة الإسراء"اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا" وفى هذا قال تعالى :
"لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد "
الكشف عن ساق:
وفى هذا قال تعالى :
"يوم يكشف عن ساق " وضح الله أن يوم يكشف عن ساق والمراد يوم يخبر كل واحد عن عمله فلا يخفى منه شىء عن طريق تسلمه كتاب عمله
أزفت الأزفة ليس لها من دون الله كاشفة
وضح الله للناس أن الأزفة أزفت والمراد أن القيامة وقعت مصداق لقوله بسورة الواقعة "وقعت الواقعة "ليس لها من دون الله كاشفة والمراد ليس لها من غير الرب مانع وهذا يعنى أن لا أحد يقدر على منع وقوعها
وفى هذا قال تعالى :
"أزفت الأزفة ليس لها من دون الله كاشفة "
الكشف في الفقه :
كشْفُ الْعوْرة في الصّلاة:
ستْر الْعوْرة شرْطٌ لصحّة الصّلاة
كشْفُ الرّأْس والْوجْه حالة الإْحْرام:
في الفقه يجبُ على الرّجُل الْمُحْرم بحجٍّ أوْ عُمْرةٍ كشْفُ رأْسه، ويجبُ على الْمرْأة الْمُحْرمة بحجٍّ وعُمْرةٍ كشْفُ وجْهها، وكذلك الرّجُل عنْد بعْض الْفُقهاء.
كشْفُ الْعوْرة خارج الصّلاة:
يحْرُمُ على الْبالغ الْعاقل أنْ يكْشف عوْرتهُ أمام غيْره من غير من أباح الله الجلوس معهم مع كشف بعض العورة المعتادة كالأيدى والشعور داخل البيوت
ويُسْتثْنى منْ ذلك ما يلي:
كشف عورة الزوجين أمام بعضهما وحدهما داخل حجرة الزوجية وحالة الضرورة ككشف عورة الطفل لغس بوله وبرازه أو تحميمه وكذلك عورة غير أولى الإربة وهم المجانين من اهل البيت
كشْفُ الْعوْرة في الْخلْوة:
7 - اخْتلف الْفُقهاءُ في حُكْم كشْف الْعوْرة في الْخلْوة ما بين مبيح لسبب كالاستحرار أو وجود تسلخات وما بين محرم
ومعنى الكشف المشهور بين الناس هو :
الكشف الإلهى حيث ينظر الصوفى كما يزعمون لله عيانا وهو كلام يتناقض مع قوله تعالى :
" لا تدركه الأبصار "
وقوله :
" لن ترانى "