أطرح هذا الموضوع بين أيدي أهل القرآن ليبدوا آراءهم حياله. وقبل ذلك أسوق قصة بسيطة أمهد فيها للموضوع:
عادت قريبتاي قبل بضعة أيام من رحلة العمرة. خلال الرحلة تعرفتا إلى عدد من أفراد الحملة ومن جملتهم شابة تحدثت عن موقع أهل القرآن وأفكاره. ولكنها على ما يبدو أيضا كانت سببا في نفور القريبتان من الفكر المطروح هنا جملة وتفصيلا. فالشابة بعد الانتهاء من المناسك في مكة ولدى استعداد الحملة للمغادرة، كانت تقول: "باي كعبة، باي مكة!"، وفي سؤالها لإحدى السيدات : "هل ذهبتم لزيارة محمد في قبره؟؟" فكان النفور ناتج عن الاستهتار في الإشارة إلى الرسول الكريم، وفي الطريقة الكاجوال تماما في توديع بيت الله وأم القرى.
ما أطرحه هنا هو التالي: عندما نتكلم عن القرآن كونه كتاب الله الذي تعهد سبحانه بحفظه، ومنه نأخذ أحكامنا واجتهاداتنا والقصص الصادق، بل ونتتبع تاريخ النبي العظيم و المجتمع الإنساني الذي تألق خلال 23 سنة فقط، وترك بصماته إلى اليوم، وفي قولنا أننا ننبذ ما يخالف القرآن الكريم من تراث ومما نسب افتراءً إلى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، هل يجوز لأي كان اهمال الأدب والتأدب في التعامل مع شعائر الله وفي الإشارة إلى رسول الله (أو أي من رسله على الإطلاق).
أليس من الأولى ذكر رسول الله بما يليق بشخصه وبرسالته، وتذكر معاناته وصبره على الشدائد في سبيل الدعوة، وهو المصطفى الذي اختاره الله سبحانه لتوصيل آخر الرسالات إلى البشر كافة؟؟
في موضوع نشر في الموقع ولكن لا أذكر عنوانه ، عبر أحد المشاركين في مداخلته و باستهجان عن فكرة كون الرسول العظيم "بوسطجي" وصل الرسالة وانتهى دوره!
وأنا أؤيد صاحب هذا التعليق، فبعيدا عن حبنا له كمسلمين مؤمنين بما أنزل إليه، لقد أنصف الرسول العظيم بعض العدول من فلاسفة الغرب، واعتبروه مخلصا للإنسانية، واعتبروه نموذجا يقتدى به للوصول بالإنسان إلى مرتبة الإنسانية.
لقد وصف الله سبحانه المصطفى عليه السلام بأنه (على خلق عظيم)، والخلق هو ما يتحلى به من صفات وما يحمله من رسالة. فالرسالة العظيمة بحاجة إلى عظيم كي ينقلها إلى البشر. فكان محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
هناك الكثيرين ممن يرون في إنكار ما نسب إلى رسول الله نبذا له، وللدين عاما، في حين أراه (ولعلكم كذلك) أنه دفاعا عن رسول الله، ضد المدلسين المسيئين للدين من خلال شخص رسول الله.
لهذا أتمنى على أهل القرآن ورواد الموقع رفض الاستخفاف أو التهاون في الإشارة إلى نبينا الكريم أو إلى شعائر الله. ولعل المختصين أقدر على إضافة مقالات تبحث في عظمة رسول الله عليه السلام من خلال النصوص القرآنية، وما يتفق معها من أخبار تاريخية.
تحيتي لكم جميعا!