الأنبياء وعصمة الأنبياء عليهم السلام .
كتب الصديق العزيز الدكتور مصطفى النبراوى متساءلا ::
"النبى"
"معنى اللفظ يتكون قبل نشأته"
متى ولد هذا اللفظ ؟
من أين جاء .. سبب التسميه؟
ما هى دلالة هذا اللفظ وقت نشأته؟
هل كان النبى مُقدس بين أهله؟
هل كان هناك تزامن بين الأنبياء؟
هل للانبياء أخطاء؟
ابحث .. اقرأ .. ناقش
فكتبت تعقيبا قلت فيه :
تحياتى دكتورنا الغالى ...مصطلح أو صفة النبى هو مُصطلح لصفة أُطلقت على من إختارهم رب العالمين جل جلاله لتبليغ رسالته لقومه أو للناس جميعا مثل ( موسى عليه السلام كان نبيا لبنى إسرائيل ) و( محمد عليه السلام نبيا للناس جميعا إلى يوم القيامة ) ....
==
أول ما بدأ هذا المُصطلح بدأ مع (نوح عليه السلام ) لأنه أول الأنبياء والمرسلين .... وربما بدأ مع نبى من الأنبياء الذين لم يحكى عنهم القرءان الكريم قصصا من قصصه ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)
==
ويُطلق هذا المُصطلح على الشخص المُختار من الله جل جلاله عندما يأتيه الأمر بالتكليف بتبليغ الرسالة سواء كانت رسالة مُنزلة عليه هو مثل (موسى ومحمد عليهما السلام ) أو سيُبلغ رسالة لم تنزل عليه هو مثل (هارون وزكريا ) ....أما قبل أمر التكليف فليس بنبى ولا يقال عنه أنه نبى ،ولا كان يعلم هو ولا قومه بأنه سيكون نبيا .. ولكن كان لهذه القاعدة إستثناء وهو ( عيسى عليه السلام حينما نطق بنبوته فى أول يوم من ولادته )........(فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا,قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا.وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا,وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا.وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)
و(يحيى بن زكريا) الذى بشّر به رب العالمين زكريا بأنه سيرزقه يحيى وسيكون نبيا ...
==
وقدكان هناك أنبياء فى وقت واحد مثل (إبراهيم وإسحق ولوط ويعقوب وإسماعيل عليهم السلام جميعا ) ثم (يعقوب ويوسف عليهما السلام ) ثم( موسى وهارون عليهما السلام )ثم (داوود وسليمان عليهما السلام) ثم (زكريا وإبنه يحيى وعيسى عليهم السلام ) .. اما (محمد عليه السلام )فكان نبيا وحيدا فى زمانه ولم يأت نبيا معه ولا بعده ولن يأتى لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين ورسالته (القرءان الكريم ) للناس جميعا إلى يوم القيامة
==
هل الأنبياء مُقدسين فى أقوامهم ؟؟
لا - الأنبياء غير مقدسين والقدوس هو الله جل جلاله وحده لا شريك له ،ومن يٌقدس نبى من الأنبياء فقد أشرك بالله وسيحبط عمله يوم القيامة .
==
هل الأنبياء يرتكبون أخطاءا أم أنهم معصومين ؟؟؟؟
نعم يرتكبون أخطاءا بكل تاكيد ومنهم من إرتكب جريمة القتل الخطأ قبل تكليفه بالنبوة مثل موسى عليه السلام .....ولكن بعد النبوة فلا يرتكبون جرائم كبرى والتى نُسميها أو سماها القرءان الكريم بالكبائر .ولكن يرتكبون الصغائر والآثام واللمم ..... وحكى القرءان الكريم فى قصصه عن محمد عليه السلام عن مثل هذا .فقد كان ينزل القرءان بآيات تعليمية وتحذيرية له بالأ يعود لمثل هذه الآثام مرة أُخرى . ووصل ذات مرة أن حرّم على نفسه شيئا أحله الله له فنزلت فيه سورة كاملة تلومه وتُعلمه وتُحذره من ألا يفعل هذا ولا يعود لتحريم شيئا احله الله سُميت بسورة التحريم ، وهذا دليل على انه ليس له علاقة ولا من شأنه التحليل أو التحريم ولا التشريع ومن يؤمن بأن من حق محمد عليه السلام التشريع فليراجع إيمانه قبل فوات الآوان لأنه أشرك بالله جل جلاله .((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
==
.....فالأنبياء والرسل غير معصومين من الأخطاء ...ولكنهم معصومين من الأخطاء فى تبليغ الرسالة فقط .... فالنبى عليه السلام مثلا كان معصوما فى تلاوة القرءان وتبليغه وقراءته وكتابته قراءة وكتابة صحيحة ..
فالعصمة كانت فى تبليغ الرسالات أما ما عداها فلم يكونوا معصومين .............وهذه النقطة هى نقطة جوهرية تظهر خلافا جذريا بين فكر الإصلاحيين القرءانيين وبين أتباع التراث (سنة وشيعة وصوفية ) ،فلقد وصل الحال بالتراثيين بأن جعلوا العصمة للأنبياء ولكل الصحابة وكبار التابعين وأئمتهم وأقطابهم ،.وعليها بنوا علم ( الحديث ومُصطلح الحديث وعلم الرجال ) .وهو علم فاسد بكل المقاييس العلمية والقرءانية ووووو وليس مجاله الآن .
==
بقى أن نقول كلمة حق للتاريخ وللإنصاف .... أن أول من قال بهذا (بنفى العصمة والشفاعة عن الأنبياء عليهم السلام ) فى تاريخ المُسلمين هو المفكر الإسلامى الأستاذ الدكتور - أحمد صبحى منصور - عندما صدع بهذا الحق فى كتابه الذى قرره على طلاب قسم التاريخ بجامعة الأزهر عام 84 تحت إسم (الأنبياء فى القرءان الكريم ) ، وقد دفع ومازال يدفع ثمناكبيرا وغاليا لقوله الحق ودفاعه عنه ودعوته المسلمين للعودة للقرءان الكريم وحده فى دين الله .فأوقفته جامعة الأزهر عن العمل وحققوا معه برئاسة (طنطاوى -شيخ الأزهر السابق) وتعنتوا معه وساوموه على الحق القرءانى غيرة وحقدا منهم عليه فى أنه هو الذى إكتشف هذه الحقائق القرءانية وكانوا يقولون له وفى مقالاتهم فى الصحافة المصرية وقتها (وليه انت اللى تقول الكلام وإحنا ما نقولوش ليه؟؟؟) ورفضوا فصله من الجامعة كنوع من التعنت معه إلى أن قدّم إستقالته ورفع عليهم قضية فى مجلس الدولة لقبولها ،ووصل الأمر ل(مبارك ) فامر كمال حسن على رئيس الوزراء وقتها ببحث الأمر فعلموا بالخبر أنه وصل للرئيس مبارك ففصلوه من الجامعة .. ثم كونوا ضده فريق إضطهاد أزهرى ودولى إسلامى من جبهة علماء المسلمين وحكموا بردته فى مؤتمى لهم فى باكستان وطالبوا مبارك بقتله تنفيذا لحد الردة ، فأعتقله مبارك سنة 87 فى قضية عرفت بقضية (منكرى السُنة ) ثم أفرج عنه ، ولكنهم (المشايخ والسعودية ومشايخ الكهنوت الدينى الإسلامى الرسمى وغير الرسمى وأمن الدولة ) إتحدوامعا على إضطهاده والتضييق عليه فى رزقه ، وإضطهاد وإعتقال أفراد من عائلته الصُغرى (إبنه شريف منصور) ، وعائلته الكبرى (آل على بقرية أبو حريز -مركز كفر صقر -شرقية - ) سنة 2007 و2015 و2018 وما زالت أمن الدولة والمشايخ بقيادة (احمد الطيب شخصيا ) يضطهدون عائلته حتى يومنا هذا ليثنوه عن الحديث عن قضايا الإصلاح الدينى ودعوته للقرءان وكفى فى دين المُسلمين بالرغم من هجرته لأمريكا وتركه لمصر وللعرب جميعا من 25 سنة ..
فللحق والإنصاف والتاريخ نقول ونكرر أنه هو أول من دعى للقرءان وكفى فى تاريخ المُسلمين ، وأول من دعى للكُفر بروايات البخارى وووووووو والإيمان بالقرءان الكريم وحده وتشريعاته وحدها فى دين الله وأنه صراط الله المستقيم وحده ،وأن من يؤمن بكتاب من دونه فى دين الله فقد أشرك بالله وظلم نفسه ظلما عظيما ، وأول من دعى للإصلاح الدينى سلميا وبالكلمة والحوار ،وأول من بين وكتب عن أكذوبة حد الردة وأنه ليس من الإسلام ولا شأن للإسلام به ، وأول من دعى للحرية الدينية المطلقة لكل الناس ........ وأنه هو الذى سار على أشواك وألغام طريق الفساد الدينى ليُصلحه ويُعبده ويزيح ويُزيل أشواكه وألغامه من طريق المُسلمين ،فدفع فى هذا وما زال يدفع من عُمره ورزقه وسلامه وسلام وسلامة أهله وعائلته ثمنا باهظا ...... ونسأل الله العلى القدير أم يُجازيه خيرا فى الدنيا والآخرة على ما قدمة فى سبيل تجلية حقائق الإسلام وعلى بدءه وريادته وفتحه لطريق (الفكر القرءانى ) الذى أصبح منتشرا عبر العالم كُله ،والذى بدأه بنفسه سنة 77 بشعلة صغيرة ،ثم بالتفرغ له من عام 84 وحتى اليوم . فالحمد لله أصبح التيار القرءانى اليوم بالملايين عبر العالم كُله، وبالأاف الصفحات على الإنترنت ، وأصبح الأزهر والتراثيون فى خندق مهزوم يُدافع عن وجوده وعن سبوبته وتجارته التى يشترون بآيات الله بها ثمنا قليلا ، وأصبح العالم كله يتندر علىهم وعلى التراث والتراثيين ومادة للسُخرية والفكاهة ، وسيندثر الأزهر والتراث قريبا إن شاء الله بفضل عالم وثورة العلم والإتصالات التى تتسارع كل دقيقة فى تقديم العلم.