الرد على مقال الأسباب الانثروبولوجية والبيولوجية للرضاعة من الشجرة

رضا البطاوى البطاوى في الإثنين ١١ - أغسطس - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

الرد على مقال الأسباب الانثروبولوجية والبيولوجية للرضاعة من الشجرة
صاحب المقال هو Maged Elhaddad‎‏
موضوع المقال غريب وعجيب وهو سجر الجميز وعلاقته بالأديان الوثنية التى يعتبرها ماجد أديان قيمة
في البداية شجر الجميز يسمى بأسماء متعددة مثل :
الحماط والرقاع والإبرا والثالق وفاكهة الفقراء وتين فرعون وسي قمور والشجرة المقدسة
وشجرة الجميز يقال أنها من الفصيلة التوتية وتتواجد في العديد من بلاد العالم كمصر والشام وشرق أفريقيا وجنوب الجزيرة العربية
وفى كل المقالات التى كتبت عن الجميز يقال أن الجميز مذكور في العهدين القديم والجديد على أنه شجر مبارك وبالبحث وجدت أنه مذكور في العهد القديم فقط دون الجديد وهو مذكور على سبيل الذم لرخصه وكثرته كما في المواضع التالية في حكاية سليمان (ص):
و"َأَصْبَحَتِ الْفِضَّةُ فِي أُورُشَلِيمَ كَالْحَصَى لِكَثْرَتِهَا، كَمَا صَارَ خَشَبُ الأَرْزِ لِتَوَفُّرِهِ لاَ يَزِيدُ قِيمَةً عَنْ خَشَبِ الْجُمَّيْز"
" وَلِفَرْطِ مَا تَوَافَرَ مِنَ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ فِي أُورُشَلِيمَ، جَعَلَ الْمَلِكُ قِيمَتَهَا كَقِيمَةِ الْحِجَارَةِ، وَأَصْبَحَ خَشَبُ الأَرْزِ فِي قِيمَةِ خَشَبِ الْجُمَّيْزِ الَّذِي فِي الْحَقْلِ لِكَثْرَتِهِ"27
"وَجَعَلَ الْمَلِكُ الْفِضَّةَ فِي أُورُشَلِيمَ كَالْحَصَى لِكَثْرَتِهَا، كَمَا جَعَلَ خَشَبَ الأَرْزِ لِوَفْرَتِهِ لاَ يَزِيدُ قِيمَةً عَنْ خَشَبِ الْجُمَّيْزِ الَّذِي فِي السَّهْلِ"
والجميز في هذه المواضع ذمه كتبة العهد القديم لكثرته ومن ثم رخصه وترك الناس الانتفاع به كتركهم الحجارة

ونجد في حكاية إفرايم أنه قطعه لعدم منفعته واستعاض عنه بالأرز وذاك في القول التالى من حكايته "
"8لَقَدْ أَصْدَرَ الرَّبُّ قَضَاءَهُ عَلَى يَعْقُوبَ فَوَقَعَ فِي إِسْرَائِيلَ، 9فَيَعْلَمُ الشَّعْبُ كُلُّهُ: أَفْرَايِمُ وَسُكَّانُ السَّامِرَةِ الْقَائِلُونَ بِزَهْوٍ وَكِبْرِيَاءِ قَلْبٍ: 10 «قَدْ تَسَاقَطَ اللِّبْنُ وَلَكِنَّنَا سَنَبْنِي بِحِجَارَةٍ مَنْحُوتَةٍ. قَدْ قُطِعَ الْجُمَّيْزُ وَلَكِنَّنَا نَعْتَاضُ عَنْهُ بِخَشَبِ الأَرْزِ!»
وفى موضع ثانى تكرر نفس النص تقريبا وهو :
118 لَقَدْ أَصْدَرَ الرَّبُّ قَضَاءَهُ عَلَى يَعْقُوبَ فَوَقَعَ فِي إِسْرَائِيلَ، 9 فَيَعْلَمُ الشَّعْبُ كُلُّهُ: أَفْرَايِمُ وَسُكَّانُ السَّامِرَةِ الْقَائِلُونَ بِزَهْوٍ وَكِبْرِيَاءِ قَلْبٍ: 10 «قَدْ تَسَاقَطَ اللِّبْنُ وَلَكِنَّنَا سَنَبْنِي بِحِجَارَةٍ مَنْحُوتَةٍ. قَدْ قُطِعَ الْجُمَّيْزُ وَلَكِنَّنَا نَعْتَاضُ عَنْهُ بِخَشَبِ الأَرْزِ!»
الكبار السن يعرفون ان الجميز له أنواع متعددة وكان في مصر منه نوعين الصغير والكبير الذى كنا نسميه الباط ويبدو والله أعلم أنه في فلسطين يسمى البوطى ومن أنواع في فلسطين البلمى والغزى
الصغير في مصر كان هو وما زال الأشهر في حصده وبيعه وأما النوع القانى وهو الباط فقد كان ثمرا كبيرا وكان الناس يتركونه على الشجر في الغالب حتى يسقط على الأرض أو في الترع ولكننا ونحن صغار كنا نقوم بطلوع الشجر وأكله ونحن على فروع شجرة الجميز وهو أحلى في الطعم من الصغير لاحتوائه على نسبة عالية من السكر وهو يشبه التين ومن ثم كان الناس يسخرون ممن يقومون بعمل مخلل منه لأن نسبة السكر فيه عالية جدا ومن ثم لا يمكن استخدامه كمخلل حادق
وفى التاريخ المزور الذى يسمونه تاريخ الفراعنة مع أنه لا يوجد سوى إنسان حاكم واحد كان اسمه فرعون نجد أن مزورى التاريخ جعلوا لشجرة الجميز تاريخا يقول :
أن شجرة الجميز هى الشجرة المقدسة وأن ثماره المجففة وجدت في المقابر هى وأوراقه وفى توابيت الموتى ورسم الشجر على جدران المقابر والمعابد
كان هذه مقدمة لمناقشة مقال ماجد الحداد الذى استهله با، ثمرة الجميز تشبه ثدى المرأة وتخرج سائل شبيه باللبن فقال :
"ان ثمرة الجميزة فعلا تشبه الثدي والشجرة تخرج سائل شبيه باللبن "
وهو كلام بلا أصل فلا وجه للشبة في الثمار التى لا يختمها الإنسان وعملية التختيم في العرف الزراعى المصرى هى قطع جزء من الثمرة وعن القطع تنتج دائرة سوداء تشبه الحلمة
وعليه فالثمرة الأصلية لا تشبه الثدى وإنما تدخل الإنسان هو ما ينتج هذا الشبخ وأما حكاية العصارات اللبنية فهى لا تقتصر على الجميز وتوجد في الكثير من النباتات مثل:
التين والخروب والمطاط
ويدلف بنا ماجد إلى ربط الشجرة بالبقرة التى يطلق عليها حاتحور التى ترضع الميت الحياة فيقول :
"وهذا هو سبب ارتباطها بالبقرة حاتحور وهي ترضع الميت للحياه ولحصوله على النعيم الابدي"
قطعا هذا كلام دين كافر يطلق على البقرة إلهة ويعبدها ويصدق أن البعث يتم برضاعة لبن البقرة بدلا من أن يعتقد الاعتقاد القرآنى وهو :
أن البعث يتم بكلمة كن عن طريق الماء كما قال سبحانه :
" وجعلنا من الماء كل شىء حى "
ويلتمس الحداد للمصرى الوثنى العذر في افتراء هذا المعنى لأن الجميز كان في أرضه فيقول :
يعني المصري معذور انثروبولوجيا في ابتداع هذا الشكل الاسطوري ، لان عنده جميزة اساسا في ارضه . *"
ومع هذا لا يلتمس العذر لعمر بن الخطاب الصحراوى في حديثه عن الجميز فيقول :
"ما الذي يدفع عربي مثل عمر ابن الخطاب ان يتحدث عن شجرة ثمارها كالاثداء وتخرج بسائل لبني ويشرب منه الاموات كجزاء لهم في الاخرة ؟
اين الوظيفة البيئية هنا في جزيرة العرب لتلك الاسطورة؟!
لا توجد . والجميزة ليست من عناصر الطبيعة في الصحراء . بل كل ما يوجد في هذا الوضع اقتباس واضح وصارخ من الاسطورة المصرية"
قطعا ماجد المهووس يالدين الوثنى لا يعرف ان في الجزيرة العربية . جميز ينمو في المناطق الجنوبية
وماجد المهووي بتصديق التراث يتناسى أن القرآن يحدثنا حديثا عن بيئة الرسول(ص) كان فيها التين والزيتون فيقول :
" والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الآمين "
يتناسى عشرات الآيات التى يتحدث الله فيها عن النباتات ونموها وغير هذا خاصة في السور الصغرى التى يسمونها مكية مثل :
" فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ"
يعنى مكة كان فيها زراعة وكان فيها أشجار وأنعام وبالقرب حتى من البحار وكان فيها مطر وكل هذا يعنى أنها أرض وراعية أو على ألقل تنمو فيها نباتات كثيرة وما دام هناك تين وزيتون فالممكن أن يوجد جميز في تلك المناطق ومن ثم لا وجه للغرابة في أن يتحدث العرب عن الجميز
ولو راجع ماجد التراث الذى يصدقه لعرف أن عمر كان تاجرا يسافر للشام وأولها فلسطين حيث ينمو الجميز بكثرة ومن ثم لا غرابة في تلك المعرفة
وفى هامش هذا المقال قال :
هناك مثل مصري يقول :
" اتجمز بالجميز لحد ما التين ما يطلع "
الجملة موسمية زراعية لكن مدلولها ومعناه اتصبر باي حاجة الى ان ياتي وقت ما تنتظره "
قطعا المثل معناه تمتع بالجميز حتى يطلع التين وليس التصبر كما يقول فالجميز ليس أى حاجة لأن هناك نوع منه وهو الباط قد يكون أحلى من التين وكنا نسميه المعسل لأنه يحتوى على نسبة عالية من السكر