هل الذكر هو التوراة والإنجيل والقرءان أم القرءان وحده ؟؟
سؤال مُهم :
استاذ الاية التي تقول (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)) . الذكر مقصود به القران ام كتاب اخر؟؟
==
التعقيب :::
يا أهلا وسهلا بحضرتك ..
_ الذكر فى القرءان جاء بمعنى القرءان وبمعنى الكتب السابقة عليه ، وبمعنى ذكر الله جل جلاله .بكل صيغ الذكر من تسبيح وتحميد ودعاء وقراءة قرءان وكل كلمة أو صيغة أو فكر تذكر فيه الله وإسم الله دل جلاله . والآيات فى ذكر رب العزة جل جلاله كثيرة .
أما عن السؤال نفسه فنذكر قول المولى جل جلاله .
(( وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِمۡۖ فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ (43) بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلزُّبُرِۗ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ (44) النحل .. فالآيتان تحتويان على المعنيين للذكر ، إسما للكُتب السابقة ، وإسما للقرءان الكريم ...... وآيات أُخرى كثيرة حول نفس المعنى ... فجاء النُصح للذين يرتابون فى الوحى والرسالة والرسول والنبى بسؤال أهل الكتاب (اهل الذكر ) عن الوحى والرسول والرسالة ،هل جاء لكم مثلها من قبل ، وهل ذّكر طرفا عن رسالة الله لمحمد وبشارة عنه فى كُتبكم ((الذكر )) أم لا ؟؟؟ ....
وهذه الآية وردت مرتين ردا على المرتابين الذين يُشككون فى وحى الله جل جلاله لمحمد عليه السلام ،وفى بعثته للناس نبيا ورسولا برسالة القرءان ، لتقول لهم إذا كُنتم مُرتابين فى نبوته ورسالته ،،وفى هل هناك وحى ونبوة ورسالة بشكل عام أم لا فإسألوا أهل الكُتب السابقة (اهل الذكر ) عن حقيقة الأمر كُله ،وعن بشارتهما بنبوة ورسالة محمد بن عبدالله عليه السلام .....
.(( ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (157) الأعراف ..
((رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِي ٱلۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا (29) الفتح .
(( وَإِذۡ قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُم مُّصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٞ (6) الصف .
===
وعن تطبيق المسلمين لها بأن الذكر هو الإختصاص والتخصص فى شئون الدُنيا والعلوم التطبيقية والإجتماعية أيضا فلا بأس به من ناحية أن (الذكر هنا ) هو القرءان الكريم الذى يأمرنا بفريضتين فى هذا الخصوص وهما ( فريضة الشورى ) وفريضة (التواصى بالحق ) ..
ففريضة الشورى ( وأمرهم شورى بينهم )
( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)) فهنا الشورى والإستماع لأهل العلم وأهل الخبرة والأخذ بتوصياتهم وتطبيقها هو نتيجة لسؤال المسلمين لهم تطبيقا لأمر من أوامر (الذكر) .
أما فى الدين فتُسمى ب(التواصى بالحق )لأن الدين مسئولية شخصية منوط بها كل إنسان ولا يُغنى فيها إنسان عن الآخر يوم القيامة.وبما أن هناك تفاوت فى القدرات العلمية والقدرة على التحصيل والتدبر والإستباط وإستخراج حقائق القرءان وتشريعاته ، ونتيجة لتراكم المعرفة والمعلومات عند البعض ونقصانها عن آخرين كان التواصى فى الدين بين المؤمنين جميعا ( وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ (3)) العصر . فهى هنا تساوى فى معناها ومفهومها فأسألوا أهل الذكر إن كُنتم لا تعلمون .