كتاب ( الخوارج تاريخيا ودينيا ) الباب الثانى : دين الخوارج
ف 5 ب 2 : الخوارج يبقرون بطون الحوامل .. وشنائع أخرى

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢٧ - يونيو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

ف 5  ب 2 : الخوارج يبقرون بطون الحوامل .. وشنائع أخرى

كتاب ( الخوارج تاريخيا ودينيا ) الباب الثانى : دين الخوارج

مقدمة

إرتبط تدينهم الشديد بتطرفهم في سفك الدماء للجميع ، حتى النساء والأطفال ، وكانوا يبقرون بطون الحوامل لقتل الأجنّة . وهم فيما يفعلون يحسبون أنهم يحسنون صُنعا . الأصل هنا هو أن تطرفهم في تأدية شكلية للصلاة جعلهم يتخذون منها وسيلة للمعاصى . غفلوا عن ان الصلاة وكل العبادات ليست غاية بل وسيلة للتقوى . لم يقرأوا قوله جل وعلا : ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ(45) العنكبوت ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(21)البقرة ) إن الله جل وعلا لم يأمر بتأدية الصلاة ، فقد كان العرب يؤدُون الصلاة ( مُكاءا وتصدية ). جاء الأمر بإقامة الصلاة خشوعا في وقتها وتقوى فيما بين الصلوات الخمس ـ لتكون الصلاة وسيلة للتقوى . بدون ذلك تصبح الصلاة الشكلية وسيلة للعصيان ، ودافعا للتطرف فيه . والخوارج تطرفوا في صلاتهم وتطرفوا أيضا في سفكهم للدماء ، حتى الأجنّة في البطون .!

نتوقف مع الخوارج في لمحة سريعة

أولا :

الخوارج يبقرون بطون الحوامل

1 ـ بهذا بدأوا فى مستهل خروجهم على ( على بن أبى طالب )  تقول الرواية : ( لما أقبلت الخارجة من البصرة حتى دنت من النهروان رأى عصابةٌ منهم رجلاً يسوق بامرأة على حمار، فدعوه فانتهروه فأفزعوه وقالوا له: من أنت؟ قال: أنا عبد الله بن خباب صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالوا له: أفزعناك؟ قال: نعم. قالوا: لا روع عليك.. ) وناقشوه فى التحكيم وفى (على )  ولمّا لم يعجبهم رأيه قتلوه وقتلوا زوجته  : (  فقالوا: إنك تتبع الهوى وتوالي الرجال على أسمائها لا على أفعالها، والله لنقتلنك قتلةً ما قتلناها أحداً.فأخذوه وكتفوه ثم أقبلوا به وبامرأته، وهي حبلى متم ... فأضجعوه فذبحوه، فسال دمه في الماء، وأقبلوا إلى المرأة فقالت: أنا امرأة ألا تتقون الله! فبقروا بطنها، وقتلوا ثلاث نسوة من طيء، وقتلوا أم سنان الصيداوية.) . كنت حبلى توشك على الوضع أى ( مُتمّة ). وعلم أصحاب ( على ) ففزعوا ، زع اصحاب (على ) وقالوا له : ( علام ندع هؤلاء وراءنا يخلفوننا في عيالنا وأموالنا؟ سر بنا إلى القوم فإذا فرغنا منهم سرنا إلى عدونا من أهل الشام.). وأرسل (على ) الى الخوارج يطلب تسليم القتلة ، فقالوا : ( كلنا قتلهم وكلنا مستحل لدمائكم ودمائهم. ) . وبعد مناوشات كلامية تحتمت الحرب بينهما .

2 ـ ـ إستباح الخوارج فى العصر الأموى قتل المسلمين جميعا ، دون اهل الكتاب . وقالوا ب ( الاستعراض ) أى القتل العشوائى . وبعض الخوارج نصّ  ــ علنيا ـ  على قتل النساء والأطفال من المسلمين ، مثل نافع بن الأزرق ، تقول الرواية عن نافع بن الأزرق : ( ونظرنافع فرأى أن ولاية من تخلف عن الجهاد من الذين قعدوا من الخوارج لا تحل له، وأن من تخلف عنه لا نجاة له، فقال لأصحابه ذلك ودعاهم إلى البراءة منهم وأنهم لا يحل له مناكحتهم ولا أكل ذبائحهم، ولا يجوز قبول شهادتهم وأخذ علم الدين عنهم، ولا يحل ميراثهم، ورأى قتل الأطفال والاستعراض، وأن جميع المسلمين كفار مثل كفار العرب لايقبل منهم إلا الإسلام أو القتل.). ويقول الملطى عن الاباضية فى عهده : ( والفرقة الخامسة من الخوارج هم الاباضية ، اصحاب إباض بن عمرو ، خرجوا من سواد الكوفة (أى من ريف الكوفة ) ، فقتلوا الناس ، وسبوا الذرية ، وقتلوا الأطفال وكفّروا الأمّة ، وأفسدوا فى العباد والبلاد ، فمنهم اليوم بقايا بسواد الكوفة . ) 

3 ـ  وبهذا إستمروا . وفى الفتنة الكبرى الثانية ـ وسبق أن عرضنا لها ـ كانت الخوارج الأزارقة يعيثون فسادا فى الشرق ثم زحفوا غربا نحو الكوفة فى عام 68 ، فإستغاث أهل الكوفة بالوالى (القباع ) خوفا من الأزارقة ، فتحرك القباع بطيئا بجيشه ، فقال له ابراهيم بن الأشتر (  سار إلينا عدو ليست له تقية ، يقتل الرجل والمرأة والمولود ، ويخيف السبيل ويخرب البلاد فانهض بنا إليه )

3 ـ ولقد دخل الخوارج المدائن ، تقول الرواية : (  فلما سمع مصعب بقدومهم ركب في الناس وجعل يلوم عمر بن عبيد الله بتركه هؤلاء يجتازون ببلاده، وقد ركب عمر بن عبيد الله في آثارهم، فبلغ الخوارج أن مصعباً أمامهم، وعمر بن عبيد الله وراءهم، فعدلوا إلى المدائن فجعلوا يقتلون النساء والولدان، ويبقرون بطون الحبالى، ويفعلون أفعالاً لم يفعلها غيرهم‏.‏ ) .

4 ـ وفى رواية الطبرى في حوادث عام 68 : (  وأقبلت الخوارج وعليهم الزبير بن الماحوز حتى نزلوا الأهواز فأتتهم عيونهم أن عمر بن عبيدالله في أثرهم وأن مصعب بن الزبير قد خرج من البصرة إليهم فقام فيهم الزبير فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن من سوء الرأي والحيرة وقوعكم فيما بين هاتين الشوكتين انهضوا بنا إلى عدونا نلقهم من وجه واحد فسار بهم حتى قطع بهم أرض جوخى ثم أخذ على النهر وانات ثم لزم شاطئ دجلة حتى خرج على المدائن وبها كردم بن مرثد بن نجبة الفزاري فشنوا الغارة على أهل المدائن يقتلون الولدان والنساء والرجال ويبقرون الحبالى . )

ثانيا :

فظائع أخرى للخوارج

أيضا فى حوادث عام 68 فى الفتنة الكبرى الثانية كتب الطبرى فى تاريخه :

1 ـ  (  وهرب كردم فأقبلوا إلى ساباط فوضعوا أسيافهم في الناس، فقتلوا أم ولد لربيعة بن ماجد ، وقتلوا بنانة ابنة أبي يزيد بن عاصم الأزدي، وكانت قد قرأت القرآن وكانت من أجمل الناس، فلما غشوها بالسيوف قالت : " ويحكم هل سمعتم بأن الرجال كانوا يقتلون النساء ويحكم تقتلون من لا يبسط إليكم يدا ولا يريد بكم ضرا ولا يملك لنفسه نفعا أتقتلون من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ؟! فقال بعضهم اقتلوها وقال رجل منهم لو أنكم تركتموها؟  فقال بعضهم " أعجبك جمالها يا عدو الله قد كفرت وافتتنت ". فانصرف الآخر عنهم وتركهم فظننا أنه فارقهم وحملوا عليها فقتلوها.  فقالت ريطة بنت يزيد : " سبحان الله أترون الله يرضى ما تصنعون ؟ تقتلون النساء والصبيان ومن لم يذنب إليكم ذنبا؟  ثم انصرفت ، وحملوا عليها وبين يديها الرواع بنت إياس بن شريح الهمداني وهي ابنة أخيها لأمها فحملوا عليها فضربوها على رأسها بالسيف ويصيب ذباب السيف رأس الرواع فسقطتا جميعا إلى الأرض . )

2 ـ  ( قال أبو مخنف حدثني يونس بن أبي إسحاق عن أبيه أن رجلا من السبيع كان به لمم وكان بقرية يقال لها جوبر عند الخرارة وكان يدعى سماك بن يزيد فأتت الخوارج قريته فأخذوه وأخذوا ابنته فقدموا ابنته فقتلوها وزعم لي أبو الربيع السلولي أن اسم ابنته أم يزيد وأنها كانت تقول لهم يا أهل الإسلام إن أبي مصاب فلا تقتلوه وأما أنا فإنما أنا جارية والله ما أتيت فاحشة قط ولا آذيت جارة لي قط ولا تطلعت ولا تشرفت قط فقدموها ليقتلوها فأخذت تنادي ما ذنبي ما ذنبي ثم سقطت مغشيا عليها أو ميتة ثم قطعوها بأسيافهم .)

أخيرا

لمجرد التذكير

قال ربنا جل وعلا :

1 ـ في عقوبة من يقتل مؤمنا ـ أي مأمون الجانب مسالما وفى حقن دم المقاتل في الجيش المعتدى لمجرد ان ينطق بكلمة الإسلام : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا((93) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا(94)النساء )

2 ـ ( وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ(6)التوبة ) . هذا عن مقاتل في جيش معتد واثناء الحرب إستجار بالمسلمين ، فعليهم أن يجيروه ، وأن يُسمعوه من القرآن الكريم ، ثم يبلغوه الى مأمنه .

  شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

اجمالي القراءات 122