بقلم الدكتور: أحمد بن فارس السلوم،
http://alsalloom.blogspot.com/
http://www.facebook.com/drahmedfares
المنشقون الجدد عن النظام السوري..
من أسباب تأخر النصر في ثورتنا السورية أنها لم تشهد انشقاقات عن النظام الحاكم في هرم السلطة، مما جعل النظام يظهر أمام العالم وكأنه متماسك، ولذلك أسباب من أهمها اعتماده في مفاصل الدولة على الطائفية، وعلى الموالين له بلا حدود.
ولكن كان أول المنشقين عنه هو الشعب، وقد طالب الشعب وطالبنا معه الموظفين الكبار أن ينشقوا عن هذا النظام المجرم .. مراراً وتكراراً .. سراً وجهاراً .. كل ذلك دون جدوى.
كلنا يذكر موقف عبدالرحمن شلقم وخطابه الشهير في مجلس الأمن ذاك الخطاب الذي غير فيه مسار القضية الليبية، أنا شخصياً ما زلتُ أذكر كلمته وكأنها ترن في أذني الآن حين قال: أخ معمر أترك الليبيين وشأنهم!!
لقد كانت ضربة للنظام الليبي على المستوى السياسي.
وحينما اندلعت ثورتنا كنت آمل أن نجد في رجالات الدولة شلقم وشلاقم ولكن ذلك لم يحصل.
بل كان وما زال ألد أعداء الشعب هو المندوب الدائم في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الصفوي الأصل والديانة!!
وكان لافتاً في المشهد السوري أن الانشقاق هو من نصيب المخلصين من أفراد الجيش السوري، وكانت السابقة في ذلك للبطل الذي تغيرت بانشقاقه الصورة في الثورة السورية: حسين هرموش.
موقف هرموش وانشقاقه عن النظام السوري أروع بكثير من موقف شلقم وانشقاقه عن النظام الليبي، فشلقم كان آمناً مطمئناً، بينما البطل حسين هرموش دفع حياته وحياة عائلته وقبيلته وبلدته ومحافظته... ثمناً لهذا الانشقاق.
وما زلنا نطالب مَن فيه ذرة خير أن ينشق عن هذا النظام القاتل المجرم السفاك، ولكن لا بد من تجلية الأمور..
اليوم... بعد سنة ونصف بدأنا نسمع تراجع في تصريحات بعض المحسوبين عن النظام، من أمثال محمد حبش، بوق النظام وممسحته التي كان يتمندل بها من قاذوراته.
ولا أستغرب أن نسمع غداً خطاباً مختلفاً كذلك من شريف شحادة وخالد العبود وهؤلاء، بل ومن بثينة شعبان ربما..
هذا التغير لو كان وقع في ما سبق لنفع، ولكن الآن بعد أن شاركت كلماتهم في ذبح أطفالنا في مجزرة الحولة، ومسح الغبير، وإبادة الحفة، وتدمير حمص لم يعد لانشقاقهم وتراجعهم معنى، فهم كانوا وما زالوا وسيبقون أعداء الشعب.
ونرحب بانشقاق من لم تتلطخ يده أو لسانه بدم الشعب السوري من كافة قطاعات الدولة.
مع أن الجهة التي نحب انشقاقها ونقبله إلى آخر لحظة ونعول عليه بعد الله عز وجل: هي الجهة العسكرية، فما زلنا نهيب بإخواننا وأبنائنا العسكريين الانشقاق والتخلي عن النظام، فالانشقاق يضمن لك مقعدا في الدولة السورية الجديدة، ومكانتك في هذه الدولة
هو بحسب بلائك بعد الانشقاق، فلا يستوي من انشق وقعد في بيته مع من انشق وأصبح بطلاً ميدانياً ورمزاً من رموز الجيش الحر.
كل من انشق صادقاً نرحب به، ولكن الله عز وجل قسم الناس الى قسمين، قسم آمن قبل فتح مكة وقاتل مع حبيبه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقسم آخر آمن بعد الفتح وقاتل كذلك، فلم يجعل الله عز وجل هؤلاء وهؤلاء في الميزان سواء..
فقال سبحانه: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل، أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى)..
يا أبطال الشام، يا قبضايات دمشق وحلب ، يا رجالات حمص وحماة وادلب، يا أبناء الفرات، يا أهل حوران مهد الثورة...بادروا بالانشقاق، ودعوا عنكم التصفيق والنفاق، فساحة الصفر قد حانت وبانت، وليس بعد الليل إلا طلوع النهار.
وإنّ غداً لناظره قريب..