أوكرانيا في عمق روسيا | أسرار الحرب والسلام
أوكرانيا في عمق روسيا | أسرار الحرب والسلام

شادي طلعت في الإثنين ٠٢ - يونيو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

شهدت الحرب الروسية الأوكرانية تطورات متسارعة، خاصة بعد الضربات الأوكرانية الأخيرة داخل العمق الروسي، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الصراع، وإمكانية التوصل إلى حل سلمي. 

 

فمنذ شهر مايو 2025، نفذت أوكرانيا عمليات عسكرية نوعية، ومنها هجوم 1 يونيو 2025، إذ كان هجوماً جوياً على منشآت عسكرية روسية داخل الأراضي الروسية، باستخدام طائرات مسيّرة متقدمة زوّدتها بها دول الغرب. 

 

وقد استهدفت تلك الضربات قواعد لوجستية، ومخازن ذخيرة روسية، مما أدى إلى خسائر مادية كبيرة، وتعطيل بعض خطوط الإمداد الروسي.  

وقد تم تنفيذ هذا الهجوم عبر تنسيق استخباراتي دقيق للغاية، مستفيداً من ثغرات في الدفاعات الجوية الروسية. 

وهناك رأي عسكري يشير إلى أن تلك الضربات قد تمت من داخل الأراضي الروسية، لذلك تجنبت الدفاعات الجوية الروسية.

 

وفي كل الأحوال، فإن هذا دليل على إختراق دول الغرب للجيش الروسي، بل ولأجهزته الأمنية المتعددة، فماذا يعني ذلك .. 

 

بداية لنلقي نظرة على الخسائر الروسية، والأوكرانية منذ بداية الحرب :

 

منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، تكبدت روسيا، وأوكرانيا خسائر بشرية، ومادية جسيمة.  

 

* إذ تشير التقديرات إلى مقتل عشرات الآلاف من الجنود من كلا الجانبين، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى.

  

* كما تعرضت البنية التحتية في أوكرانيا لدمار واسع، يحتاج إلى عشرات أو مئآت المليارات ليعود الوضع إلى ما كان عليه. 

 

* بينما عانت روسيا من خسائر إقتصادية ضخمة بسبب العقوبات الغربية، والتي أثرت بشكل كبير على الإقتصاد الروسي، حيث تم تجميد أصول روسيا في البنوك الغربية، بقيمة مئآت المليارات من الدولارات.  

كما ارتفعت تكاليف المعيشة داخل روسيا، وانخفضت قيمة الروبل (العملة الروسية)، مما أدى إلى تراجع القوة الشرائية للمواطنين الروس. 

 

وبينما تسير الحرب بإرادة الدولتين المتنازعتين، تسعى عدة دول للوساطة فيما بين الطرفين، حتى لا تخسر هذه أو تلك، ومن أبرز تلك الدول :

- تركيا التي لعبت دوراً مهماً في اتفاق تصدير الحبوب. 

- دولة الإمارات العربية المتحدة، التي حافظت على علاقات متوازنة مع الطرفين. 

- السعودية التي دعت إلى مؤتمر دولي في أغسطس 2024 بمشاركة 40 دولة للبحث عن تسوية سلمية. 

 

بيد أن أسباب إستمرار الحرب تعود لسببين، أحدهما في الداخل الروسي والأوكراني، والآخر سبب خارجي :

 

أولاً/ الرأي العام في روسيا وأوكرانيا.

 

- في روسيا، يعبر بعض المواطنين عن رغبتهم في إنهاء الحرب، خاصة مع تزايد الخسائر البشرية، والاقتصادية.  

ولكن .. وبالرغم من ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي دعماً متزايداً للرئيس/ بوتين، خاصة في المناطق التي شهدت خسائر بشرية عالية. 

 

- أما في أوكرانيا، فيتمسك الشعب الأوكراني بالدفاع عن أراضيه، رغم المعاناة المستمرة، ويأمل في دعم دولي أكبر لتحقيق النصر أو الوصول إلى تسوية عادلة. 

 

ثانياً/ السبب الخارجي والذي هو تمسك أوروبا بالحرب. 

 

إذ تسعى الدول الأوروبية إلى دعم أوكرانيا لعدة أسباب منها :

1- الحفاظ على النظام الدولي، القائم على احترام السيادة. 

 

2- منع روسيا من تحقيق مكاسب قد تشجعها على المزيد من التوسع.

  

3- أدت هذه الحرب إلى زيادة الإنفاق العسكري الأوروبي، مما يعكس تغيراً في السياسات الدفاعية لقارة أوربا. 

 

أما عن رغبة الرئيس الروسي/ فلاديمير بوتين، في الإستمرار في الحرب أم لا :

 

فواقع الأمر أن (بوتين) لا يرغب بالحرب، ويسعى للسلام، وكانت لديه القدرة لإحتلال أوكرانيا منذ البداية، ولا زالت القدرة موجودة، إلا أنه لا يريد الوصول إلى نهاية سقف النزاع، ليقينه أن تلك هي رغبة خصومه من أوربا، ليجبروا أمريكا على التصدي للتوسع الروسي معهم، فتكون النهاية لفلاديمير بوتين، بيد أنه يدرك المقصد من هذا المغرز الخبيث، فاحتلال أوكرانيا يعني نهايته بأكثر من شكل.

 

ومع احتمالات التصعيد النووي نؤكد على التالي :

بالرغم من التهديدات المتكررة بإستخدام السلاح النووي، ستظل كافة التهديدات بالتصعيد النووي للردع فقط، أكثر من كونها فعلُ قابل للتحقيق، نظراً للعواقب الكارثية لمثل هذا الخيار، فلن تجرؤ عليه لا روسيا ولا أوربا. 

 

ولكن مع مرور الأيام يتبين لنا التالي :

أن إحداث الخلل في الداخل الروسي، قد بات وشيكاً، سواء على القطاع المدني أو العسكري، وخصوم روسيا الراغبين في إستمرار الحرب، يحاولون مد أجلها، ففي ذلك مدُ لأياديهم الغير مرئية، على أمل أن تكون نهاية الرئيس/ فلاديمير بوتين قريبة، على يد شعبه، وليس على أيديهم.

 

في النهاية :

 

- ستستمر الحرب الروسية الأوكرانية في إحداث تغييرات جيوسياسية واقتصادية عميقة. 

- ستتصاعد الدعوات الدولية للسلام، لكن دون مؤشرات واضحة على قرب التوصل إلى حل نهائي.  

- سيبقى مستقبل الصراع مرهوناً بتوازن القوى على الأرض، والضغوط الدولية، وإرادة الطرفين في التفاوض. 

 

والرؤية الأخيرة :

في اللحظة التي تقرر فيها أمريكا وقف الحرب، فإنها ستتوقف، بغض النظر عن رغبة أو إرادة أوربا.

ونهاية فلاديمير بوتين باتت قريبة، إلا إذا استطاع الإمساك بخيوط مقادير الحكم جيداً، وتلك عملية صعبة، إذ أن الخيانة طالما أنها دخلت إلى الداخل الروسي، وانتشرت، فإن انتشارها كانتشار الورم السرطاني الخبيث، الذي يتطلب بتر العديد من الأعضاء. 

 

وعلى الله قصد السبيل

 

شادي طلعت

 

 #شادي_طلعت

#توكرانيا_في_عمق_روسيا

#أسرار_الحرب_والسلام

#روسيا #امريكا #اوكرانيا

اجمالي القراءات 186